अल्फ़ लैला व लैला फ़ी अदब
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
शैलियों
فيعتذر السلطان قائلا: إنما أتوه في السياق أحيانا. إنك تستحدثين كلمات غامضة نوعا ما هذه الأيام. ما معنى الإحساس؟ كما أن الأماكن تربكني. أين تقع ديفونشير؟
وألقت إليه شهرزاد نظرة باردة، وقالت: حين تتوقف عن التثاؤب، سأواصل كلامي.
كانت المشكلة أن الحكايات أصبحت تتزايد طولا كل حين، وتقل إثارة؛ كما أصبحت خلفيتها أكثر غرابة، والإيقاع - في رأيه - أبطأ فأبطأ. وكانت الشخصيات تحيره: كل هؤلاء النسوة المدعوات إلزا وجين وكاثرين، يتحدثن ويتحدثن ولا شيء يحدث إلا حين تكون هناك مناسبة اجتماعية محدودة أو شخص يتزوج. لقد كان يتساءل بينه وبين نفسه إذا ما كانت شهرزاد تفقد صلتها بالواقع. لقد كان على ثقة أنه لا يد له في المشكلة، فلقد كان دائما رجلا مولعا بالحكايات الشيقة. ففوق كل شيء: أي شيء جذبه نحوها في المقام الأول؟ هذا طبعا عدا محاسنها الجسدية التي لا تزال في أفضل أحوالها، فلا شكوى لديه من تلك الناحية. إنما .. حسنا، الروح راغبة ولكن الجسد ليس كالعهد به في أيام العنفوان.
وتنهد السلطان وتأهب للسماع. وسردت شهرزاد: «إن من الحقائق المسلم بها عالميا أن الرجل الأعزب الذي يمتلك ثروة كبيرة لا بد وأن يكون في حاجة إلى زوجة. وكف عن التثاؤب!»
ومر الوقت. واستمرت الحكايات. وكان السلطان لا يجرؤ على الشكوى من جديد خوفا من زوجته. كان يكره الشقاق العائلي (قد يبدو هذا غريبا بالنظر إلى ماضيه، ولكن تذكر أننا نعالج هنا مثالا مدهشا من التغير في الشخصية). وعلى أي حال أيضا، فهو لم يكن يريد للحكايات أن تتوقف.
كان يفكر في كل تلك الأمور في أصيل يوم من الأيام حين زارته دينارزاد. وأنت تتذكر أن دينارزاد هي أخت شهرزاد الصغرى التي لعبت والحق يقال دورا مهما في أحداث ليلة الزفاف. بيد أن الأختين قد ابتعدتا عن بعضهما البعض لاحقا. ذلك أن دينارزاد، التي كانت تدرس العلوم الاجتماعية في الجامعة، انضمت إلى إحدى الجماعات الأصولية.
وجلست دينارزاد على كومة من الوسائد بمحاذاة مرفق السلطان وطفقت تثرثر حول حفلة حضرتها بينما هي تمد يدها بين حين وآخر إلى علبة من قطع الملبن. كانت تضارع أختها جاذبية، غير أنها تختلف عنها تماما في مظهرها. كانت دينارزاد ترتدي الملابس التي تتفق مع ما تعتقده (أو التي تتفق مع شيء على أية حال). كانت ترتدي الشادور، وعلى وجهها حجاب؛ فكانت عيناها اللامعتان هي كل ما يراه السلطان من وجهها .. وكان جسدها أيضا مغطى. بيد أن الانطباع العام لم يكن انطباعا بالحشمة والتستر النسائي والورع الديني. كان ثوبها الذي يصل إلى كاحليها مصنوعا من الساتان الثمين، وقدماها الجميلتان تبرزان من تحته في شبشب حريري ذي كعب عال ولون بمبي. وكان حجابها يتلألأ بالترتر وكريات الفضة. وكانت ترتدي قفازا من الدنتلا بلون الليلك. وكان قسم كبير من صدرها مكشوفا، ذلك أن الصدر في العرف التقليدي ليس بمنطقة جذب جنسي، بل الشعر واليدان هي كل ما يشعل الرغبة. ولكن السلطان كان يرى أن صدور النساء مغرية مثلها مثل أي جزء آخر، ومن هنا لم يكن يعرف هل هو المنحرف أم أن الحكمة التقليدية هي التي على خطأ.
وأشاح ببصره عن صدر دينارزاد الفخيم ثم تنهد. ولم تكن للنهدة في الواقع أي علاقة برغبة السلطان المحبطة بل بأكثر ما كان يشغل باله في ذلك الوقت.
قالت دينارزاد: ما الأمر؟ إنك تبدو مهموما.
واعترف السلطان: إني أشعر ببعض الاكتئاب.
अज्ञात पृष्ठ