अल्लाह काव्य इंसान
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
शैलियों
أعتقد أن المستوى الأول البركاني، والمستوى الثاني المحارب، هما الأبرز والأكثر طغيانا في صورة الإله التوراتي. (ج):
هذا صحيح؛ لأن المستويين الآخرين مضافان على الأصل ومستعاران. (س):
من هنا يأتي سؤالي الآتي: كيف عدت هذه الألوهة التوراتية إلها ليسوع المسيح؟ (ج):
أولا، إن كل مؤسسي الديانات نشئوا على دين قومهم ثم انشقوا عنه، وأكثر من ذلك فقد كان بعضهم كاهنا على دين قومه مثل زرادشت، وبعضهم ناسكا على ملة قومه مثل البوذا. وثانيا، فقد عمل مؤلفو أسفار العهد الجديد على رسم صورة مختلفة لإله العهد القديم، ويظهر ذلك منذ ظهور يسوع لأول مرة في السردية الإنجيلية عندما اعتمد بماء نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان؛ فبينما هو خارج من الماء رأى السموات قد انشقت والروح القدس مثل حمامة نازلا عليه، وصوت من السماء يقول: أنت ابني الحبيب الذي به سررت. وفي هذا المشهد يخلق العهد الجديد شبه قطيعة مع العهد القديم فيما يتعلق بصورة الله؛ فقد تجلى إله موسى للمرة الأولى في النار، في لهيب شجرة شوكية تحترق في الصحراء، ومن داخل اللهيب تحدث إليه، وفي المرة الثانية نزل على جبل سيناء بالنار فصعد دخانه مثل دخان الأتون وارتجف الجبل جدا، ثم دعا موسى إليه. أما إله يسوع فقد تجلى في هيئة الحمامة الوديعة التي اعتبرت في ميثولوجيا اليونان والشرق القديم رمزا للحب. وعبر أسفار العهد الجديد كان الحب هو الذي يربط بين الله والعالم وبينه وبين مخلوقاته وبين الناس بعضهم مع بعض، حتى إن يسوع في موعظة الجبل حض على حب الأعداء والخصوم، بينما كان الخوف هو ما يربط الناس إلى إلههم في العهد القديم. وهنالك ملاحظة جديرة بالاهتمام، وهي أن إله يسوع ليس له اسم، وكلمة الله التي نجدها في الإشارة إليه هي كلمة «ثيوس» في الأصل اليوناني، وهي ليست اسم علم، بل تعبير يدل على الألوهة المطلقة. كما كان يسوع يدعوه بالآب، فيقول أبي، وأبي وأبوكم، والصلاة المسيحية تبدأ بجملة أبانا الذي في السموات. وباختصار فقد انشق يسوع عن اليهودية بشكل راديكالي وهذا ما قاده إلى الموت على الصليب. (س):
إذا كانت رسالة يسوع على هذه الدرجة من الاستقلال عن اليهودية، فلماذا أدمجت الكنيسة كتاب التوراة في الكتاب المقدس المسيحي واعتبرته عهدا قديما؟ (ج):
عندما ظهر يسوع كانت الآمال الميسيانية (من كلمة ميسايا أي المسيح) تسيطر على الحياة الدينية في فلسطين وبقية أجزاء آسيا الغربية، والكل كان في انتظار المخلص الذي سينهي العالم القديم ويدخل البشرية إلى عالم جديد مقدس؛ ولذلك فقد ظن أتباع يسوع المقربين بأنه هو المسيح، وبسبب خلفيتهم الدينية اليهودية فقد راحوا يبحثون في التوراة عن شواهد على ظنهم هذا، أو تفكيرهم الرغبي. أما يسوع فقد كان موقفه ملتبسا إزاء قبوله لهذا اللقب، وبقي على هذا الموقف الملتبس حتى نهاية محاكمته. وبعد أربعين سنة على حادثة الصلب ، بدأت الأناجيل التي تقص عن سيرة يسوع بالظهور واحدا تلو الآخر، وراح مؤلفوها يستعينون بنصوص التوراة من أجل إثبات مسيحانية يسوع. وبذلك ترسخ التناص بين النبوءات التوراتية والسرديات الإنجيلية عن ظهور المسيح، أو ما اعتبره أولئك الإنجيليون نبوءات. وهذا ما أسبغ على النص التوراتي طابع القداسة باعتباره شاهدا على مسيحانية يسوع. (س):
ولربما ابتكر هؤلاء أحداثا لم تقع في حياة يسوع من أجل إحداث المطابقة المطلوبة! (ج):
بالضبط؛ فنحن لا نستطيع الآن التمييز بين ما حدث فعلا في سيرة يسوع وبين رغبة أولئك المؤلفين في حدوثه. لقد كان أولئك الإنجيليون قارئين ممتازين للنص التوراتي وعارفون بخباياه وخفاياه، وانتقوا بعناية ما يناسب نصهم. (س):
إذن سيرة يسوع في الأناجيل تتطور من خلال التناص. (ج):
نعم. وأول تناص يرد على لسان يسوع نلحظه في أول خطاب علني له بعد اعتماده بمياه نهر الأردن، ومكوثه في الصحراء أربعين يوما؛ فعند عودته إلى مدينته الناصرة على ما يرد عند لوقا: «دخل المجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ، فدفع إليه سفر إشعيا النبي، ولما فتح السفر وجد الموضع الذي كان مكتوبا فيه: روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين، لأشفي منكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة مقبولة للرب. ثم طوى السفر وسلمه للخادم وجلس، وجميع الذين في المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه، فابتدأ يقول لهم إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم» (إنجيل لوقا، 4: 16-21). وهذا المقطع الذي قرأه يسوع موجود في سفر إشعيا التوراتي (الإصحاح 61: 1-2). وهو يفسر عادة بأنه كلام على لسان مسيح آخر الأزمنة؛ ولذلك فقد قرأه يسوع ثم أخبرهم أن هذه النبوءة تتحدث عنه عندما قال: اليوم قد تم هذا المكتوب.
अज्ञात पृष्ठ