अल्बर्ट कैमू: एक बहुत छोटा परिचय
ألبير كامو: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
شكل 2-1: في مكاتب التحرير بجريدة المقاومة الفرنسية «كومبات»، عام 1944: (من اليسار إلى اليمين) بيتي بريتون (مرتديا الزي الرسمي)، فيكتور بيروني، ألبير كامو، ألبير أوليفيير (مدخنا)، جان بلوخ-ميشال (قصير، يظهر بشكل جانبي)، جان شيفو (يحتسي شرابا، يظهر بشكل جانبي)، روجيه جرينييه (يظهر وجهه، يرتدي نظارة)، باسكال بيا، هنري كاليه، فرانسوا برويل، سيرج كارسكي؛ في مقدمة الصورة: مارسيل رابينا وشارولت رو.
كانت «كومبات» تخضع في الأصل لإشراف المقاومين الذين ظنوا أن المارشال بيتان كان عميلا مزدوجا مع ألمانيا، وأنه كان في صفهم. ساهم بيا بخبرته كمحرر وناشر صحفي، وكتب كامو المقالات والافتتاحيات، التي كان معظمها بعد التحرير. كان أول قرار اتخذه للمقاومة هو كتابة أربع «رسائل إلى صديق ألماني»، نشرت منها اثنتان فقط ما بين يناير وأغسطس لعام 1944 في المنشورات السرية. كانت تلك المقالات القصيرة مهمة؛ لأنها تصف دور المقاومة كما يراها كامو والأسباب العقلانية التي جعلته ينضم إليها.
تخيل صديقين في غرفة؛ أحدهما فرنسي والآخر ألماني، يحتكر الرجل الفرنسي الحديث كله - هذا هو المشهد في «رسائل إلى صديق ألماني». إنها ليست برسائل في واقع الأمر، بل حديث منفرد أمام صديق ألماني خيالي يمثل الجمهور الذي نادرا ما يتحدث، وعندما يتحدث يكون ذلك على لسان كامو (الأسلوب الذي استخدمه كامو بعدها بأعوام كثيرة في روايته «السقطة»).
بين كامو في الرسالة الأولى «أسباب التأخر»، التي كان يعني به تأخر رد الفعل الفرنسي تجاه الاحتلال الألماني بوجه عام. ورأى كامو أن السبب وراء هذا التأخر يعزى إلى محاولة البحث عن أسباب عقلانية. فقدم صورة الوطنية المستنيرة التي كانت بحاجة إلى أسباب لخوض غمار الحرب تتعدى الوطنية. كان الفرنسيون ينظرون إلى البطولة بعين الريبة، حيث يخبر كامو صديقه الألماني: «كنا لا نزال نتعلم كيف نتغلب على شكوكنا في البطولة. أعلم أنك تظن أننا دخلاء على البطولة. لكنك مخطئ.» استغرقت فرنسا بعض الوقت للتغلب على شكوكها بشأن البطولة، وكان ذلك سبب هزيمة فرنسا، وسبب أن قلة قليلة فقط هم من قاوموا على الفور عقب الهزيمة. لكنه كان يبين أيضا سبيله إلى الانضمام إلى المقاومة ويبرر سلميته السابقة.
في الرسالة الثانية، يفسر مجددا هزيمة فرنسا وتأخر زيادة عدد المشاركين في المقاومة: «استغرقنا وقتا لنجد ما نتذرع به». أرخ كامو لهذا التأخر منذ بداية الحرب؛ فقد استغرق الأمر ثلاث سنوات لدمج القومية مع السعي إلى المساواة والعدل. وأصبحت وجهة النظر تلك - التي ترى أن المقاومة كان يتحتم عليها أن يكون لها مكون اجتماعي - موضوعا ثابتا في نقاشات الحركة وممثليها بعد الحرب. أرادت المقاومة بعد الحرب أن تعلن حقبة جديدة في السياسة الفرنسية، وأن تكون صحيفة «كومبات» في طليعة هذا النضال.
في الرسالة الثالثة، انطلق كامو في دفاع عن أوروبا، وكتب أن كنه كلمة «أوروبا» تلطخ بارتباطه بالنازية. ادعى كامو أن ألمانيا بدأت ترى أوروبا أرضا تصلح للغزو «بدءا من اليوم الذي خسرت فيه أفريقيا» (متحدثا إلى صديقه الألماني المتخيل). بطرق عدة، تعاملت ألمانيا النازية مع فرنسا كمستعمرة خلال احتلالها. في ذلك الوقت، كان كامو والشعب الفرنسي الواقعان تحت الحكم الألماني أقرب بالفعل إلى الظروف المعيشية العادية للجزائريين تحت الحكم الفرنسي. واستمرارا في ربط الوضع الاستعماري بالقوة والهيبة، كتب كامو يقول إن تفوق فرنسا على ألمانيا سببه أن الأولى كانت قوة استعمارية. لقد آمن كامو بوضوح تام أن مفتاح فرنسا لاستعادة هيبتها وقوتها يكمن في مستعمراتها.
كانت الرسالة الرابعة ذات طابع شخصي أوضح. ذلك حيث أعلن فيها كامو أنه يشارك صديقه الألماني القيم نفسها، وتحديدا أن العالم بلا معنى، وفي ذلك إشارة إلى العبثية والعدمية. من هذا المنطلق، الذي يستوي فيه الخير والشر، اختار الألمان خوض الحرب والغزو في حين عارض كامو «ميل فرنسا الشديد نحو العدالة». كان كامو غاضبا من ألمانيا «لإجبارها فرنسا على دخول التاريخ». (في مقالاته لصحيفة «كومبات»، استوعب كامو التاريخ وضرورة أن نكون جزءا منه؛ على الأرجح أن كامو فهم في أواخر عام 1943 أن عدم انضمامه إلى المقاومة - التي انضم إليها أصدقاؤه بالفعل - من شأنه أن يدمر مسيرته الأدبية. وبحلول الوقت الذي تحررت فيه باريس، أصبح كامو واحدا من أهم الأبواق التي تعبر عن صوت الشعب. أصبح كامو يعيش في باريس بشكل دائم. انضمت إليه زوجته فرانسين من الجزائر العاصمة، وأنجبت بعدها طفليهما التوءم، كاثرين وجين، في الخامس من سبتمبر لعام 1945.)
كامو، محرر المقاومة
بين شهري مارس ويوليو لعام 1944، كتب كامو مجموعة من ستة مقالات صغيرة، لكنه لم يوقعها لأسباب واضحة (وإن اختلفت الآراء بين الباحثين فيما يتعلق بعدد ما كتبه كامو منها) للنسخة السرية من جريدة «كومبات». كانت مقالات دعائية، تستنكر عنف الفيرماخت واستخدام الجيستابو للتعذيب، وتهاجم بيتان، ورئيس وزرائه بيير لافال، والميلشيات الفرنسية الموالية لألمانيا. كان المغزى العام من تلك المقالات هو الدعوة إلى الوحدة وتهديد المتواطئين مع الألمان بالمحاكمة والمعاقبة فور انتهاء الحرب.
بعد تحرير باريس مباشرة في أغسطس 1944، كانت لسلسلة المقالات التالية لكامو نبرة مشابهة، وإن كانت أكثر شمولا وأقل ولعا بالقتال. أراد كامو أن تنضم جميع فئات المعارضة بعضها لبعض كتعبير عن الوحدة الوطنية. كانت تلك الغاية والنبرة المنفتحة والإيجابية بوجه عام ذات أهمية محورية في دولة مزقتها الحرب، ولم تقاوم بالغالبية العظمى من شعبها المحتلين النازيين. كان لا بد أن تختلف أفعال المواطنين الفرنسيين العاديين المنشغلين بكسب العيش عن تلك الخاصة بالنخبة، التي ساندت بيتان - في معظمها تقريبا - بتلهف بمجرد أن وصل للسلطة. في الواقع، كان 90 بالمائة تقريبا من أعضاء البرلمان يساندون بيتان.
अज्ञात पृष्ठ