3 إن أبا بكر لم يكتف بحرق ما جمعه من مدونات الصحابة من السنة ، بل نهى عن الحديث كليا ، وأمر المسلمين أن يكتفوا بما حلله القرآن وحرمه فقط، وهذا يكشف عن رفضه للسنة كليا، بحجة أن فيها أحاديث مختلفا فيها!
قال في تذكرة الحفاظ:1/2 عن أبي بكر: (جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال: إنكم تحدثون عن رسول الله(ص)أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا ، فلاتحدثوا عن رسول الله شيئا !! فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه ) ! انتهى.
فكيف تجمعون بين قول أبي بكر: فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا ! (تذكرة الحفاظ:1/2) ، وقولكم عن النبي(ص) : حدثوا عن أهل الكتاب ولاحرج ! أليس معنى ذلك رفض سنة النبي(ص) التي هي نصف الإسلام ، واستيراد سنة اليهود والنصارى بدلها ؟!
4 كيف تقولون إن عمر منع عن كثرة التحديث وليس عن أصله ، مع أن قراراته بالمنع جاءت نهيا وزجرا مطلقا بدون تعليل! وقدصرح قرظة بأن عمر نهاهم عن الحديث ومنعهم منه منعا باتا، لكي لايشغلوا الناس به عن القرآن !
5 إن مقولة عمر (جردوا القرآن) وإيهامه الناس بأن الحديث يشغلهم عن القرآن غير صحيح ، لأن غرضه إما ضرورة التوازن في صرف المسلمين أوقاتهم بين القرآن والسنة ، وإما المحافظة على فهم القرآن وعدم تشويشه بالسنة .
وترك التحديث عن النبي(ص) ليس علاجا لأي من المشكلتين؟! فمسألة الوقت على أنها بعيدة عن قصد عمر علاجها بتوجيه قسم من المسلمين الى الإهتمام بالقرآن وتعليمه ، وقسم آخر الى السنة .
ومسألة التشويش على فهم القرآن علاجها بأن يعين عمر مفسرين موثوقين عنده ، عايشوا نزول القرآن وتفسير النبي(ص) لآياته ، يقومون بتفسير القرآن للمسلمين بالأحاديث التي يرتضيها عمر .
لكن مقصوده الحقيقي هوأن يترك المسلمون السنة، ويقرؤوا القرآن ولو من غير فهم، ولايسألوا عن معاني آياته ، ولا يفسروها حتى بأحاديث النبي(ص) !
ويؤيد ذلك منعه المسلمين من السؤال عن معاني آيات القرآن كما في قصة صبيغ التميمي وغيره ! وهذه سياسة التجهيل بدل التعليم ! والكتمان بدل التبليغ !
पृष्ठ 406