अल्लाह काव्य इंसान
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
शैलियों
هذا صحيح؛ فمع سفر أسرار أخنوخ الذي تعود صيغته الأولى إلى أواخر القرن الأول قبل الميلاد كانت اليهودية مؤهلة لتبني فكرة التاريخ الدينامي وقيامة الموتى في اليوم الأخير، ولكن ذلك لم يحصل قبل بدايات القرن الثاني الميلادي؛ فنحن نعلم من الأناجيل الأربعة ومن رسائل بولس ومصادر أخرى، أن اليهود خلال القرن الأول الميلادي كانوا منقسمين إلى فرقتين؛ فرقة الصدوقيين المحافظة التي بقيت على عدم إيمانها بقيامة الموتى، وفرقة الفريسيين التي آمنت بها. ويذكر لنا سفر أعمال الرسل في كتاب العهد الجديد أن بولس الرسول عندما مثل أمام المجمع اليهودي ليحاكم بتهمة التجديف والكفر، لاحظ بأن عددا لا بأس به من أعضاء المجمع على العقيدة الفريسية، فصرخ أمامهم قائلا: أنا فريسي ابن فريسي، وإني أحاكم هنا على إيماني بقيامة الموتى. وهنا حدثت منازعة بين الفريسيين والصدوقيين من أعضاء المجمع وانفضت الجلسة دون اتخاذ قرار. (س):
ما هما العنصران المفقودان في سفر أخنوخ؟ (ج):
الأول هو الأمر الإلهي للملائكة بالسجود لآدم بعد خلقه، والثاني هو استشارة الله للملائكة بشأن خلق الإنسان. وهذان العنصران تم استكمالهما بعد ذلك؛ فالأمر الإلهي بالسجود لآدم موجود في السفر المعروف بكتاب حياة آدم، وهو يعود إلى زمن غير مؤكد بين أوائل القرن الأول قبل الميلاد وأواسط القرن الأول الميلادي؛ فبعد طردهما من الفردوس راح آدم وحواء يبحثان عن طعام يأكلانه يشبه طعام الجنة، فلم يجدا سوى ما تأكله البهائم، فقال آدم لحواء: من الأفضل أن نبكي أمام خالقنا ونستغفره لعله يسامحنا. ثم افترقا وراح كل منهما يصلي ويعلن توبته أمام ربه، فرآهما الشيطان وجاء إلى حواء في صورته الملائكية القديمة، وقال لها: قد سمع الرب دعاءكما وقبل توبتكما، وأرسلني لكي أقودك إلى مكان فيه طعام أهل الجنة. ثم أخذ بيدها وقادها إلى آدم، فلما رآهما تعرف آدم على الشيطان الذي حرمهما من الجنة، فاضطرب وصاح به: الويل لك أيها الشيطان، لماذا تلاحقنا دوما بالمكر والخديعة؟ وما الذي فعلناه لك؟ فقال له الشيطان : أنت السبب فيما حدث لي يا آدم؛ فبعد أن خلقك الرب على صورته، دعانا ميخائيل رئيس الملائكة وقال لنا: اسجدوا لآدم، لصورة الرب يهوه. فقلت له: لن أسجد لمن هو أقل مرتبة مني. ولما سمع الملائكة التابعون لي قولي هذا رفضوا السجود أيضا، فطردنا الرب من مسكننا الأعلى إلى الأرض. (س):
كنت أتساءل دوما عما فضل الله به الإنسان على الملائكة حتى أمروا بالسجود له. وقد قدمت هذه الأسطورة جوابا مقنعا من حيث الظاهر. (ج):
نعم؛ فالإنسان خلق على صورة الله وفق الرواية التوراتية «فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه» (التكوين، 1: 28). وأيضا: «يوم خلق الله الإنسان، على شبه الله عمله، ذكرا وأنثى خلقه» (التكوين، 5: 1-2).
الأسطورة الأخيرة التي سأقدمها تحتوي على عنصر السجود لآدم وعلى عنصر استشارة الله الملائكة بخصوص خلق الإنسان، وهي من كتاب الهاجاداه، وهو عبارة عن مجموعة من القصص الديني التعليمي التي تشرح نصوص التوراة بطريقة أدبية شيقة، وقد صار هذا الكتاب جزءا من التلمود. فبعد أن انتهى الرب من خلق السماوات والأرضين استطلع رأي الملائكة فيما هو مقدم عليه من خلق الإنسان، فجاءت مشورتهم في غير صالح الإنسان، وقال بعضهم إنه سيكون ممتلئا بالغش والخداع، ميالا إلى النزاع والخصام. فقال لهم: وما نفع وليمة فيها كل الطيبات وما من ضيف يتمتع بها؟ بعد ذلك مد الرب يده واغترف من جهات الأرض الأربع، أربع قبضات من التراب فعجنها بالماء وسواها إنسانا، فجاء آدم صنعة يد الخالق على عكس بقية مظاهر الخلق الأخرى التي ظهرت بكلمة من فمه، وذلك تكريما له وإعلاء لشأنه، ثم نفخ في أنف آدم من روحه الأزلية فصار نفسا حية، وأسكنه في الجنة التي غرسها في عدن شرقا، ولكي يثبت للملائكة تفوق آدم عليهم فقد عرض عليهم من كل ما خلق من الحيوانات زوجا زوجا لينبئوه بأسمائها ولكنهم عجزوا، ثم عرضها على آدم بعد أن أوحى إليه بأسمائها، فسماها آدم لأنه كان نبيا وحكمته من حكمة الأنبياء. عقب ذلك أمر الرب كل الملائكة أن يسجدوا لآدم ففعلوا وعلى رأسهم رئيسهم ميخائيل، ولكن أحد رؤساء الملائكة المدعو ساتان الذي أضمر الغيرة من آدم والحسد له رفض السجود قائلا: لقد خلقتنا من ألقك وبهائك فكيف نسجد أمام من خلقته من تراب الأرض؟ وهنا تدخل ميخائيل وقال لساتان: إذا لم تبجل آدم فعليك أن تتحمل عواقب غضب الرب. فأجابه ساتان: إذا غضب الرب علي فسأرفع عرشي فوق نجوم السماء وأغدو ندا للعلي. فلما سمع الرب منه ذلك أمسك به ورماه خارج دائرة السماء فهوى إلى الأرض، وتبعه حشد من جماعته الذين شجعهم تمرده على إظهار ما كتموه في أنفسهم من حسد لآدم ورفض لسموه عليهم. ومنذ تلك اللحظة صارت عداوة بين الشيطان والإنسان.
وبذلك تكون القصة الكلاسيكية قد اكتملت. (س):
إن رفض الملاك ساتان لأمر السجود يدل هنا على أن الملائكة خلقوا أحرارا كما هو حالهم في الزرادشتية، أليس كذلك؟ (ج):
نعم؛ فالحر وحده من يستطيع القول نعم أو لا. ولو أن الله خلقهم بلا حرية لكانوا امتدادا له لا كائنات مستقلة. وهنا نلاحظ، على سبيل المثال لا المقارنة، أن الرواية القرآنية جاءت في اتفاق مع الرواية التوراتية غير الرسمية لا مع الرواية الرسمية؛ حيث نقرأ في سورة البقرة:
وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة (البقرة: 31). (س):
अज्ञात पृष्ठ