अल्फ़ लैला व लैला फ़ी अदब
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
शैलियों
GRUB STREET EDITIONS
نسبة إلى شارع «جراب» الذي كانت تطبع فيه الكتب الشعبية . أما أول ترجمة إنجليزية «كلاسيكية» مأخوذة عن نص عربي مباشرة، فقد جاءت على يدي المستشرق المستعرب المعروف إدوارد وليام لين (1801-1876م)، وظهرت أولا في أجزاء شهرية خلال الأعوام 1838-1841م، ثم نشرت بعد ذلك في ثلاثة مجلدات. وقد أقدم لين على ترجمة ألف ليلة وليلة كحلقة من الأعمال التي توفر عليها كمستشرق تخصص في الموضوعات العربية والإسلامية، والتي بدأها بكتابه الهام «عادات المصريين المحدثين» عام 1836م. وتضم أعماله الأخرى ترجمة أجزاء من القرآن الكريم، ثم معجمه الضخم العربي-الإنجليزي الذي تقصى فيه تاريخ الكلمات العربية واستخداماتها، والذي سبقت فكرته فكرة المعجم الإنجليزي المطول أكسفورد الذي صنفه اللغوي الإنجليزي «جيمس مري» (1837-1915م) بدءا من عام 1884م والذي صدر تحت الاسم الذي اشتهر به منذ عام 1933م وهو
OXFORD ENGLISH DICTIONARY ، وما زال يصدر مجددا إلى يومنا هذا مع الإضافات الضرورية.
وقد اعتمد لين في ترجمته لألف ليلة وليلة على نسخة بولاق العربية، مع بعض الإضافات من طبعتي كلكتا الأولى وبرسلاو. وقد قصد لين من ترجمته أن تكون مناسبة للقراءة العامة، لذلك هذبها وحذف منها كل العبارات والمواقف التي لا تلائم المفاهيم الأخلاقية الشائعة في عصره الفيكتوري. كما أنه لم يترجم الليالي كاملة، بل اختار منها ما اعتبره أساسيا وهاما، وما يصور العادات والتقاليد العربية والشرقية.
والترجمة الإنجليزية الهامة التالية قام بها «جون بين» (1842-1906م)، الذي أبدى نبوغا مبكرا في الشعر واللغات، مما مكنه - وهو ما يزال في التاسعة عشرة من عمره - من ترجمة أشعار عن الألمانية والفرنسية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية واليونانية واللاتينية والتركية والفارسية والعربية! وفي عام 1877م، أسس هو ومجموعة من رفاقه «جماعة فيون» بغرض رئيسي هو نشر ترجمة «بين» الإنجليزية لقصائد الشاعر الفرنسي القروسطي «فرانسوا فيون». وقد قامت نفس الجماعة بنشر ترجمة «بين» لألف ليلة وليلة عن طريق الاشتراكات المسبقة - هربا من الرقابة - واقتصرت على 500 نسخة فقط مع التعهد بعدم إعادة طبعها في حياة المترجم، رغم أن الطلب على الاشتراك فيها تعدى الألفين.
وقد اعتمد «بين» في ترجمته على نسخة كلكتا الثانية التي تعتبر من النسخ الأكثر اكتمالا بوجه عام. وبما أنه كان شاعرا في الأصل، فقد تناول الأشعار التي تتخلل حكايات ألف ليلة تناولا جادا وترجمها ببراعة، بيد أنه لم يحاول نقل الأسلوب السجعي العربي الذي يبدو كثيرا في العبارات العربية للكتاب. وقد نظر «بين» إلى ترجمته بوصفها عملا أدبيا محضا، ولهذا لم يعن بوضع ملاحظات أو حواش على الترجمة تتعلق بالعادات العربية والإسلامية، كما فعل لين من قبله وكما سيفعل بيرتون من بعده. وقد استغرق العمل في الترجمة ست سنوات، وصدرت في تسعة مجلدات خلال الأعوام 1882-1884م. ثم ترجم «بين» بعدها قصصا إضافية من طبعتي كلكتا الأولى وبرسلاو ، ونشرها عام 1884م بعنوان «حكايات من العربية».
وكان «بين» مغرما بالكلمات الإنجليزية القديمة والمهجورة، واستخدمها كثيرا في ترجمته، وساعده في ذلك، الاتجاه الذي كان سائدا أيامه في بعث النصوص الإنجليزية القديمة وإعادة نشرها، وبدء صدور القاموس الشامل للغة الإنجليزية الذي سبقت الإشارة إليه. ومن العجيب أن ترجمة «بين»، رغم الإقبال الذي نالته وقت صدورها، قد طواها النسيان بعد صدور ترجمة بيرتون، ولا يكاد أحد يذكرها اليوم، رغم أن الترجمات الأخرى السابقة عليها ما تزال تحتل مكانة كبيرة، كترجمة لين.
وقد شجع النجاح التجاري لترجمة «بين»، ووجود عدد كبير من المشتركين الذين لم يحظوا بنسخة من الترجمة، شجع المستشرق الرحالة المغامر السير ريتشارد بيرتون (1821-1890م) على المضي قدما - أو بالأحرى الشروع - في ترجمته الخاصة به لألف ليلة وليلة. ورغم أنه كان دائما يذكر أنه بدأ في الترجمة قبل أن يسمع بترجمة «بين»، فمن الثابت الآن أنه لم يبدأها إلا بعد ذلك. وقد قبل «بين» عروض المساعدة التي أرسلها له بيرتون، واستشاره في العديد من الأمور. وقد صدرت ترجمة بيرتون في عشرة أجزاء، عن طريق الاشتراكات أيضا، عن دار نشر وهمية تحمل اسم «كاماشاسترا»؛ وأتبعها بسبعة أجزاء أخرى بعنوان «الليالي التكميلية». وقد ضمت تلك الأجزاء السبعة عشر كل القصص والحكايات والنوادر التي احتوتها كل النسخ والطبعات المختلفة لألف ليلة وليلة؛ مما جعلها طبعة «جامعة» حقيقية للكتاب، وإن لم تكن أكثرها «شرعية» من الناحية الأكاديمية؛ إذ إننا نجد فيها الكثير من النصوص التي قد لا تمت بصلة لألف ليلة الأصلية، ولكنها، منذ أن دخلت في طبعة بيرتون، أصبحت منها. كذلك احتوت طبعة بيرتون على شروحات وتعليقات وحواش مسهبة جعلت من الترجمة دائرة معارف عن عادات العرب والمسلمين والشرقيين عموما في كل المناطق والعصور، وإن كان العديد منها قد اعتمد على أراء بيرتون وملاحظاته الشخصية ودراساته الأنثروبولوجية، التي جمعها إبان رحلاته العديدة في البلاد العربية والإسلامية.
ويتفق المحققون اليوم على أن بيرتون قد اعتمد كثيرا على ترجمة «بين»، بل ونقل الكثير منها حرفيا، وتعمد تغيير كلمات قليلة وإدخال تعديلات شكلية حتى يبرر ترجمته «الجديدة». وقد وازنت الباحثة «ميا جيهارت» بين الترجمتين، وأثبتت التشابه التام في كثير من ترجمات القصص بين بيرتون و«بين». وقد سار بيرتون على نهج استخدام الكلمات المعقدة المهجورة، وإن حاول نقل إيقاع السجع العربي إلى الترجمة الإنجليزية، وحافظ على تقسيم الليالي التي يقطعها صياح الديك كل ليلة، وهو ما أهمله «بين» تماما.
ومن عجب أن الترجمة التي تدخل اليوم في عداد «الكلاسيكيات» هي ترجمة بيرتون، وهي التي تصدر اليوم في طبعات مختلفة لهواة اقتناء الكتب، وآخر طبعاتها الفاخرة صدرت في 17 جزءا عن دار «إيستون برس» وهي الطبعة التي اعتمدت عليها في هذا الكتاب أحيانا. (2) ألف ليلة وليلة والأدباء الإنجليز
अज्ञात पृष्ठ