الرد
لم يكن من اللائق بالنسبة لمرتا أن تتوجه بخطابها إلى أختها التي كانت تستمع إلى كلام الضيف وإنما إلى الضيف نفسه طالبة تدخله، فكان سلوكها متفقا تماما مع قواعد الضيافة والتهذيب الاجتماعي، ولا شيء هناك ينم عن تمتع يسوع بنوع من السلطة على مريم. أما عن قول يسوع بأن مريم قد «اختارت النصيب الصالح الذي لن ينزع منها» فليس فيه إشارة إلى وضعية الزواج القائم بينهما، وإنما إشارة إلى قبولها لتعاليمه وإيمانها به، كما هو حال أي تلميذ آخر. (6) هل المريمتان واحدة؟
يقول المؤلفون: يذكر مرقس ومتى ويوحنا أن مريم المجدلية كانت حاضرة في وقت الصلب، ولكن لا أحد منهم يذكر أن مريم بيت عنيا كانت حاضرة أيضا. فإذا كانت مريم بيت عنيا مكرمة كتلميذة بالقدر نفسه، وهو ما يبدو لنا من سياق الأحداث، فإن غيابها عن اللحظة الأخيرة من حياة يسوع أمر غير مفسر ويستحق الشجب، هذا إلا إذا كانت موجودة في شخص مريم المجدلية ذاتها، فإذا كانت المجدلية ومريم بيت عنيا هما شخص واحد في الواقع، فليس هناك سؤال عن سبب تغيب الأخيرة عن الصلب. وفي الحقيقة فإنه إذا كان يسوع متزوجا فليس هناك إلا مرشحة واحدة لتكون زوجته، وهي المرأة التي ذكرت في الأناجيل تحت أسماء مختلفة وفي أدوار مختلفة.
الرد
لا ندري كيف تكون مريم المجدلية ومريم بيت عنيا شخصية واحدة مع العلم بأن المؤلفين قالوا لنا قبل بضع صفحات أن المجدلية جاءت من بلدة مجدلة قرب طبريا، وتبعت يسوع من الجليل بعد أن أخرج منها سبعة شياطين. ثم قالوا لنا في تعريف مريم بيت عنيا بأنها أورشليمية تسكن مع أختها مرتا وأخيهما في ضاحية على جبل الزيتون مشرفة على أورشليم، وأن بيتهم كان من السعة بحيث يتسع لاستضافة يسوع وتلاميذه بضعة أيام، وكان ملحقا بالبيت قبر فخم منحوت من الصخر خاص بالأسرة، الأمر الذي يدل على ثرائها وانتمائها إلى الأستقراطية الأورشليمية.
هذه الأسئلة لم يكلف المؤلفون أنفسهم عناء الإجابة عليها، بل انتقلوا في آخر الفصل 12 الذي نعالجه هنا إلى القول بوجود ابن ليسوع ورث عنه عرش داود (!) وقد وجدوا هذا الابن في براباس، السجين الذي أطلقه بيلاطس لليهود بدلا عن يسوع. (7) ابن يسوع
يقول المؤلفون: هل يمكن أن نجد في الأناجيل ما يدل على وجود ابن ليسوع؟ هنالك شاهد غائم على ذلك ولكنه يتوضح أمام أعيننا إذا نحن أمعنا النظر في النص الذي يذكر شخصية براباس المحيرة. فالباحثون ما زالوا غير متأكدين من أصل الاسم واشتقاقه. فقد يكون تحريفا لكلمة برابي/
Berabbi
التي تلحق بأسماء المعلمين اليهود البارزين دلالة على التقدير. وقد يكون تحريفا لكلمة
Bar-Rabbi
अज्ञात पृष्ठ