141

अल्बर्ट कामू: उनके दार्शनिक विचार का अध्ययन प्रयास

ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي

शैलियों

في كل مرة أتمرد فيها أوجد.

أنا أتمرد الآن،

إذن فأنا الآن موجود.

والملاحظ لأول وهلة على هذه الأقيسة الثلاثة أننا نفتقد فيها «النحن» الموجودة في الجزء الأخير من عبارة أنا أتمرد، إذن فنحن موجودون، وأنها لا تبرر لنا الانتقال من «الأنا» إلى «النحن». أضف إلى هذا أن الأقيسة الثلاثة تنكر جوهر التمرد، حيث يصل الوعي لأول مرة إلى الوعي بنفسه في فعل التمرد، وبذلك يسقط عنصر المباشرة والذاتية بين التمرد والوجود.

ولا بد لنا، لكي نستطيع تعليل الانتقال من الأنا إلى النحن، أن نعود إلى التمرد نفسه؛ فالتمرد الذي يتجه بطبيعته ضد المحال، ينطوي كما رأينا على ديالكتيك النعم واللا، والتأكيد والنفي في وقت واحد . إنه يضع لنفسه حدا، تعينه الطبيعة الإنسانية، فيقول نعم لكل ما يعترف بهذه الطبيعة، ولا لكل ما يحاول أن يتخطاها؛ فأنا حين أتمرد أهب كياني كله في سبيل الدفاع عن طبيعة أو كرامة إنسانية مشتركة ؛ أي إنني أتخطى ذاتي المحدودة إلى «الآخرين» من البشر جميعا، الذين اكتشفت في فعل التمرد اتحادهم معي في إنسانية واحدة. إن علي، لكي أوجد، أن أتمرد،

92

وإذا لم أعترف بالطبيعة الإنسانية عند سواي من الناس، فلن يكون في وسعي أن أتعرف على نفسي كإنسان؛ فنحن إن لم نكن موجودين، لم يكن لي أنا أيضا وجود.

93

وإذن فعبارة «حين أتمرد أوجد» تسبقها بالضرورة عبارة «نحن نوجد حين نتمرد»، كما أن عبارة «نحن موجودون» عبارة صادقة بالضرورة، ما دمت أتمرد باسم الجميع.

إن عبارة «أنا أتمرد، إذن فنحن موجودون.» لا يمكن أن ينظر إليها مستقلة عن مجموعة الأفكار التي ينطوي عليها التأمل المحال. وكلما وقعنا في هذا الخطأ، ظهرت العبارة غامضة مفتعلة، وقد تبدو كما لو كانت تحصيل حاصل. إن يقين الوجود الجمعي يقوم على الكفاح المشترك ضد المحال؛ أعني على التضامن. وكما أن الذي يشك في كل شيء لا يستطيع أن يشك مع ذلك في كل شيء، ولا بد له على الأقل أن يؤمن بشكه هو أو بالأنا التي تقوم بهذا الشك، فكذلك الإنسان المتمرد الذي يطلق صرخته في وجه المحال لا يستطيع أن يشك في صرخته، ولا بد له على الأقل من أن يؤمن باحتجاجه.

अज्ञात पृष्ठ