ऐतिहासिक पहेलियाँ
ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن
शैलियों
وظلت الهدنة قائمة حتى النصف الثاني من القرن العشرين. •••
ثمة عدد من العوامل التي أحيت عملية البحث عن يسوع التاريخي. فبدأ الباحثون التوراتيون في التحول من الحلقات الدراسية والكليات الكنسية إلى المعاهد العلمانية؛ حيث توافرت لهم الحرية لإلقاء نظرة جديدة على يسوع. وصار الباحثون من الفروع الأخرى، خاصة الأنثروبولوجيا الثقافية والعلوم الاجتماعية، مهتمين بتاريخ الدين. ولكن كان أهم شيء في كل ذلك هو اكتشاف مجموعة من المخطوطات القديمة، التي كانت ستحدث تغييرا مذهلا في كيفية رؤية المؤرخين لحياة يسوع وموته.
ففي ديسمبر من عام 1945، وفي إحدى مناطق صعيد مصر تدعى نجع حمادي، كان هناك قروي عربي اسمه محمد علي السمان، يبحث عن تربة ناعمة لتخصيب محاصيله. وأثناء بحثه تعثر في جرة فخارية حمراء. وعندما كسرها ليفتحها، وجد ثلاثة عشر مجلدا من البردي ملفوفة في قطعة من الجلد، إلى جانب بعض أوراق البردي المنفردة. وقد استخدم بعضا من هذه الأوراق ذات اللون الأصفر الباهت في إشعال النار، إلا أن بقيتها وجدت طريقها في النهاية إلى المتحف القبطي بالقاهرة.
كان من بين المخطوطات التي عثر عليها محمد علي السمان مخطوطة بعنوان «الإنجيل وفقا لتوما». وكانت المخطوطات الكنسية الأولى قد ذكرت إنجيل توما (بازدراء في الأغلب)، ولكن المؤرخين كانوا يعتقدون أنه فقد للأبد. ولكن ها هو قد ظهر في كامل صورته ومحفوظا بطريقة مثالية من هواء الصحراء المصرية الجاف. وقد أرخ الكربون المشع أوراق البردي ليقع تاريخها بين عامي 350 و400. إلا أن بعض الباحثين، على أثر ملاحظتهم أن إنجيل توما قد تألف بشكل شبه كامل من كلمات يسوع ذاته، كانوا يعتقدون أنه كتب في زمن أقرب لزمن يسوع نفسه، ربما في العقد السادس من القرن الأول. وهذا من شأنه أن يجعل توما أقدم من مرقس، ومتى، ولوقا، ويوحنا.
ماذا كان في جعبة توما لقوله بشأن بعث يسوع من الموت؟
لا شيء البتة.
من الصعب أن تمثل عودة جسد ميت إلى الحياة مجرد تفصيلة تافهة من تفاصيل سيرة ذاتية. ومن الصعب تخيل أن توما لم يكن قد سمع بالأمر، أو نسي ذكره؛ لذا خلص الكثير من المؤرخين إلى أن البعث كان تلفيقا من قبل المسيحيين اللاحقين، ربما مرقس، وليس من يسوع أو تلاميذه.
وجه توما أنظار الباحثين المعاصرين إلى جدل أثير فيما يبدو على مدى القرنين الأولين بعد موت يسوع. على أحد طرفيه وقف المسيحيون الأرثوذكس الذين كانوا يصرون (ومعهم مرقس، ومتى، ولوقا، ويوحنا) على أن يسوع قد بعث من الموت. وليس ذلك فقط، بل قام بجسده؛ وأسهبت الأناجيل المطابقة للشرع الكنسي لتؤكد على أن يسوع المبعوث من الموت لم يظهر فقط لأتباعه، بل تحدث إليهم، وتناول الطعام معهم، وحثهم على ملامسته، وأخبرهم صراحة (في إنجيل لوقا) أنه «ليس شبحا».
وقف ضد هذه الرؤية الأرثوذكسية «الغنوصيون» الذين يمثل توما أحد طوائفهم. كانوا هم أيضا يعتقدون أن يسوع قد عاد للحياة؛ ولكن ليس بالمعنى الحرفي. فقد كان الغنوصيون يرون أن يسوع ظهر في تجليات روحانية، وفي الرؤى والأحلام. وعلى غرار مارتن لوثر الذي جاء بعد أكثر من ألف عام أو العديد من الجماعات الخمسينية اليوم، اعتقد الغنوصيون أن بإمكان يسوع الإيحاء لأي فرد في أي زمان.
تم اكتشاف إنجيل خامس - هو إنجيل توما - في عام 1945. لم يذكر توما البعث؛ ما أدى ببعض الباحثين إلى تخمين أنه كان من تلفيق المسيحيين اللاحقين. (الصورة بعدسة جون دوريس، بتصريح من معهد الآثار والمسيحية.)
अज्ञात पृष्ठ