(165) وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار (166) يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم
آمالهم بوسائلهم التي كانوا يتوهمونها 165 ( وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة ) لو للتمني والتقدير لو يمكن ان لنا كرة كما تقدمت الإشارة اليه في الآية التسعين. وقيل انها لا تحتاج الى جواب كجواب الشرط. وقال بعضهم هي لو الشرطية أشربت معنى التمني ومعناه انها تحتاج الى الجواب ولكن الغالب حذفه لدلالة سياق الكلام عليه. واحتجوا بقول مهلهل بن ربيعة
فلو نبش المقابر عن كليب
فيخبر بالذنائب أي زير
فجاء بجوابها مقرونا باللام. ولا بأس بهذه الحجة وقولها. وربما يكون بعض ما جيء بجوابها مع اللام في القرآن الكريم هي «لو» التي للتمني ( فنتبرأ منهم ) من المتبوعين بنصب نتبرأ لوقوعها في جواب التمني بعد الفاء ( كما تبرؤا منا ) أي تبريا ينفعنا في العمل والجزاء في دار لا فيها عمل ولا حساب ( كذلك ) أي كما تبرأ بعضهم من بعض. وتقطعت بهم الأسباب وخابت آمالهم ( يريهم الله ) في الآخرة ( أعمالهم ) في الدنيا ( حسرات عليهم ) أي اسباب حسراتهم على أنفسهم فيما فرطوا فيها وأقيم المسبب مقام السبب مبالغة ومن مصاديق ذلك ما في التبيان والبيان. روي عن أبي جعفر «ع» قال الرجل يكسب المال ولا يعمل فيه خيرا فيرثه من يعمل منه عملا صالحا فيرى الأول ما كسبه حسنات في ميزان غيره. ورواه ايضا في تفسير البرهان عن أمالي الشيخ المفيد مسندا عن أحدهما عليه السلام . وعن الكافي نحوه مسندا ايضا عن أبي عبد الله «ع» كما رواه عن العياشي ايضا ( وما هم بخارجين من النار ) وذلك معنى الخلود فيها والعياذ بالله 166 ( يا أيها الناس كلوا ) الأمر هنا للإباحة ( مما في الأرض ) من بعضه مما أحله الله ( حلالا ) في نفسه ( طيبا ) في مأخذه وفي ذلك بلاغ لكم تعيشون به من نعمة الله ورحمته في هناء وسلامة في الآخرة ( ولا تتبعوا خطوات الشيطان ) وتقتفوا أثره في غوايته وطريق ضلاله ووسوسته لكم فإنه لا يوسوس لكم إلا بما يضركم ولا يدعوكم إلا الى ما يوبقكم في الدنيا والآخرة ( إنه لكم عدو مبين ) لعداوته ولو تبصرتم فيما يغوي به الكفار
पृष्ठ 146