23

الكتاب المختص

النصيحة المختصة

अन्वेषक

الدكتور عبد الستار أبو غدة

प्रकाशक

دار الأقصى

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م

प्रकाशक स्थान

القاهرة

शैलियों

في سياق التمدح: والله ما تغنَّيت ولا تمنَّيت (^١). فاحذر كل الحذر من تحكيم الخيال، والتورُّط في لجج الآمال، واعتبر قول من قال: فِكرُك فيما مضى، وفِكرُك فيما يأتي شغل عما يلزمك في الوقت. وهذه كلمة جامعة، فانقش معناها في قلبك يفتح لك الباب (إن شاء الله) في تحقيق عبودية ربك (^٢)، واحذر من دقائق الشرك فإنه السُّمُ القاتل، ومن المعلوم أن التوحيد أعظم المقامات والشرك -بلا شك- أعظم المهلكات. وهذا كلام مجمل تفني دون تحقيقه الأعمار، وقد عجز عن تسنُّم ذِروة كماله الصغار ومعظم الكبار. فالتوحيد لبّ القرآن، ونظام الشريعة، وسر الملة

(^١) تتمته: ولا شربت خمر في جاهلية ولا إسلام. التمني هنا: التكذب أي اختراع الكذب، من مني يمني إذا قدَّر -لأن الكاذب يقدر الحديث في نفسه ثم يقوله .. ويقال للأحاديث التي تتمنى .. الأماني (النهاية). (^٢) مقصود: عبوديتك لربك، فالإضافة هنا على تقدير اللام، وهي من إضافة المصدر إلى مفعوله.

1 / 28