التي تعني ابن المعلم، أو لكلمة
Bar Abba
أي ابن الأب. وفي الحالتين الأخيرتين هنالك إشارة إلى ابن يسوع. ونحن كلما تأملنا في هذه الشخصية تبين لنا وجود محاولة لإخفاء أمر ما بشأنها والإساءة إليها، وانتهى به الأمر في الموروثات المتداولة لأن يعتبر لصا. ولكن الأناجيل لم تصفه باللص، فهو عند مرقس ولوقا متمرد متهم بالقتل والعصيان المسلح، وهو عند متى أسير مشهور، وفي إنجيل يوحنا استعمل المؤلف في وصفه كلمة
Lestia
التي تعني في اليونانية إما لص أو رجل عصابات. لذلك من المرجح أن يكون براباس هذا منتميا إلى جماعة الزيلوت (أو الغلاة)، وهم متمردون على الحكم الروماني وغالبا ما كانوا يقومون بأعمال شغب سياسي وعصيان مسلح. وهذا يتفق مع ما ورد في إنجيل لوقا من أن براباس قد سجن لأجل فتنة وقتل (لوقا، 23: 25)، ولكننا لا نعرف عن حدوث فتنة سياسية في تلك السنة غير ما قام به يشوع وجماعته في الهيكل عندما قلب يسوع مناضد الصيارفة وطرد باعة حيوانات القرابين، وعلى حد وصف يوحنا فقد جلدهم بالسوط. فهل كانت هذه هي الفتنة التي كان براباس متورطا فيها؟ هذا يبدو محتملا. وفي هذه الحال لا بد أن يكون براباس واحدا من بطانة يسوع.
لقد اقترح أحد الباحثين المحدثين أن براباس كان ابن يسوع. وفي هذه الحالة فإن اختيار اليهود له يبدو منطقيا؛ لأن اليهود الواقعين تحت نير روما كان يرون أن مسيحهم الذي انتظروه طويلا لكي يأتي ويحررهم، هو الآن مهدد بالموت، وعليهم الاختيار بين إطلاق سراحه أو إطلاق سراح ابنه. في مثل هذه الظروف ألا تعد السلالة أكثر أهمية من الفرد ؟ ألن يكون للحفاظ على السلالة أولوية على أي شيء آخر؟ ألن يفضل الشعب وهو يواجه هذا الاختيار الرهيب، أن يكون ملكهم هو الضحية لكي تبقى سلالته من بعده؟ إن بقيت السلالة فسيكون على الأقل هناك أمل للمستقبل.
الرد
لن أقوم بالرد على القسم الأول من هذا الطرح، لأن النتيجة المستنبطة من مقدماته متهافتة تهافت تلك المقدمات التي تركز على مناقشة لغوية لاسم برباس. ربما كان علينا أن نرجع إلى أهل براباس ونسألهم لماذا أطلقوا مثل هذا الاسم عليه. أما عن القسم الثاني المتعلق بتفضيل الجموع اليهودية، التي احتشدت تحت شرفة الوالي بيلاطس، إطلاق براباس على إطلاق يسوع من أجل الحفاظ على سلالة ملك اليهود، فأقول بأن هذه الجموع لم تكن تؤمن بأن يسوع هو المسيح اليهودي المنتظر، وكان الشعب كله يطالب بصلبه صائحا «دمه علينا وعلى أولادنا» (متى، 27: 25). أما تلاميذ يسوع فقد كانوا مختبئين طيلة أحداث المحاكمة والصلب خوفا من الاعتقال. ولم يكن عدد أتباع يسوع ممن آمن بأنه المسيح يزيد كثيرا عن المائة شخص، على ما نفهم من سفر أعمال الرسل 1: 15. ثم لماذا يجب التضحية بالأب من أجل استمرار السلالة؟ أولن تستمر السلالة من خلال أولاد آخرين ليسوع يفترض المؤلفون وجودهم على ما سنرى بعد قليل، أو من أولاد آخرين ينجبهم يسوع من المجدلية إذا ما تم إنقاذه، لا سيما وأن الزوجين كانا في ريعان الشباب؟ (8) يقول المؤلفون
ولد يسوع وفق رواية متى نحو عام 6ق.م. ونحو عام 6م وفق رواية لوقا، وصلب في زمن لا يتعدى عام 36م (وهو العام الأخير لولاية بيلاطس على اليهودية). وهذا يعني أنه مات في نحو الثانية والأربعين، أو في نحو الثلاثين من عمره. في الحالة الأولى من الممكن أن يكون له ولد تجاوز سن العشرين، وفي الحالة الثانية من الممكن أن يكون له ولد في سن الثالثة أو الرابعة عشرة إذا أخذنا بعين الاعتبار عادة الزواج المبكر في تلك الأيام. وبناء على ذلك ليس من المستبعد أن يكون براباس ابنه. ولربما كان له أطفال آخرون أنجبتهم المجدلية في أي وقت بعد بكرها براباس.
الرد
अज्ञात पृष्ठ