173

قصة الوزيرين نور الدين المصري وبدر الدين البصري

7 والتبر كالترب ملقى في معادنه

والعود فى ارضه نوع. من الحطب

8فان تغرب هده عز مطلبه

وان تغرب هدا زاد فى الدهب

فلما فرغ من شعره امر بعض غلمانه ان يشدوا له بغلة النوبه بسرجها المغرق وكنبوشها - وكانت من المراكيب الخاص وهى بغله زرزوريه بادان 84 كانها الاقلام المبريه بقوايم كانها اعمده مبنيه - فامر الغلام ان يشدها ببدلتها الكامله وان يطرح عليها بساط حرير ومقعد لطيف وان يطبق الخرج عليها وينشر المقعد على الخرج ، وقال للعبيد والغلمان انا قاصد ان اتفرج برا المدينه واستغرق فى نواحى القليوبيه وغيرها ، ابات الليله والليلتين ، لانه قد لحقنى هم عظيم ، فلا فيكم احدا يتبعنى . ثم انه ركب تلك البغله واخد معه قليل 90 زاد وخرج من مصر واستقبل البر. فما نتصف النهار حتى دخل الى المدينه يقال لها بلبيس ، فنزل واستراح واكل شى قليل واخد معه ما ياكله ولبغلته وخرج منها واستقبل البر وحت البغله بالسير . فما امسى عليه المسا حتى وصل الى الصعيديه ، فبات فى موضع البريد بعد ما سير البغله سبعه تمان طرق وعلق عليها وخرج شيا اكل وحط الخرج تحت راسه وفرش البساط والمقعد تحته 95 والغيظ قد تحكم فيه ، وقال فى نفسه «والله لآهجن على وجهى ولو بلغت الى 8/76ظ بغداد)) . تم بات واصبح سافر. فيا امير المومنين ، اتفق له من الامر انه رافق بعض البريديه وصار ينزل معه ويسافر معه ويسوق معه على البغله ، وكتب الله عليه السلامه فوصل الى مدينة البصره . فلما وصل الى برا البلد كان بالاتفاق ان وزير البصره برا المدينه فوافا الشاب فى الطريق فراه شاب مليح 10 وعليه الحشمه تلوح فجا الى عنده وسلم عليه وساله عن حاله فاخبره بخبره وقال من عند اهلى حردان واليت على نفسى اننى لا ارجع حتى ابلغ جميع البلدان ، واموت ويدركنى الحمام ولا ابلغ مرام . فلما سمع وزير البصره كلامه قال له يا ولدى لا تفعل ، البلاد كلها خراب ، واخشى عليك . تم انه اخد نور الدين على وراح الى بيته واكرمه واحسن اليه وحبه حبأ شديدا . تم 105 قال اعلم يا ولدى اننى شيخ كبير ولم ارزق ولد دكر قط ، غير بنت ، وهى

पृष्ठ 228