अल्बर्ट कामू: उनके दार्शनिक विचार का अध्ययन प्रयास
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
शैलियों
وأما فلسفة نيتشه فهي عند كامي أصدق تعبير عن التأكيد المطلق. ليست فلسفة تمرد بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة، بقدر ما هي فلسفة مبنية على التمرد. إنها تدور حول مشكلة التمرد، أو هي، بعبارة أدق، تشرع في أن تكون تمردا.
60
و«النعم» التي يطلقها نيتشه إنما تتعلق بالأرض وحدها، التي هي في نظره الحقيقة الوحيدة التي يملكها الإنسان، والتي حكم عليه أن يعيش فوقها، ووجب عليه أن يظل وفيا لها:
61 «لا يكاد الإنسان يرتد عن إيمانه بالله وبالحياة الأبدية حتى يصبح مسئولا عن كل ما تختلج فيه الحياة، عن كل ما يولد مقترنا بالألم، وكل ما يلقى به في عذاب الحياة.»
62
إذا رحب الإنسان بكل شيء وقال لكل شيء «نعم» فهل يعني ذلك أن عليه أن يتخلى عن المبدأ القائل إن كل شيء مباح؟ الأمر في الحقيقة كذلك. لقد عرف نيتشه أن حرية العقل والروح ليست بالأمر الهين المريح، بل هي العظمة التي تتطلب كفاحا شاقا مضنيا، كما عرف أنه لا وجود للحرية بغير القانون.
63
إنه يستبدل عبارة إيفان كارامازوف «إذا لم يكن هناك شيء حق فكل شيء إذن مباح.» بهذه العبارة: «إذا لم يكن هناك شيء حق فليس هناك شيء مباح.» والواقع أن الإنسان، لكي يبيح لنفسه فعلا من الأفعال أو يحرمه عليها، إنما يحتاج إلى قيمة وإلى هدف، فإذا لم يكن ثمة معنى، وإذا انعدمت القيم ورأى الإنسان أن كل شيء ممكن بالنسبة إليه، فالواقع أنه ما من شيء في هذه الحالة مباح؛ لأنه لا وجود للقيم التي يحدد الفعل على أساسها، وبالتالي فكل شيء مستحيل.
ما هو أثر هذه النزعة الإيجابية التي ترحب بكل شيء وتبارك كل شيء على المستوى التاريخي؟
من يقول نعم لكل شيء لا يقولها للحياة والخير والحق والجمال وحدها، بل لابد أن يقولها أيضا للموت والشر والظلم والقبح. ومن يقول نعم للأرض يوافق على العذاب والموت كما يوافق على الفرح والحياة. وأهم من هذا كله أن الذي يبارك كل شيء، بما في ذلك التناقض والألم، يسيطر في الحقيقة على كل شيء
अज्ञात पृष्ठ