فأطرق كمال الدين مليا ثم قال: لو كان الأمر لي لقضيت فيه راضيا.
فقلت مبادرا: وهل كنت لأرضى برأيك أنت؟ ألا تسأل «نجوى»؟
فقام كمال الدين ولا يزال في دهشة من المفاجأة، وتركني أدير في نفسي كل ما مر بي.
وعادت إلي صور شتى تساورني حتى أعادت الشكوك إلى نفسي. أأنا في يقظة حقا؟ لم تكن علية إلا خيالا يخادعني به قلبي، ولكن «نجوى»! ألم تكن تحدثني وتناقشني وأراها قطعة من الحياة أمام عيني؟ كانت «نجوى» أمامي فتاة ساذجة ليس حولها بريق ولا زخرف، أحدثها فتدرك، وأحس فتستجيب.
أتكون هي الأخرى من صناعة خيالي؟
وأقبل كمال الدين راجعا يبدو عليه شيء من القلق.
فقلت له مبادرا: لا بأس عليك إذا هي لم ترض بي، إنها عندي ...
ولكنه قاطعني قائلا: معاذ الله يا سيدي أن يخيب ظنك وظني، ولكني أسأل نفسي ألا تكون ...
فأدركت أنه يشفق علي أن أكون قد أخطأت في اختياري. لك الله يا صديقي!
فقلت له: «اجلس إلى جانبي، فإني محدثك حديثا.»
अज्ञात पृष्ठ