ऐतिहासिक पहेलियाँ

शायमा ताहा रायदी d. 1450 AH
144

ऐतिहासिक पहेलियाँ

ألغاز تاريخية محيرة: بحث مثير في أكثر الأحداث غموضا على مر الزمن

शैलियों

كان من المستحيل رؤية زعيمهم الرئيس السوفييتي ميخائيل جورباتشوف وسط البخار؛ فقد كان في إجازة مع أسرته في شبه جزيرة القرم. وسمع لأول مرة عن الاجتماع في اليوم التالي له، حين وصل باكلانوف وبولدين إلى المنزل الذي يقضي به إجازاته والمعروف باسم فوروس. وكان برفقتهما الجنرال فالنتين فارنيكوف، قائد القوات البرية السوفييتية، والجنرال يوري بليخانوف من جهاز الاستخبارات السوفييتية.

كان جورباتشوف، حسبما روى القصة فيما بعد، عاكفا على كتابة المسودة النهائية لإحدى الخطب حين أخبره مدير الأمن أن لديه ضيوفا. كان ذلك مثيرا للقلق؛ إذ لم يكن الناس يعرجون على منزل الرئيس السوفييتي هكذا دون سابق إنذار. وكان أول رد فعل لجورباتشوف أن حاول الاتصال بكريوتشكوف لمعرفة ما يحدث، ليكتشف أن خط الهاتف معطل، وكذلك خطوطه الأربعة الأخرى.

عند هذه النقطة، دخل الوفد القادم من حمام البخار الغرفة. وقام باكلانوف بإبلاغ جورباتشوف أنهم يمثلون «لجنة الدولة المعنية بحالات الطوارئ». فأجاب جورباتشوف بأنه لم يصرح بإنشاء لجنة كهذه مطلقا. فقال باكلانوف لجورباتشوف بأن عليه التوقيع على مرسوم يعلن فيه حالة الطوارئ أو ينقل صلاحياته إلى نائب الرئيس جينادي ياناييف. فرفض جورباتشوف.

ووصف الموقف فيما بعد قائلا: «أخبرتهم إلى أين يذهبون مستخدما اللغة الأكثر حدة التي دائما ما يستخدمها الروس في مثل هذه الظروف.»

على مدار الأيام الثلاثة التالية انقطع جورباتشوف عن العالم الخارجي، غير قادر على إجراء أو استقبال أية مكالمات وكان محاصرا بطوق مزدوج من الحراس. واستطاع أن يشاهد على شاشة التلفزيون المؤتمر الصحفي الذي عقد في اليوم التالي في موسكو، والذي أعلن خلاله أعضاء لجنة الطوارئ أنه، نظرا لمرض الرئيس، يتولى نائب الرئيس ياناييف مهامه.

وبالاستماع إلى محطة بي بي سي وإذاعة صوت أمريكا على راديو ترانزستور، استطاع جورباتشوف متابعة بعض الأحداث الخطيرة التي أعقبت ذلك. واستنكر الرئيس الروسي بوريس يلتسين الاستيلاء على الحكم بوصفه انقلابا غير شرعي ونادى بالمقاومة الشعبية. فأعلنت اللجنة الأحكام العرفية وأمرت بنزول أعداد كبيرة من الدبابات وحاملات الأفراد المدرعة إلى موسكو.

ومع انتصاف الفترة الصباحية ليوم 19 أغسطس، حوصر مبنى الحكومة الروسية المعروف بالبيت الأبيض بكل من القوات السوفييتية، وعشرات الآلاف من المواطنين الروس. وشكل البعض سلاسل بشرية لمنع الدبابات من التقدم للأمام. وفي الظهيرة، اعتلى يلتسين إحدى الدبابات في مشهد مثير ليعلن ولاءه للحكومة الروسية المنتخبة، وليس للجنة الطوارئ.

ومع نهاية اليوم، بات واضحا أن الجنود غير مستعدين لإطلاق النار على المواطنين الروس. وبعد يومين انسحبت القوات، وعاد جورباتشوف إلى موسكو، وتم القبض على قادة الانقلاب. وانشرحت صدور الديمقراطيين: فمع نهاية العام، تفكك الاتحاد السوفييتي، وتنحى جورباتشوف على مضض، وخلفه بوريس يلتسين - أول رئيس منتخب ديمقراطيا - بوصفه أقوى شخصية في البلاد.

سائقا دبابتين سوفييتيان يحيط بهما المتظاهرون في ميدان مانيزنايا في 19 أغسطس، 1991. (حقوق الطبع محفوظة لرويترز/كوربيس.)

لاقت هذه القصة المباشرة - إلى حد ما - لانقلاب أغسطس 1991، والتي تصور جورباتشوف كضحية ملحمية ويلتسين كبطل ديمقراطي، قبولا لدى معظم الزعماء، والصحفيين، والمؤرخين الغربيين، بل إن جورباتشوف نفسه أعاد سرد القصة في العديد من اللقاءات وفي كتابين. غير أن الشعب الروسي، حتى عندما احتفل بسقوط الانقلاب، كان أكثر تشككا بكثير. فقد كان لديه الكثير من الأسئلة عن الأدوار التي لعبها كل واحد من أبطال القصة، ولا تزال هذه الأسئلة تؤرق جورباتشوف ويلتسين. •••

अज्ञात पृष्ठ