अल्बर्ट कैमू: एक बहुत छोटा परिचय
ألبير كامو: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
يكتب كامو أن المستوطنين الأوائل للجزائر كانوا جزءا من الثورة الفرنسية عام 1848، خاصة أنه يقر أنهم كانوا ضحايا للقمع المعادي للثورة الذي وقع في يونيو من السنة نفسها، ونتيجة لذلك رحلوا إلى الجزائر. رغم ذلك، يعترض مؤرخون على فكرة أنه كانت هناك طبقة عاملة فرنسية ثورية في الجزائر. فطبقا للخبير الرائد في هذا الصدد، وهو المؤرخ شارل-أندريه جوليان (1891-1991)، أصبح العمال الفرنسيون أنفسهم الذين تركوا فرنسا متجهين نحو الجزائر بعد قمع يونيو 1848؛ قامعين: «العمال والحرفيون الذين نجوا من أيام يونيو لعام 1848 ... كانوا هم الأشد قسوة مع العرب.»
حاول كامو استدعاء النضال الثوري عام 1848 ليشرعن وجود المستوطنين الفرنسيين في الجزائر. وتلك الفكرة غريبة على كامو، الذي يرفض عادة اعتبار التاريخ البشري إطارا مرجعيا. رغم ذلك، كان كامو مستعدا إلى أن يبطل كل شيء في سبيل قضية الأقدام السوداء، حتى معتقداته الخاصة ومبادئه اللاتاريخية.
رواية «الرجل الأول» هي قصيدة معبرة ودفاع عن الأقدام السوداء. إنها عمل مأساوي، حيث يواجه كامو لأول مرة تناقضه ويحسم اختياره لصالح الجزائر الفرنسية، كما كتب في يومياته في مايو لعام 1958:
مهمتي هي أن أكتب كتبي، وأن أقاتل عندما تكون حرية عائلتي وشعبي في خطر. ولا شيء بخلاف ذلك.
كان التعبير الرمزي أيضا لاختيار كامو لجذوره على حساب العدالة «صرخة من القلب»، صرخ بها خلال مؤتمر صحفي في ستوكهولم بمناسبة فوزه بجائزة نوبل للآداب. وعندما هاجمه مناضل من جبهة التحرير الوطني لتبنيه قضية الأوروبيين الشرقيين لا الجزائريين، كان رده: «أنا أومن بالعدالة، لكني سأدافع عن أمي قبل العدالة.» كان ردا غريبا؛ لأنه يعترف ضمنيا أن النظام الاستعماري الفرنسي لم يكن عادلا. بعبارة أخرى، كان رد كامو دفاعا عن أمه، لكنه اعتراف أيضا أن قضية جبهة التحرير عادلة. كان كامو منكسرا على المستوى الشخصي بسبب الأحداث في الجزائر، كما كتب في مذكراته: «... الجزائر تتملكني. لكن فات الأوان، فات تماما ... فقدت أرضي، ولن تكون لي قيمة.»
لم يكن كامو قادرا على تصور استقلال الجزائر، ولا أن يتصور نفسه منفصلا عن الجزائر الفرنسية. كان هذا الأمر «خطه الأحمر في الرمال»: الحد الذي ينبغي ألا يتخطى، الحد المحظور المطلق. كانت الجزائر جوهرة الإمبراطورية الفرنسية الاستعمارية، كانت شديدة الأهمية إلى حد أن السلطات الفرنسية اعتبرتها جزءا من فرنسا. لم يكن الغزو مجرد غزو عسكري، بل إداري أيضا. كان كامو جزءا لا يتجزأ من الجزائر المستعمرة، وينتمي إليها، ولم يكن في استطاعته العيش دونها. لكن المعضلة في رأي كثير من المعلقين والقراء أن ما يبقى هو إدراك أن كامو يستخدم الخطاب الإنساني بأسلوب مقنع في دعمه سيادة فرنسا على الجزائر. هذا التناقض مزق كامو إربا في حياته، لكن لا يزال الوهم بأنه تغلب عليه باقيا.
لكن كامو تغلب عليه بالفعل عند مستوى ما. ففي عام 1956، حيث أصبح الاستقلال الجزائري وقتها احتمالا شديد الواقعية، قدم كامو مشروع تسوية أكثر طموحا. أراد أن يعطي الجزائريين استقلالا ذاتيا شبه كامل بنظام المجلسين التشريعيين. سيكون ثمة برلمانيان، أحدهما للجزائريين والآخر للمستوطنين الفرنسيين، وستكون السلطة مشتركة على نحو متساو إلا في مجالين اثنين، هما العسكري والاقتصادي، اللذان سيظلان في نطاق اختصاصات الفرنسيين. ستكون النتيجة تفويضا بإدارة يومية للجزائريين. ورغم أن كامو أساء تقدير توازن القوى بين الجانبين الجزائري والفرنسي، فقد كان ما قدمه للجزائر هو تسوية تشبه في جوانب عديدة الوضع الحالي للعديد من المستعمرات الفرنسية السابقة في أفريقيا، والتي تتشارك رغم سيادتها عملة تخضع لسيطرة باريس، وتشكل موضع مصالح اقتصادية فرنسية مهمة بالإضافة إلى قواعد عسكرية فرنسية. هذا التشابه بين مشروع كامو للجزائر وما ظهر اليوم في معظم الدول الأفريقية المتحدثة بالفرنسية، يفسر جزئيا لماذا أصبح كامو نفسه مصدر الشرعية الثقافية لواقع الاستعمار الجديد في الوقت الحالي، ولماذا تعلن العديد من الشخصيات السياسية والثقافية الغربية حاليا وتزعم أنه واحد منهم.
الفصل السابع
إرث كامو
في أحد أيام أكتوبر عام 1957، وبينما يتناول كامو غداءه، اكتشف أنه حصل على جائزة نوبل للآداب. لم يكن حينها قد أتم الرابعة والأربعين من عمره، ليصبح بذلك ثاني أصغر فائز بالجائزة بعد روديارد كيبلنج. كان رد فعله الأول هو قوله إن أندريه مارلو - مثله الأعلى ومعلمه - يستحقها أكثر منه. كان عام 1957 فترة توتر شديد بالنسبة إلى كامو، الذي أراد أن يبقى بعيدا عن دائرة الضوء بينما كانت حرب الاستقلال الجزائرية مشتعلة، فوضعته الجائزة تحتها مرة أخرى. كان ثمة العديد من المقالات في الصحافة عن الجائزة. وكان كثير منها إيجابيا، لكن كان ثمة هجمات من الصحافة الشيوعية ومن نقاد آخرين أيضا، بمن فيهم صديق كامو السابق ومعلمه باسكال بيا. وتساءل بعض المعلقين بالفعل عن سبب عدم فوز مارلو بالجائزة.
अज्ञात पृष्ठ