العناية بالقرآن الكريم وعلومه من بداية القرن الرابع الهجري إلى عصرنا الحاضر
العناية بالقرآن الكريم وعلومه من بداية القرن الرابع الهجري إلى عصرنا الحاضر
प्रकाशक
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
शैलियों
العناية بالقرآن الكريم وعلومه من بداية القرن الرابع الهجري إلى عصرنا الحاضر
د. نبيل بن محمد آل إسماعيل - قسم القرآن وعلومه كلية أصول الدين - بالرياض
المقدمة
الحمد لله تكفل بحفظ كتابه ورفعة حملته وأهله، وأشهد ألاّ إله إلا الله وحده لا شريك له في أسمائه وصفاته وملكه وعبادته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أنزل عليه أعظم رسالاته فاجتهد في عبادته وترتيلاته، صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أهل القرآن في كتابته وتلاواته وسلم تسليمًا.
أما بعد:
فإن شرف أي علم يكون بمصدره ومحتوياته ولا أشرف مما صدر عن الله من وحيه وكلماته، فالقرآن كلام الله حقيقة مبتدؤه ونهاياته.
لذا فإن علوم القرآن والقراءات أشرف العلوم وأجلها، بل وأفضلها على الإطلاق وأنفعها، لكون موضوعها كتاب الله، وغايتها الاعتصام بكلام الله، ولهذا الأمر اهتم الصحابة والتابعون ومن جاء بعدهم وسار على هديهم بهذا العلم، فأقبلوا على كتاب الله إقراءً ودراسة وتصنيفًا وتأليفًا - مختصرات ومطولات - كاشفين عن علومه وحقائقه، مظهرين من إعجازه وبيانه، مساهمين في حفظه من التحريف والاندراس - فجزاهم الله عنا خير الجزاء.
وإسهامًا مني في المكتبة القرآنية وتأسيًا بمن سبق الحديث عنهم رأيت أن أكتب بحثًا أوضح فيه مدى اهتمام علماء الإسلام بكتاب ربهم تعليمًا وتأليفًا من القرن الرابع الهجري إلى العصر الحاضر.
1 / 1
ولأن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف بالمدينة المنورة قد طرح موضوعات حول "خدمة المسلمين للقرآن الكريم، فقد وقع اختياري حول هذه الجزئية إسهامًا مني في خدمة القرآن الكريم بما يفيد إن شاء الله.
ويتكون البحث من مقدمة وفصلين وخاتمة على التفصيل التالي:
المقدمة: أهمية البحث وخطته.
الفصل الأول:
جهود المسلمين في تعليم القرآن والقراءات وأشهر العلماء في ذلك:
وفيه مبحثان:
المبحث الأول: أشهر علماء القرآن والقراءات من القرن الرابع الهجري إلى القرن الرابع عشر.
المبحث الثاني: أشهر علماء القرآن والقراءات في العصر الحديث.
الفصل الثاني:
جهود المسلمين في التأليف في علوم القرآن والقراءات. وفيه مبحثان:
المبحث الأول: أشهر المؤلفات في علوم القرآن والقراءات من القرن الرابع إلى القرن الرابع عشر.
المبحث الثاني: أشهر المؤلفات في علوم القرآن والقراءات في العصر الحديث.
الخاتمة: أهم نتائج البحث.
1 / 2
الفصل الأول: جهود المسلمين في تعليم القرآن والقراءات وأشهر العلماء في ذلك
المبحث الأول: أشهر علماء القرآن والقراءات من القرن الرابع وحتى القرن الرابع عشر
مدخل
...
الفصل الأول: جهود المسلمين في تعليم القرآن والقراءات وأشهر العلماء في ذلك:
وهو مكون من مبحثين:
المبحث الأول: أشهر علماء القرآن والقراءات من القرن الرابع وحتى القرن الرابع عشر:
عرفت المدرسة القرآنية منذ الحياة الأولى للإسلام، فقد كان رسول الله ﷺ يتلقى الوحي عن ربه، ويقوم بتلقينه لصحابته فرادى وجماعات.
وكان هؤلاء الصحب الكرام يقبلون في حماسة وشغف على تلقي كتاب ربهم إعجابًا به، وإيمانًا منهم بأن تلاوته ومدارسته والعمل به عبادة من أجلِّ العبادات، وقربى من أقرب القربات، ألم يخبرهم نبيهم الكريم بقوله: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"١. وبقوله صلوات الله وسلامه عليه: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" ٢.
ولقد امتاز هذا الكتاب المعجز فيما امتاز به بيسر تلقيه وتلاوته يقول ﵎: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ (القمر:١٧) .
_________
١ أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه ٦/١٠٨.
٢ أخرجه الترمذي في سننه في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء فيمن قرأ حرفًا من القرآن ما له من الأجر ٥/١٦١.
1 / 3
بل جعل الله ﵎ من ميزاته أن يحفظ في الصدور، كما يسجل في السطور ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ﴾ (العنكبوت:٤٩) . وبذلك تحول مسجد المدينة المنورة إلى مدرسة قرآنية أولى، كما تحولت دور المهاجرين والأنصار إلى مدارس قرآنية، فكانت حلقات القرآن يدوّي بها المسجد دويًا كدوي النحل، بل إن بيوت أصحاب رسول الله ﷺ ليصبح لها ذلك الدوي حين يرجع إليها أصحابها فيتدارسون القرآن، مع أزواجهم وأولادهم.
يقول صلوات الله وسلامه عليه: "إني لأعرف أصوات رفقة الأشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل، وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل، وإن كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار" ١.
ومع انتشار الإسلام وذيوعه انتشرت المدرسة القرآنية، وعلا شأنها وبعد أن كانت في المساجد تملأ حلقاتها، أصبحت غرفًا ملحقة بالمساجد تستقبل الناشئة من أطفال المسلمين، ليكون القرآن الكريم أول ما يقرع آذانهم، وتتفتح عليه قلوبهم من أنواع الدراسات المختلفة قبل أن ينتقلوا إلى مراحل العلوم بعد ذلك.
وقد انتشرت تلك المدارس حيث ينتشر الإسلام. فأينما وجدت الجماعة الإسلامية وجدت المدرسة القرآنية، لا فرق بين بلاد تنطق بالعربية، وبلاد لا تنطق بها.
يقول ابن حزم:" مات رسول الله ﷺ والإسلام قد انتشر في جميع جزيرة العرب، وفي هذه الجزيرة من القرى والمدن ما لا يعرف عدده إلا الله،
_________
١ أخرجه البخاري في كتاب المغازي باب "غزوة خيبر" ٥/٨٠.
1 / 4
كلهم قد أسلموا وبنوا المساجد، ليس فيها مدينة أو قرية، ولا حلة للأعراب إلا قرئ فيها القرآن في الصلوات وعلمه الصبيان والرجال والنساء٠ثم مات أبو بكر وولي عمر ففتحت بلاد الفرس، وفتحت الشام والجزيرة ومصر، ولم يبق من هذه البلاد مدينة إلا وقد بنيت فيها المساجد، ونسخت المصاحف، وقرأ الأئمة القرآن، وتعلمه الصبيان في المكاتب شرقًا وغربًا"١. ٦.
وإذا كان بعض العلماء يعد عام (٤٥٩هـ) حدًا فاصلًا بين عهدين في تاريخ المؤسسات التعليمية الإسلامية، ففي هذا العام أنشئت المدرسة النظامية في بغداد، مؤذنة ببداية عهد تعليمي جديد، انتقلت فيه أماكن التعليم من الكتاتيب والقصور والمساجد، ودور الحكمة، وحوانيت الورّاقين ومنازل العلماء، إلى المدارس المنظمة، فإن هذا لا يقلل من دور المسجد بوصفه أول مؤسسة انطلق منها شعاع العلم والتعليم في الإسلام على كافة البشر، حيث كان يلتقي فيه الطلاب بالعلماء: يناقشون، ويتحاورون فيما يعنّ لهم من مشكلات ومسائل فقهية، أو علمية بحتة، حتى قيل بحق: إن آلاف أعمدة المساجد التي كانت منتشرة في الإسلام كانت محاطة بآلاف من العلماء المسلمين، وعشرات الآلاف من المتعلمين٢.
ومنذ العهد الأول - عهد مدارس المساجد - انتشرت مدارس القرآن والقراءات في جميع الأقطار الإسلامية وصار التنافس العلمي الشريف دافعًا لطلاب تلك المدارس إلى التفوق والإبداع العلمي في مجال علم القراءات.
_________
١ انظر: الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم ص ٦٦.
٢ انظر: الدور التربوي للمسجد د. فرغلي جاد ص ١٤٣ من مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة الكويت – العدد السادس ١٤٠٦ هـ ربيع أول.
1 / 5
وفيما يلي ذكر لأهم أولئك العلماء الأفذاذ مع تراجم مختصرة لهم، تبين مدى ما قاموا به من جهد في خدمة الكتاب العزيز.
أحمد بن فرح (ت ٣٠٣هـ) ابن جبريل أبو جعفر البغدادي الضرير المقرئ المفسّر، قرأ على الدوري والبزي، وحدّث عن علي بن المديني، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي الربيع الزهراني، وطائفة. تصدر للإفادة زمانًا، وبَعُدَ صيته، واشتهر اسمه لسعة علمه وعلو سنده، قرأ عليه زيد بن علي بن أبي بلال، وعبد الله بن محرز، وعلي بن سعيد القزاز، وأبو بكر النقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وأحمد بن عبد الرحمن الولي، والحسن بن سعيد المطوعي، وآخرون. وحدث عنه أحمد بن جعفر الختّلي، وابن سمعان الرزاز. سكن الكوفة مدة، وحمل أهلها عنه علمًا جمًا، وكان ثقة مأمونًا، توفي في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاث مائة، وقد قارب التسعين١. _________ ١ انظر: معرفة القراء الكبار للذهبي ١/٢٣٨، وغاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ١/٩٥/٩٦، وطبقات المفسرين: ١/٦٣ وشذرات الذهب ٢/٢٤١.
أبو بكر بن سيف (ت ٣٠٧هـ) هو عبد الله بن مالك بن عبد الله بن سيف الدين أبو بكر التجيبي، المقرئ، المصري، شيخ الإقليم في القراءات في زمانه، قرا القرآن على أبي
أحمد بن فرح (ت ٣٠٣هـ) ابن جبريل أبو جعفر البغدادي الضرير المقرئ المفسّر، قرأ على الدوري والبزي، وحدّث عن علي بن المديني، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي الربيع الزهراني، وطائفة. تصدر للإفادة زمانًا، وبَعُدَ صيته، واشتهر اسمه لسعة علمه وعلو سنده، قرأ عليه زيد بن علي بن أبي بلال، وعبد الله بن محرز، وعلي بن سعيد القزاز، وأبو بكر النقاش، وعبد الواحد بن أبي هاشم، وأحمد بن عبد الرحمن الولي، والحسن بن سعيد المطوعي، وآخرون. وحدث عنه أحمد بن جعفر الختّلي، وابن سمعان الرزاز. سكن الكوفة مدة، وحمل أهلها عنه علمًا جمًا، وكان ثقة مأمونًا، توفي في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاث مائة، وقد قارب التسعين١. _________ ١ انظر: معرفة القراء الكبار للذهبي ١/٢٣٨، وغاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ١/٩٥/٩٦، وطبقات المفسرين: ١/٦٣ وشذرات الذهب ٢/٢٤١.
أبو بكر بن سيف (ت ٣٠٧هـ) هو عبد الله بن مالك بن عبد الله بن سيف الدين أبو بكر التجيبي، المقرئ، المصري، شيخ الإقليم في القراءات في زمانه، قرا القرآن على أبي
1 / 6
يعقوب الأزرق عرضًا وسماعًا وعمّر دهرًا طويلًا، وحدث عن محمد بن رمح صاحب الليث بن سعد وغيره.
قرأ عليه إبراهيم بن محمد بن مروان، ومحمد بن عبد الرحمن الظهراوي، وأبو بكر بن محمد بن عبد الله القاسم الخرقي، شيخ أبي علي الأهوازي، وأبو عدي عبد العزيز ابن علي بن محمد بن إسحاق بن الإمام، وغيرهم.
وقد غلط فيه أبو الطيب بن غلبون فسماه محمدًا وتبعه على ذلك ابنه أبو الحسن ومن تبعهما.
وكان شيخ الديار المصرية في زمانه، وانتهت إليه الإمامة في قراءة ورش.
مات يوم الجمعة سنة سبع وثلاثمائة بمصر١.
_________
١ انظر: طبقات القراء للذهبي /٢٣١-٢٣٢، وغاية النهاية ١/٤٤٥، وشذرات الذهب ٢/٢٥١.
أبو بكر بن مجاهد (ت ٣٢٤هـ) هو أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي شيخ القراء في وقته، أبو بكر البغدادي العطشي، المقرئ الأستاذ مصنف كتاب "القراءات السبعة" ولد سنة خمس وأربعين ومائتين بسوق العطش من بغداد، وسمع الحديث من سعدان بن نصر، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن عبد الله المنحرمي وخلق، وقرأ القرآن على أبي الزعراء بن عبدوس وقنبل المكي، وسمع القراءات من طائفة كبيرة، مذكورين في صدر كتابه، وتصدر للإقراء وازدحم عليه أهل الأداء، ورحل إليه من الأمصار وبَعُدَ صيته، وأول من سبع السبعة.
أبو بكر بن مجاهد (ت ٣٢٤هـ) هو أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي شيخ القراء في وقته، أبو بكر البغدادي العطشي، المقرئ الأستاذ مصنف كتاب "القراءات السبعة" ولد سنة خمس وأربعين ومائتين بسوق العطش من بغداد، وسمع الحديث من سعدان بن نصر، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن عبد الله المنحرمي وخلق، وقرأ القرآن على أبي الزعراء بن عبدوس وقنبل المكي، وسمع القراءات من طائفة كبيرة، مذكورين في صدر كتابه، وتصدر للإقراء وازدحم عليه أهل الأداء، ورحل إليه من الأمصار وبَعُدَ صيته، وأول من سبع السبعة.
1 / 7
قرأ عليه أبو طاهر عبد الواحد بن أبي هاشم، وصالح بن إدريس، وأبو عيسى بكر بن أحمد، وأبو بكر الشذائي، وأبو الفرج الشنبوذي، وأبو الحسين عبيد الله بن البواب، وعبد الله بن الحسين السامري، وأحمد بن محمد العجلى، وأبو علي بن حبش الدينوري، وأبو الفتح بن بدهن، وطلحة بن محمد بن جعفر، ومنصور بن محمد بن منصور القزاز وغيرهم.
قال أبو عمرو الداني: فاق ابن مجاهد في عصره، سائر نظائره من أهل صناعته، مع اتساع علمه، وبراعة فهمه، وصدق لهجته، وظهور نسكه، تصدر للإقراء في حياة محمد بن يحيى الكسائي الصغير.
توفي في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاث مائة. ١
_________
١ كتاب السبعة لابن مجاهد، مقدمة شوقي ضيف، والكامل في التاريخ لابن الأثير ٧/١٢٦ ومعرفة القراء ١/٢٦٩-٢٧١ والبداية والنهاية لابن كثير ١١/١٩٧، وغاية النهاية ١/١٣٩-١٤٢.
المطوعي (ت ٣٧١هـ) هو الشيخ الإمام، شيخ القراء، مسند العصر أبو العباس، الحسن بن سعيد بن جعفر العباداني المطوعي، ولد في حدود سنة سبعين ومائتين، وكان أحد من عني بهذا الفن وتبحر فيه، ولقي الكبار، وأكثر الرحلة في الأقطار، وكان أبوه واعظًا محدّثًا وكان سببًا في إعانته على الرحلة. قرأ على إدريس بن عبد الكريم الحداد، ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، والحسين ابن علي الأزرق الجمال، ومحمد بن القاسم الإسكندراني. وأحمد بن فرح المفسر، وإسحاق ابن أحمد الخزاعي، وسمع
المطوعي (ت ٣٧١هـ) هو الشيخ الإمام، شيخ القراء، مسند العصر أبو العباس، الحسن بن سعيد بن جعفر العباداني المطوعي، ولد في حدود سنة سبعين ومائتين، وكان أحد من عني بهذا الفن وتبحر فيه، ولقي الكبار، وأكثر الرحلة في الأقطار، وكان أبوه واعظًا محدّثًا وكان سببًا في إعانته على الرحلة. قرأ على إدريس بن عبد الكريم الحداد، ومحمد بن عبد الرحيم الأصبهاني، والحسين ابن علي الأزرق الجمال، ومحمد بن القاسم الإسكندراني. وأحمد بن فرح المفسر، وإسحاق ابن أحمد الخزاعي، وسمع
1 / 8
الحديث من الحسن بن المثنى وإدريس بن عبد الكريم، وجعفر الفريابي، وطائفة.
وجمع، وصنف كتاب (اللامات وتفسيرها)، وعمر دهرًا طويلًا، وانتهى إليه علو الإسناد في القراءات.
قرأ عليه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي، وأبو الحسين علي بن محمد الخبازي، ومحمد بن الحسين الكارزيني، وغيرهم.
توفي سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة، وقد جاوز المائة. ١
_________
١ انظر: معرفة القراء ١/٣١٧-٣١٩، وسير أعلام النبلاء ١٦/٢٦٠، وغاية النهاية ١/٢١٣-٢١٥.
علي بن محمد بن إسماعيل (ت ٣٧٧هـ) هو الإمام علي بن محمد بن إسماعيل بن بشر الأنطاكي، الإمام أبو الحسن التميمي، نزيل الأندلس ومقرئها، ومسندها. قال الداني: أخذ القراءة عرضًا وسماعًا عن إبراهيم بن عبد الرزاق، ومحمد بن الأخرم، وأحمد بن يعقوب التائب، وأحمد بن محمد بن خشيش، ومحمد بن جعفر بن بيان، وصنف قراءة ورش. ٢ قرأ عليه أبو الفرج الهيثم الصباغ، وإبراهيم بن مبشر المقرئ، وطائفة من قراء الأندلس، وسمع منه عبد الله بن أحمد بن معاذ الداراني. ٣ قال أبو الوليد بن الفرضي: "أدخل الأندلس علمًا جمًا، وكان بصيرًا بالعربية والحساب، وله حظ من الفقه، قرأ الناس عليه، وسمعت أنا منه وكان _________ ٢ انظر: معرفة القراء ١/٣٤٤. ٣ انظر: تاريخ علماء الأندلس لوليد الفرضي ص ٣١٦، وغاية النهاية ١/٥٦٤-٥٦٥.
علي بن محمد بن إسماعيل (ت ٣٧٧هـ) هو الإمام علي بن محمد بن إسماعيل بن بشر الأنطاكي، الإمام أبو الحسن التميمي، نزيل الأندلس ومقرئها، ومسندها. قال الداني: أخذ القراءة عرضًا وسماعًا عن إبراهيم بن عبد الرزاق، ومحمد بن الأخرم، وأحمد بن يعقوب التائب، وأحمد بن محمد بن خشيش، ومحمد بن جعفر بن بيان، وصنف قراءة ورش. ٢ قرأ عليه أبو الفرج الهيثم الصباغ، وإبراهيم بن مبشر المقرئ، وطائفة من قراء الأندلس، وسمع منه عبد الله بن أحمد بن معاذ الداراني. ٣ قال أبو الوليد بن الفرضي: "أدخل الأندلس علمًا جمًا، وكان بصيرًا بالعربية والحساب، وله حظ من الفقه، قرأ الناس عليه، وسمعت أنا منه وكان _________ ٢ انظر: معرفة القراء ١/٣٤٤. ٣ انظر: تاريخ علماء الأندلس لوليد الفرضي ص ٣١٦، وغاية النهاية ١/٥٦٤-٥٦٥.
1 / 9
رأسًا في القراءات لا يتقدمه أحد في معرفتها في وقته، وكان مولده بأنطاكية، سنة تسع وتسعين مائتين، ومات بقرطبة في ربيع الأول سنة سبع وسبعين وثلاث مائة". ١
والغازي بن قيس عن نافع، وكذلك روى عن هشام وابن ذكوان، وروى عنه الحروف أصبغ بن مالك الزاهد، وأحمد بن خالد، ومحمد بن أحمد بن يحيى الاشبيلي وغيرهم. وكان زاهدًا عالمًا كبيرًا صالحًا انتفع به أهل الأندلس مات في ذي الحجة سنة ست وثمانين وقيل في المحرم سنة سبع وثمانين ومائتين. ٢
_________
١ انظر: تاريخ علماء الأندلس ص ٣١٦.
٢ انظر: المراجع السابقة هامش ١٢-١٤.
علي بن داود القطان (ت ٤٠٢هـ) هو علي بن داود أبو الحسن الداراني القطان، إمام جامع دمشق ومقرئها. قرأ القرآن بالروايات على طائفة، منهم: أبو الحسن بن الأخرم، وأحمد بن عثمان ابن السباك، وسمع من خيثمة الأطرابلسي، وأبي علي الحصائري، وجماعة. قرأ عليه رشأ بن نظيف، وعلي بن الحسن الربعي، وأحمد بن محمد الأصبهاني، وأبو علي الأهوازي، وتاج الأئمة أحمد بن علي المصري، وعبد الرحمن بن أحمد، شيخ الهذلي، وحدث عنه رشأ وغيره.
علي بن داود القطان (ت ٤٠٢هـ) هو علي بن داود أبو الحسن الداراني القطان، إمام جامع دمشق ومقرئها. قرأ القرآن بالروايات على طائفة، منهم: أبو الحسن بن الأخرم، وأحمد بن عثمان ابن السباك، وسمع من خيثمة الأطرابلسي، وأبي علي الحصائري، وجماعة. قرأ عليه رشأ بن نظيف، وعلي بن الحسن الربعي، وأحمد بن محمد الأصبهاني، وأبو علي الأهوازي، وتاج الأئمة أحمد بن علي المصري، وعبد الرحمن بن أحمد، شيخ الهذلي، وحدث عنه رشأ وغيره.
1 / 10
قال عبد المنعم بن النحوي: خرج القاضي أبو محمد العلوي وجماعة من الشيوخ إلى "داريا"١ إلى ابن داود، فأخذوه بجامع دمشق في سنة ثمان وثمانين وثلاث مائة، وجاؤوا به بعد أن منعهم أهل داريا، وتنافسوا، حتى قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي نصر: يا أهل "داريا" ألا ترضون أن يسمع في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام، فقالوا: قد رضينا، فقدمت له بغلة القاضي فأبى، وركب حماره، ودخل معهم، فسكن في المنارة الشرقية، وكان يقرئ بشرقي الرواق الأوسط، ولا يأخذ على الإمامة رزقًا، ولا يقبل ممن يقرأ عليه برًا، ويقتات من غلة أرض له "بداريا" ويحمل ما يكفيه من الحنطة، ويخرج بنفسه إلى الطاحون فيطحنه، ثم يعجنه ويخبزه.
قال الكتاني: كان ثقة، انتهت إليه الرئاسة في قراءة الشاميين، توفي ﵀ سنة اثنتين وأربع مائة. ٢
_________
١ داريّا: قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة، انظر معجم البلدان ٢/٤٣١.
٢ انظر: معرفة القراء ١/٣٦٦-٣٦٧، وغاية النهاية ١/٥٤١-٥٤٢ وشذرات الذهب ٣/١٦٣.
مكي بن أبي طالب (ت ٤٣٧هـ) مكي بن أبي طالب، واسم أبي طالب "حموش" بن محمد بن مختار الإمام أبو محمد القيسي المغربي، القيرواني، ثم الأندلسي القرطبي، العلامة المقرئ. ولد سنة خمس وخمسين وثلاث مائة بالقيروان، وحج وسمع بمكة من أحمد بن فراس، وأبي القاسم عبيد الله السقطي.
مكي بن أبي طالب (ت ٤٣٧هـ) مكي بن أبي طالب، واسم أبي طالب "حموش" بن محمد بن مختار الإمام أبو محمد القيسي المغربي، القيرواني، ثم الأندلسي القرطبي، العلامة المقرئ. ولد سنة خمس وخمسين وثلاث مائة بالقيروان، وحج وسمع بمكة من أحمد بن فراس، وأبي القاسم عبيد الله السقطي.
1 / 11
"قال صاحبه أبو عمر المهدي قرأ القراءات على أبي الطيب بن غلبون، وابنه طاهر، وأبي عبد العزيز، وسمع من محمد بن علي الأذفوي.
كان ﵀ من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية، حسن الفهم والخلق، جيد الدين والعقل، كثير التأليف في علوم القرآن، محسنًا مجودًا، عالمًا بمعاني القراءات، سافر إلى مصر، وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وتردد إلى المؤدبين بالحساب، وأكمل القرآن، ورجع إلى القيروان، ثم رحل فقرأ القراءات على ابن غلبون، سنة ست وسبعين، ثم حج سنة سبع وثمانين، وجاور ثلاثة أعوام، ودخل الأندلس سنة ثلاث وتسعين، وجلس للإقراء بجامع قرطبة، وعظم اسمه، وجل قدره".١
قرأ عليه جماعة كثيرة منهم: محمد بن أحمد بن مطرف الكناني القرطبي، وعبد الله بن سهل، ومحمد بن عيسى المغامي، وحاتم بن محمد، وأبو الأصبغ بن سهل، وأبو محمد بن عتاب. وغيرهم. وله تآليف مشهورة. ٢
توفي ﵀ في ثاني محرم سنة سبع وثلاثين وأربع مائة. ٣
_________
١ انظر: معرفة القراء ١/٣٩٥.
٢ منها: التبصرة في القراءات السبع، والكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها، وغيرها من الكتب.
٣ انظر: معرفة القراء ١/٣٩٥ – ١٩٦، وغاية النهاية ٢/٣٠٩-٣١٠.
أبو عمرو الداني (ت ٤٤٤هـ) هو العلامة عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي، مولاهم القرطبي الإمام المعلم، المعروف في زمانه بابن الصيرفي، وفي زمان الذهبي، بأبي عمرو الداني، لنزوله بدانية.
أبو عمرو الداني (ت ٤٤٤هـ) هو العلامة عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الأموي، مولاهم القرطبي الإمام المعلم، المعروف في زمانه بابن الصيرفي، وفي زمان الذهبي، بأبي عمرو الداني، لنزوله بدانية.
1 / 12
ولد سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة، قال: الداني - وابتدأت بطلب العلم في سنة ست وثمانين وثلاث مائة، ورحلت إلى المشرق سنة سبع وتسعين، فمكثت بالقيروان أربعة أشهر أكتب، ثم دخلت مصر فمكثت بها سنة، وحججت، ثم دخلت الأندلس في ذي القعدة سنة تسع وتسعين. وخرجت إلى الثغر سنة ثلاث وأربع مائة، فسكنت سرقسطة سبعة أعوام، ثم رجعت إلى قرطبة، قال: وقدمت دانية سنة سبع عشرة. فاستوطنها حتى مات.
أخذ القراءات عرضًا عن خلف بن إبراهيم بن خاقان، وأبي الحسن طاهر بن غلبون، وأبي الفتح فارس بن أحمد، وعبيد الله بن سلمة بن حزم وغيرهم.
قرأ عليه أبو إسحاق إبراهيم بن علي الفيسولي، وولده أحمد بن عثمان، والحسن ابن علي بن مبشر، وخلف بن إبراهيم الطليطلي، وأبو داود سليمان بن نجاح وغيرهم. ١
_________
١ انظر: معرفة القراء ١/٤٠٦ – ٤٠٩، وغاية النهاية ١/٥٠٣-٥٠٥.
أبو معشر الطبري (ت ٤٧٨ هـ) هو عبد الكريم ابن عبد الصمد بن محمد بن علي الطبري، المقرئ، القطان، مقرئ أهل مكة، قال الذهبي: "قرأ القراءات على أبي القاسم الزيدي بحران، وأبي عبد الله الكارزيني، وابن نفيس، وإسماعيل بن راشد الحداد، والحسين بن محمد الأصبهاني، وخلق".٢ _________ ٢ انظر: معرفة القراء ١/٤٣٥ – ٤٣٦، وغاية النهاية ١/٤٠١، وطبقات المفسرين ١/٣٣٨-٣٣٩.
أبو معشر الطبري (ت ٤٧٨ هـ) هو عبد الكريم ابن عبد الصمد بن محمد بن علي الطبري، المقرئ، القطان، مقرئ أهل مكة، قال الذهبي: "قرأ القراءات على أبي القاسم الزيدي بحران، وأبي عبد الله الكارزيني، وابن نفيس، وإسماعيل بن راشد الحداد، والحسين بن محمد الأصبهاني، وخلق".٢ _________ ٢ انظر: معرفة القراء ١/٤٣٥ – ٤٣٦، وغاية النهاية ١/٤٠١، وطبقات المفسرين ١/٣٣٨-٣٣٩.
1 / 13
وممن قرأ عليه الحسن بن خلف بن بليمة، صاحب تلخيص العبارات، وإبراهيم بن عبد الملك القزويني، وعبد الله بن منصور بن أحمد البغدادي، وعبد الله بن عمر بن العرجاء، ومحمد بن إبراهيم بن نعيم الخلف وغيرهم.
ألف كتاب التلخيص في القراءات الثمان، وكتاب سوق العروس فيه ألف وخمسمائة رواية وطريق، وكتاب الدرر في التفسير، وكتاب الرشاد في شرح القراءات الشاذة، وكتاب عنوان المسائل وكتاب طبقات القراء، وكتاب الجامع في القراءات العشر. ١
توفي ﵀ بمكة سنة ثمان وسبعين وأربعمائة. ٢
_________
١ حقق هذا الكتاب في رسالة علمية لدرجة الدكتوراه في الجامعة الإسلامية بتحقيق د/محمد سيدي الأمين.
٢ المراجع السابقة في هامش ٢٢.
عبد القاهر بن عبد السلام المكي (ت ٤٩٣ هـ) هو عبد القاهر بن عبد السلام بن علي العباسي، الشريف أبو الفضل المكي، النقيب المقرئ قال الذهبي: "ولد سنة خمس وعشرين وقرأ بالروايات الكثيرة على أبي عبد الله محمد بن الحسين بن آذر الكارزيني، وطال عمره، وكان من آخر من مات من أصحاب الكارزيني، وكان نقيب بني هاشم بمكة". ٣ قال السمعاني: كان فقيه الهاشميين. وقال أبو الفضل محمد بن محمد بن عطاف: ﵀ على هذا الشريف، فلقد كان على أحسن طريقة سلكها الأشراف من دين مكين، _________ ٣ انظر: معرفة القراء ١/٤٤٧، وتاريخ الإسلام للذهبي (وفيات ٤٩٣) وغاية النهاية ١/٣٩٩.
عبد القاهر بن عبد السلام المكي (ت ٤٩٣ هـ) هو عبد القاهر بن عبد السلام بن علي العباسي، الشريف أبو الفضل المكي، النقيب المقرئ قال الذهبي: "ولد سنة خمس وعشرين وقرأ بالروايات الكثيرة على أبي عبد الله محمد بن الحسين بن آذر الكارزيني، وطال عمره، وكان من آخر من مات من أصحاب الكارزيني، وكان نقيب بني هاشم بمكة". ٣ قال السمعاني: كان فقيه الهاشميين. وقال أبو الفضل محمد بن محمد بن عطاف: ﵀ على هذا الشريف، فلقد كان على أحسن طريقة سلكها الأشراف من دين مكين، _________ ٣ انظر: معرفة القراء ١/٤٤٧، وتاريخ الإسلام للذهبي (وفيات ٤٩٣) وغاية النهاية ١/٣٩٩.
1 / 14
وعقل رزين، قدم من مكة وسكن المدرسة النظامية، فأقرأ بها القرآن عن جماعة، وحدث. قرأ عليه دعوان بن علي وأبو محمد عبد الله بن علي سبط الخياط، وأبو الكرم الشهرزوري، وآخرون.
توفي يوم الجمعة من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة من الهجرة. ١
_________
١ المرجع السابق.
الحسن بن عبد الله (ت ٥٤٧ هـ) هو الحسن بن عبد الله بن عمر بن العرجاء أبو علي وقيل لأبيه (ابن العرجاء) لأن أمه كانت فقيهة عرجاء، عابدة، تقعد في المسجد الحرام في صف بعد صف ابنها. قال الذهبي: "قرأ بمكة على والده، وعلى أبي معشر الطبري، وطال عمره، وقصده القراء لعلو سنده، قرأ عليه محمد بن أحمد بن معط الأوريولي، وأبو الحسن بن كوثر المحاربي، وأبو القاسم محمد بن وضاح (خطيب شقر) وآخرون. وكان أبوه قد أدرك عند مجيئه من الغرب الشيخ أبا العباس بن نفيس، وأخذ عنه وعن عبد الباقي بن فارس. بقي إلى حدود سنة خمس مائة بمكة، وبقي أبو علي هذا إلى حدود سبع وأربعين وخمس مائة".٢ _________ ٢ انظر: معرفة القراء ١/٤٨٧، وغاية النهاية ١/٢١٧.
الحسن بن عبد الله (ت ٥٤٧ هـ) هو الحسن بن عبد الله بن عمر بن العرجاء أبو علي وقيل لأبيه (ابن العرجاء) لأن أمه كانت فقيهة عرجاء، عابدة، تقعد في المسجد الحرام في صف بعد صف ابنها. قال الذهبي: "قرأ بمكة على والده، وعلى أبي معشر الطبري، وطال عمره، وقصده القراء لعلو سنده، قرأ عليه محمد بن أحمد بن معط الأوريولي، وأبو الحسن بن كوثر المحاربي، وأبو القاسم محمد بن وضاح (خطيب شقر) وآخرون. وكان أبوه قد أدرك عند مجيئه من الغرب الشيخ أبا العباس بن نفيس، وأخذ عنه وعن عبد الباقي بن فارس. بقي إلى حدود سنة خمس مائة بمكة، وبقي أبو علي هذا إلى حدود سبع وأربعين وخمس مائة".٢ _________ ٢ انظر: معرفة القراء ١/٤٨٧، وغاية النهاية ١/٢١٧.
1 / 15
الشريف الخطيب (ت ٥٦٣ هـ)
هو ناصر بن الحسن بن إسماعيل الشريف، أبو الفتوح الزيدي الخطيب، مقرئ الديار المصرية.
قرأ بالروايات، على أبي الحسن علي بن أحمد الأبهري ومحمد بن عبد الله بن مسبح الفضي، وأبي الحسين يحيى بن الفرج الخشاب، وسمع من أبي الحسن محمد بن عبد الله بن أبي داود الفارسي، ثم المصري صاحب ابن نظيف، ومن ابن القطاع اللغوي، وغيرهم.
انتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية، وكان من جلة العلماء في زمانه.
قرأ عليه بالروايات أبو الجود غياث بن فارس، وعبد الصمد بن سلطان بن قراقيش، وعبد السلام بن عبد الناصر بن عديسة، وأبو الجيوش عساكر بن علي، وآخرون.
وآخر من روى عنه سماعًا القاضي أبو الكرم أسعد بن قادوس. توفي ﵀ يوم عيد الفطر ثلاث وستين وخمس مائة. ١
_________
١ انظر: معرفة القراء ٢/٥٢٥ – ٥٢٦، وغاية النهاية ٢/٣٢٩-٣٣٠، وحسن المحاضرة ١/٤٩٥.
الشاطبي (ت ٥٩٠ هـ) هو القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الشاطبي الرعيني، الضرير، العلامة، أحد الأعلام الكبار والمشتهرين في الأقطار، ولد في آخر سنة ثمان وثلاثين، وخمسمائة بشاطبة من الأندلس.
الشاطبي (ت ٥٩٠ هـ) هو القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الشاطبي الرعيني، الضرير، العلامة، أحد الأعلام الكبار والمشتهرين في الأقطار، ولد في آخر سنة ثمان وثلاثين، وخمسمائة بشاطبة من الأندلس.
1 / 16
قرأ ببلده القراءات وأتقنها على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النفزي، ثم رحل إلى بلنسية بالقرب من بلده، فعرض بها التيسير من حفظه والقراءات على ابن هذيل، وسمع منه الحديث.
ثم رحل للحج فسمع من أبي طاهر السلفي بالإسكندرية وغيره. ولما دخل مصر أكرمه القاضي الفاضل البيساني وعرف مقداره، وأنزله بمدرسته التي بناها بدرب الملوخية داخل القاهرة، وجعله شيخًا لها وعظمه تعظيمًا كثيرًا، ونظم قصيدته اللامية الرائية بها - أي بمصر - وجلس للإقراء، فقصده الخلائق من الأقطار، وكان إمامًا كبيرًا أعجوبة في الذكاء كثير الفنون، آية من آيات الله تعالى، غاية في القراءات حافظًا للحديث بصيرًا بالعربية، إمامًا في اللغة رأسًا في الأدب مع الزهد والعبادة.
عرض عليه القراءات أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد السخاوي، وهو أجل أصحابه، وأبو عبد الله محمد بن عمر القرطبي، والكمال علي بن شجاع الضرير – صهره - والزين محمد بن عمر الكردي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن سعيد الشافعي، وعيسى بن يوسف بن إسماعيل المقدسي، وعلي بن موسى التجيبي، وعبد الرحمن بن إسماعيل التونسي وغيرهم.
وقد بارك الله في تصنيفه وأصحابه، توفي ﵀ في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة تسعين وخمسمائة بالقاهرة، ودفن بالقرافة بمقبرة القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني. ١
_________
١ انظر: معرفة القراء ٢/٥٧٣-٥٧٥، وسير أعلام النبلاء ٢١/٢٦١-٢٦٤ن وغاية النهاية ٢/٢٠-٢٣.
1 / 17
علم الدين السخاوي (ت ٦٤٣ هـ)
الإمام علي بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الأحد، أبو الحسن الهمداني السخاوي، المقرئ المفسر النحوي، شيخ القراء بدمشق في زمانه.
ولد سنة ثمان أو تسع وخمسين وخمس مائة، وقدم من سخا١، فسمع من السلفي، وأبو الطاهر بن عوف، وبمصر من أبي الجيوش عساكر بن علي، وهبة الله البوصيري، وغيرهم.
وأخذ القراءات عن أبي القاسم الشاطبي، وأبي الجود اللخمين وأبي اليمن الكندي وأقرأ الناس نيفًا وأربعين سنة، فقرأ عليه خلق كثير بالروايات، منهم: شهاب الدين أبو شامة، وشمس الدين أبو الفتح، وهو الذي تصدر للإقراء بعده بالتربة الصالحية، وزين الدين عبد السلام الزواوي، ورشيد الدين أبو بكر بن أبي الدر، وتقي الدين يعقوب الجرائدي، وجمال الدين إبراهيم الفاضلين وشمس الدين محمد الدمياطي وغيرهم.
وكان إمامًا ومقرئًا محققًا، ونحويًا علامة مع بصره بمذهب الشافعي ﵁، ومعرفته بالأصول، وإتقانه للغة، وبراعته في التفسير، وإحكامه لضروب الأدب، وفصاحته بالشعر، وطول باعه في النثر مع الدين والمروءة والتواضع، وحسن الأخلاق وظهور الجلالة، وكثرة التصانيف، منها: فتح الوصيد في شرح الشاطبية وكتاب جمال القراء وكمال الإقراء وغيرها من الكتب. ٢
_________
١ سخا: بلدة مصرية تابعة لمحافظة كفر الشيخ.
٢ انظر: معرفة القراء١/٦٣١-٦٣٥، وغاية النهاية ١/٥٦٨-٥٧١، وطبقات المفسرين ١/٤٢٩-٤٣٢.
1 / 18
عبد الصمد بن أبي الجيش (ت ٦٧٦ هـ)
هو عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي الجيش، الأستاذ الكبير مجد الدين أبو أحمد البغدادي المقرئ، الحنبلي، شيخ الإقراء ببغداد.
قرأ القراءات على الفخر الموصلي، وجماعة كثيرة بعدة كتب، فأقدمهم وأعلاهم إسنادًا الشيخ عبد العزيز بن أحمد الناقد، قرأ عليه بالروايات العشرة، عن قراءاته على أبي الكرم الشهرزوري.
وقرأ على ابن الدبيثي، وعبد العزيز بن دلف، ومحمد بن أبي القاسم بن سالم، ومحمد بن محمود الأزجي، وعلي بن خطاب الموفق الضرير، وإبراهيم ابن الخير.
وأحكم القراءات، واعتنى بهذا الشأن، وسمع كثيرًا من كتب القراءات. وسمع من عبد العزيز بن الناقد، وأحمد بن صرما، والفتح بن عبد السلام، وأجاز له أبو الفرج بن الجوزي.
قرأ عليه الشيخ إبراهيم الرقي الزاهد، والتقي أبو بكر الجزري المقصاتي، وأبو عبد الله محمد بن علي بن الوراق بن خروف الموصلي، وأبو العباس أحمد الموصلي، وجماعة.
وكان إمامًا محققًا بصيرًا بالقراءات، وعللها وغريبها، صالحًا ورعًا زاهدًا كبير القدر، بعيد الصيت، توفي في ربيع الأول سنة ست وسبعين وست مائة. ١
_________
١ انظر: معرفة القراء ٢/٦٦٥-٦٦٧، وغاية النهاية ١/٣٨٧-٣٨٨، وشذرات الذهب ٥/٣٥٣.
1 / 19
أبو جعفر بن الزبير (ت ٧٠٨هـ)
هو العلامة أحمد بن إبراهيم بن الزبير بن محمد بن إبراهيم بن الزبير، الإمام الأستاذ الحافظ أبو جعفر الثقفي العاصمي الغرناطي.
أحد نحاة الأندلس ومحدثيها، ولد أواخر سنة سبع وعشرين وستمائة.
قرأ على أبي الوليد إسماعيل بن يحيى بن أبي الوليد العطار سنة ثمان وأربعين وستمائة، وعلى أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن يحيى الشاوي، وأبي بكر محمد بن أحمد العاصمي، وأحمد بن عمر المضرس، وأجازه الكمال الضرير، وسمع التيسير من محمد بن عبد الرحمن بن جوبر عن ابن أبي جمرة عن أبيه عن الداني بالإجازة، وهذا سند في غاية الحسن والعلو.
وقد قرأ عليه خلق لا يحصون منهم: الوزير أبو القاسم محمد بن محمد بن سهل الأسدي الغرناطي، ومحمد بن علي بن أحمد بن مثبت شيخ القدس، والأستاذ أبو حيان النحوي، وأحمد بن عبد الولي العواد، وأبو الحسن علي بن سليمان الأنصاري وموسى بن محمد بن موسى بن جرادة، والإمام عبد الواحد بن محمد البلقيني، والخطيب محمد بن يوسف البلقيني اللوشي، وهو آخر من روى عنه في الدنيا سماعًا.
توفي ابن الزبير سنة ثمان وسبعمائة بغرناطة. ١ ٣٣
_________
١ غاية النهاية ١/٣٢، والإحاطة في أخبار غرناطة ١/١٨٨-١٩٣.
تقي الدين الصائغ (ت ٧٢٥هـ) هو الإمام محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن علي بن سالم، أبو عبد الله الصائغ المصري الشافعي، مسند عصره، وشيخ زمانه، وإمام أوانه، ولد سنة
تقي الدين الصائغ (ت ٧٢٥هـ) هو الإمام محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن علي بن سالم، أبو عبد الله الصائغ المصري الشافعي، مسند عصره، وشيخ زمانه، وإمام أوانه، ولد سنة
1 / 20