نسخة علي عليه السلام هي النسخة التي كتبوا عنها مصحف عثمان شكل عثمان لجنة لتدوين نسخة القرآن من اثني عشر عضوا ، وجعل رئيسها سعيد بن العاص الأموي ، وكاتبها زيد بن ثابت كاتب عمر ، وقد جعلها البخاري رباعية على عادته في الإختصار والحذف ، قال في :4/156 : (باب نزل القرآن بلسان قريش . . . عن ابن شهاب عن أنس أن عثمان دعا زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام ، فنسخوها في المصاحف . وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنما نزل بلسانهم ففعلوا ذلك ) .
وقال عمر ابن شبة في تاريخ المدينة:3/993: ( حدثنا هشام عن محمد قال: كان الرجل يقرأ فيقول له صاحبه: كفرت بما تقول ، فرفع ذلك إلى ابن عفان فتعاظم في نفسه ، فجمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار منهم أبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأرسل إلى الرقعة التي كانت في بيت عمر فيها القرآن ، قال وكان يتعاهدهم . قال فحدثني كثير بن أفلح أنه كان فيمن يكتب لهم ، فكانوا كلما اختلفوا في شئ أخروه . قلت لم أخروه؟ قال لا أدري .
قال محمد: فظننت أنا فيه ظنا ولا تجعلوه أنتم يقينا ، ظننت أنهم كانوا إذا اختلفوا في الشئ أخروه حتى ينظروا آخرهم عهدا بالعرضة الأخيرة فكتبوه على قوله .
حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا هشام بنحوه ، وزاد: قال محمد فأرجو أن تكون قراءتنا هذه آخرتها عهدا بالعرضة الأخيرة ) . انتهى.
وعليه ، لابد من القول إن الأعضاء الإستشاريين كانوا كثيرين ، وأن يكون حذيفة في طليعتهم ، وعلي عليه السلام مرجعهم ، وأن الأعضاء الكتاب والنساخين كانوا كثيرين أيضا ، وكان أبرزهم زيد بن ثابت .
पृष्ठ 214