अल्फ़ लैला व लैला फ़ी अदब
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
शैलियों
أما أوبرا كورساكوف فهي تنقسم إلى ثلاثة فصول، وفيها شخصيات الملك دودون، والعراف الذي يقدم له الديك السحري، وامرأة جميلة يغنمها الملك في حروبه ويعشقها. بيد أن العراف يطلب مكافأته عن اختراعه السحري بأن يهبه الملك تلك المرأة، وحين يرفض الملك ذلك ويقتل العراف، يطير الديك السحري إلى الملك ويقتله نقرا بمنقاره. وتنتهي الأوبرا بابتعاث العراف، الذي يعلن أن القصة كلها خيالية، وأن مملكة دودون ما هي إلا من قصص الجنيات، حيث لا يوجد بشر فيها إلا هو والمرأة الجميلة.
وقد تناول كورساكوف قصة بوشكين، ذات الأصل العربي ، لما فيها من إسقاطات وسخرية مقنعة من الحكم الإمبراطوري المتعسف في روسيا القيصرية أيامها، فكانت شخصية الملك دودون رمزا للقيصر نيقولا الثاني المتربع على العرش القيصري. وهذا كان السبب في منع الرقيب للأوبرا إلى ما بعد وفاة كورساكوف. ويقال إن الموسيقار قد عجلت موته الحسرة التي شعر بها من جراء ذلك الجور على عبقريته الموسيقية.
ونشير هنا أيضا إلى أن النقاد عادة ما يدرجون أوبرا «حلاق إشبيلية» لروسيني وأوبرا «اختطاف من قصر الحريم» لموزار ضمن الأعمال المستوحاة من قصص عربية، خاصة أن أحداث العملين بهما شخصيات إسبانية، وحبكتاهما تماثلان حكايات واردة في ألف ليلة وليلة.
وقد نال المجال المسرحي نصيبا من ألف ليلة وليلة، وإن لم يكن بالقدر المتوقع له. ففي اللغة العربية، هناك مسرحية توفيق الحكيم «شهرزاد» ومسرحية عزيز أباظة الشعرية «شهريار» ومسرحية علي أحمد باكثير «شهرزاد» ومسرحية ألفريد فرج «حلاق بغداد» وهناك أيضا مسرحية لسعد الله ونوس بعنوان «الملك هو الملك» تلعب على شكل القصة في ألف ليلة وليلة.
أما في الغرب، فهناك مسرحية غنائية فرنسية عن «علي بابا» بيد أن برودواي ما تزال في حاجة إلى مسرحية - بل مسرحيات غنائية - تحيي موضوعات ألف ليلة وليلة، وهي تبدو مناسبة تماما وقابلة للنجاح على المستوى الذي يتم به إخراج تلك الأعمال المبهرة في الوقت الحاضر.
وقد استلهم المعمار الغربي الكثير من أساليب العمارة العربية والإسلامية، خاصة الأندلسية منها. وقد صمم الكثير من الغربيين ديارا على النسق الأندلسي الذي يدور حول الفناء الذي يتوسط الدار وبه النافورة التقليدية. وقد ساهمت قصص ألف ليلة وليلة في إذكاء خيال الفنانين والأدباء لتجسيد ما قرءوه فيها في تصميم بيوتهم، كما فعل الأديب الفرنسي «بيير لوتي» في التصميمات الداخلية لداره، التي تحولت متحفا بعد وفاته. ولكن أغرب المتأثرين بحكايات ألف ليلة وليلة من المعماريين المشهورين هو الإسباني «أنطونيو جاودي» (1852-1926م)، الذي كان ظاهرة فريدة في تاريخ الفن المعماري بصفة عامة. وقد صمم جاودي بنايات سحرية غريبة، على أساس الموزاييك والأرابيسك، بيد أنها تتبدى كبنايات أسطورية خرجت لتوها من حكايات ألف ليلة وليلة الأسطورية. ومن مبانيه تلك «متنزه جويي» الذي يدخله الزائر فكأنما دخل حديقة قصر الأميرات والملوك التي يرد وصفها في الكتاب العربي، فهو يمتلئ بالممرات الملتوية، والزخارف العجيبة، وصممت حدائقه على النسق السحري ذاته. وإن الزائر لمدينة برشلونة، التي عاش فيها جاودي وابتنى فيها معظم أعماله، يفاجأ في سيره وسط طرق المدينة الفسيحة، إذ ينظر إلى المباني العادية الكلاسيكية على جانبي الطريق، بمبنى في الوسط لا يكاد الرائي يصدق عينيه عند رؤيته، فهو يظهر بين مبنيين تقليديين كأنما نبع من الوهم أو الخيال، بما يبدو عليه من نمط شرقي متعرج، بألوان أخاذة ومقرنصات وأبراج غريبة. وإن الوصف ليقصر عن تجسيد تلك الأعمال للقارئ، ولا بد له من رؤيتها في الواقع أو مصورة كيما يشعر بسطوة الخيال الشرقي الذي أثر على جاودي عند إبداعه ذلك المعمار الفريد.
ونضيف ختاما أنه بالإضافة إلى كل هذا، تحولت ألف ليلة وليلة في الغرب إلى ما يشبه الصناعة التجارية
COMMERCIAL INDUSTRY ، فهناك منتجات كثيرة تستغل ألف ليلة وحكاياتها المشهورة في التسويق التجاري والهوايات الفنية. فهناك مجموعات البطاقات الفنية التي تدبج صورا شهيرة من تلك الحكايات، ويجمعها الهواة، وقد وصل ثمن بعض تلك البطاقات النادرة إلى مئات الدولارات. وهناك عرائس ألف ليلة وليلة، على نسق عرائس باربي؛ وحلي ومجوهرات، وملابس شرقية تحمل أسماء شهرزاد ودنيازاد وورد الأكمام وغيرها. وظهرت في الآونة الأخيرة ألعاب كمبيوتر عديدة تستغل حكايات ألف ليلة في إخراج برامج للأطفال والكبار، تعمل على تنشيط الخيال والتفكير. وما أحرى بلاد ألف ليلة وليلة في القيام باستغلال تلك الأفكار في ابتداع مثل تلك الأنشطة التي تعود بالنفع الأدبي والمادي في نفس الوقت على أهلها.
ومازال مسلسل ألف ليلة وليلة مستمرا
ومع احتفال الأوساط الأدبية بعد أربع سنوات من بداية القرن الحادي والعشرين بمرور ثلاثة قرون على صدور أول طبعات ألف ليلة وليلة في ترجمتها الفرنسية لأنطوان جالان، ما زالت الأقلام تسطر قصصا جديدة تقتفي أثرها وتتحدث عنها.
अज्ञात पृष्ठ