अल्फ़ लैला व लैला फ़ी अदब
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
शैलियों
أما بالنسبة للغة الإسبانية، فالأمر يعود إلى ما قبل طبعة جالان، حيث كانت القصص تروى شفاهة منذ الوجود العربي والإسلامي في إسبانيا، إلى حد ظهور قصصها في كتب باللغة الإسبانية في مهدها الأول، كما رأينا تفصيلا في موضوع العصور الوسطى. وسوف نضرب أمثلة في فصل آخر على تأثر سرفانتس بالقصص العربي في قصصه وفي دون كيشوت؛ كما أن معاصره المسرحي الكبير «لوبي دي فيجا» (1562-1635م) له مسرحية معروفة اسمها «الصبية تيودور» مماثلة تماما لحكاية «الجارية تودد» في ألف ليلة وليلة. وهذا دليل واضح على ذيوع قصص ألف ليلة في إسبانيا منذ القدم.
وقد وجدت الترجمات الشعبية الإسبانية لقصص ألف ليلة وليلة منذ ظهورها، ومن الطبيعي أن تنتقل أيضا إلى بلدان أمريكا اللاتينية. وقد اشتهرت بعد ذلك ترجمة الإسباني «رافاييل كاسينوس - آسينس»، معلم بورخيس، لألف ليلة وليلة؛ وكذلك هناك ترجمة رائعة للمستشرق الإسباني «خوان فيرنيت». أما عن الأثر الذي تركته تلك القصص في أدب اللغة الإسبانية فبعيد الغور، ويستحق مبحثا مستقلا. ولكننا نشير هنا إلى أكبر المهتمين بألف ليلة وليلة وهو الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس (1899-1986م)، الذي كتب عنها وأشاد بها كثيرا في كتبه ومحاضراته. وله عبارة شهيرة عنها صارت مثلا، مفادها أن ألف ليلة وليلة كتاب بلغ من الأهمية والشهرة واستقراره في وجدان الناس أنه حتى لا يهم أن يكون المرء قد قرأه! ومن المأثور عن بورخيس أنه لم يكن يسافر إلى مكان سيقضي فيه بعض الوقت إلا ويصطحب معه مجلدات ألف ليلة وليلة، بترجمة ريتشارد بيرتون ذات السبعة عشر جزءا. أما عن الروائي الكولومبي المشهور جابرييل جرسيه ماركيز، فيكفي أن نقتبس هنا ما قاله عن الكتاب في سيرته الذاتية «أن تعيش لتحكي» في معرض امتحان شفوى تقدم له: «سار كل شيء روتينيا إلى أن سألني عن الكتب التي قرأتها، ولفت نظره أنني قرأت كتبا كثيرة ومختلفة على الرغم من حداثة سني، وأني قرأت ألف ليلة وليلة في طبعة للكبار التي لم يحذفوا منها بعض المقاطع الصعبة التي أثارت حفيظة الأب أنجاريتا. أدهشني أنه كان كتابا مهما، لأنني اعتقدت دائما أن الكبار لا يمكنهم أن يصدقوا أن الجان يخرج من الزجاجات أو أن الأبواب تفتح بكلمة سحرية.» (ترجمة طلعت شاهين). ومن هنا نعرف كيف أثرت حكايات ألف ليلة وليلة في تشكيل أسلوب الواقعية السحرية عند ماركيز.
وقد تأثر أيضا بالقصص العربي شاعر غرناطة الأندلسي جرسيه لوركا، والشيلي العظيم بابلو نيرودا. ومما يذكر أن نيرودا كان يكتب في أول عهده في سنتياجو دي شيلي مقالاته وشعره في جريدة تسمى «علي بابا»!
الحكايات الكاملة
تعددت نسخ كتاب ألف ليلة وليلة، سواء في مخطوطاتها، أو طبعاتها العربية، أو ترجماتها المتعددة، حتى أصبح من العسير وجود تشابه كامل في مجموعات القصص التي تحويها تلك النسخ المختلفة، أو حتى في أحداث بعض الحكايات بعينها. وقد اشتد الجدل حول ذلك الموضوع نظرا لوجود الكثير من القصص والحكايات التي نجدها في ترجمة ما، ولا نجدها في الأصول العربية المتداولة في الدول العربية أو في ترجمات «كاملة» أخرى. وقد أدى ذلك الاضطراب إلى عدم وجود طبعة عربية شاملة تجمع كل القصص نقلا عن مخطوطات عربية أصلية، إلى أن خرجت إحدى الباحثات في أواخر العام 2004م مدعية أن ليالي ألف ليلة وليلة لا تتعدى 268 ليلة، وأن الليالي الباقية بما فيها من حكايات، إنما هي من تأليف أنطوان جالان! وهكذا أصبحت الليالي فرنسية وليست عربية! وقد ذكر ذلك مستنكرا الكاتب رشاد أبو شاور في مقالة بجريدة القدس العربي في أول ديسمبر 2004م، من أن «كلوديا أوت» التي توصف بأنها مختصة بالثقافة العربية وبأنها باحثة، قدمت في معرض فرانكفورت الأخير كتابا خلاصته أن حكايات «ألف ليلة وليلة» ليست عربية قح، وأن مؤلفها أرشيفجي فرنسي، اهتدى إلى الليالي وترجمها. وبعد أن رأى رواجها وانتشارها وتلقف الفرنسيين لها، وما عادت به عليه، انهمك في تأليف حكايات تلبي رغبة الذائقة الفرنسية المتلهفة على ما تمنحه الحكايات الشرقية من إثارة أحاسيس.» وقد رد الكاتب مشكورا دعوى الباحثة الفرنسية ببراهين أهمها الأمور العربية والإسلامية والشرقية الخالصة التي وردت في روح القصص والتي لا يمكن لغربي أن يلمسها ويدركها.
ويقع بعض العيب على الجانب العربي الذي أهمل ألف ليلة وليلة طويلا، ولم يعكف على جمعها وتقديمها بالشكل الذي اهتم به الغرب. وإني أرى أنه لا بد من حصر جميع القصص التي وردت في أي طبعة أو ترجمة لألف ليلة وليلة، وإخراج كتاب شامل بالعربية يتضمن كل تلك القصص عن أصل عربي يمكن الاطمئنان إليه، حتى يكون بين يدي القارئ العربي تلك الحكايات التي تدعى باليتيمة أو المنحولة، والتي وجدت أنا نفسي صعوبة كبيرة في تحديدها بل والعثور عليها.
وحتى أقرب إلى القارئ الكريم فكرة عن هذا الموضوع، سأورد فيما يلي قائمة بعناوين جميع الحكايات التي دخلت في كتاب ألف ليلة وليلة في أي من نسخها المخطوطة أو المطبوعة أو المترجمة، وسأستقيها أساسا من القصص التي ذكرتها الباحثة «ميا جيهارت» في كتابها المتخصص عن ألف ليلة وليلة، مع بعض التعديلات في العناوين كيما تتفق مع النسخ العربية، وتعديلات أخرى كذلك اقتضاها السياق التنظيمي للحكايات. وسأستعين أيضا بالترجمات الشاملة لريتشارد بيرتون و«بين» و«ماردروس»، مع محاولة ترجمة ما لم يمكن التحصل عليه من العناوين العربية. وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من الترجمات يستخدم عناوين فيها إضافات تفسيرية وزيادات تعين القارئ على الإحاطة بالمضمون على نحو أوضح؛ وقد آثرت إيراد العناوين الموجودة في الطبعات العربية - حيثما وجدت - دون تلك الزيادات وبنفس الصورة التي وردت عليها: - بداية القصة الإطار. (أ)
حكاية الحمار والثور مع صاحب الزرع. (1) حكاية التاجر مع العفريت. (أ)
حكاية الشيخ الأول. (ب)
حكاية الشيخ الثاني. (ج)
अज्ञात पृष्ठ