Al-Usool Ash-Shar'iyyah 'Inda Hulool Ash-Shubuhat
الأصول الشرعية عند حلول الشبهات
प्रकाशक
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
शैलियों
[المقدمة]
الأصول الشرعية
عند حلول الشبهات
अज्ञात पृष्ठ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد بن عبد الله نبيه ورسوله وصفيه وخليله، أرسله الله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا، مبشرا بالجنة لمن اتقى الله - جل وعلا - وأطاع الرسول، ومنذرا ومخوفا من عذاب الله والنار لمن خالف أمر الله - جل وعلا - وعصى الرسول ﵊.
والله أسأل أن يجعل الجميع ممن من الله عليهم بالبصر النافذ عند حلول الشبهات، وبالعلم النافع، الذي هو للقلوب حياة ومدد.
والله - جل وعلا - جعل الوحي في القرآن ممثلا
1 / 3
بالماء؛ لأن به حياة القلوب، ولأن به صحة النظر والإدراك عند حلول المشتبهات وظهورها (١) .
_________
(١) أصل هذا المؤلف كلمة لمعالي الوزير موجهة إلى طلاب العلم والدعاة والوعاظ والخطباء والمرشدين بالوزارة في الرياض في شعبان ١٤٢٢ هـ.
1 / 4
[تمهيد الإيمان بالقضاء والقدر]
[ما يؤمن به المسلم]
تمهيد الإيمان بالقضاء والقدر يؤمن المسلم:
(١) بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه.
(٢) وبأن القضاء والقدر ماضيان.
ولكن قضاء الله - جل وعلا - وقدره مرتبطان بالعلل الكونية، والعلل الشرعية.
[أسباب الابتلاء وأنواعه]
أسباب الابتلاء، وأنواعه: (١) يصيب الله - جل وعلا - أمة الإسلام بما يصيبها بسبب ذنوبها تارة، وابتلاء واختبارا تارة أخرى.
(٢) يصيب الله - جل وعلا - الأمم غير المسلمة بما يصيبها إما عقوبة لما هي عليه من مخالفة لأمر الله - جل وعلا - وإما لتكون عبرة لمن اعتبر، وإما لتكون ابتلاء للناس، وبعد ذلك الابتلاء فهل يكتب لهم النجاة أو لا؟
1 / 5
قال الله - تعالى -: ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [العنكبوت: ٤٠]
وهذا في العقوبات التي أصيبت بها الأمم، العقوبات الاستئصالية العامة، والعقوبات التي يكون فيها نكاية، أو يكون فيها إصابة لهم.
(٣) تصاب الأمة بأن يبتليها الله ﷿ بالتفرق فرقا، بأن تكون أحزابا وشيعا، لأنها تركت أمر الله - جل وعلا -.
(٤) تصاب الأمة بالابتلاء بسبب بغي بعضهم على بعض، وعدم رجوعهم إلى العلم العظيم الذي أنزله الله - جل وعلا -.
قال الله - تعالى - فيما قصه علينا من خبر الأمم الذين مضوا قبلنا: ﴿وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ [آل عمران: ١٩]
1 / 6
وقال - سبحانه -: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ [البينة: ٤]
عند أهل الكتاب العلم النافع، ولكن تفرقوا بسبب بغي بعضهم على بعض، وعدم رجوعهم إلى هذا العلم العظيم الذي أنزله الله - جل وعلا -، تفرقوا في العمل، وتركوا بعضه.
(٥) يصاب قوم بالابتلاء بسبب وجود زيغ في قلوبهم، فيتبعون المتشابه.
قال الله - جل وعلا - في شأنهم: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ﴾ [آل عمران: ٧]
فليس وجود المتشابه سببا في الزيغ، ولكن الزيغ موجود أولا في النفوس.
فالله - سبحانه - أثبت وجود الزيغ في القلوب أولا، ثم اتباع المتشابه ثانيا، وقد جاءت (الفاء) في قوله - جل وعلا -: ﴿فَيَتَّبِعُونَ﴾ [آل عمران: ٧] لإفادة الترتيب والتعقيب.
1 / 7
ففي النصوص ما يشتبه، لكن من في قلبه زيغ يذهب إلى النص فيستدل به على زيغه، وليس له فيه مستمسك في الحقيقة، لكن وجد الزيغ فذهب يتلمس له.
وهذا هو الذي ابتلي به الناس - أي: الخوارج - في زمن الصحابة، وحصلت في زمن التابعين فتن كثيرة تسبب عنها القتال والملاحم مما هو معلوم.
[فوائد الابتلاء]
فوائد الابتلاء: الأمة الإسلامية والمسلمون يبتلون.
وفائدة هذا الابتلاء معرفة من يرجع فيه من الأمة إلى أمر الله - جل وعلا - معتصما بالله، متجردا، متابعا لهدي السلف ممن لا يرجع، وقد أصابته الفتنة، قلت أو كثرت.
1 / 8
[تحقيق الشهادتين]
[عقيدة الولاء والبراء]
(١) تحقيق الشهادتين من معتقد أهل السنة والجماعة تحقيق الشهادتين (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله) .
بل هذه الشهادة هي أساس العقيدة، وفيها موالاة الله - جل وعلا - ورسوله ﷺ والدين.
وفيها البراء من الكفر والشرك.
وهذا يستلزم عقد الموالاة بين أهل الإيمان.
* * * * *
1 / 9
عقيدة الولاء والبراء عقيدة الولاء والبراء أصل يجب على كل مسلم أن يتمسك به؛ لأنها أساس دينه وأساس الملة، النبي ﷺ كان محققا لها وهو في مكة، وكان محققا لها وهو في المدينة، وكان محققا لها ﵊ في كل أحواله.
وهو ﵊ الأسوة والقدوة الحسنة.
لهذا في قصة الحديبية - كما هو معروف - لما أتى النبي ﷺ مريدا مكة وجاءه المشركون - وهم في ذلك الوقت ضعفاء - وطلبوا منه أن يرجع، وحصل بينه وبينهم عهد غليظ أقره ﵊ حتى إنه كان فيه: «أنه من يأتنا مسلما يرجع إليهم، ومن يأتهم منا فلا يرجع إلى المسلمين»
وهذا استنكره عمر ﵁ وقال: «يا رسول الله: ألسنا على الحق وهم على باطل؟
1 / 10
قال: بلى. قال: فعلام نقبل الدنية في ديننا (١)»
فكان الحق ما أمر به النبي ﷺ وعمل به الصحابة.
وقد قال - جل وعلا - في شأن بعض المسلمين: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ﴾ [الأنفال: ٧٢]
قال ابن كثير ﵀ في تفسيره: يقول - تعالى -: ﴿وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ﴾ [الأنفال: ٧٢] هؤلاء الأعراب الذين لم يهاجروا، في قتال ديني، على عدو لهم فانصروهم فإنه واجب عليكم نصرهم، لأنهم إخوانكم في الدين، إلا أن يستنصروكم على قوم من الكفار ﴿بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ﴾ [الأنفال: ٧٢] أي: مهادنة إلى مدة، فلا تخفروا ذمتكم، ولا تنقضوا أيمانكم مع الذين عاهدتم. وهذا مروي عن ابن عباس
_________
(١) قطعة بالمعنى من حديث طويل أورده " البخاري " في " صحيحه " في (كتاب الشروط - باب الشروط في الجهاد، والمصالحة مع أهل الحرب، وكتابة الشروط) . انظر " فتح الباري " (٥ ٤٠٣ - ٤٠٨) ط دار السلام.
1 / 11
﵁.
والواجب الاستمساك بهذا الأصل. والكمال في الرجوع إلى هدي النبي ﷺ في أحواله كلها، فهو ﵊ وصحابته هم الأساس والقدوة في الولاء والبراء.
وعلى الدعاة أن يترسموا هذا الهدي، ويتمسكوا بهذا الأصل، وليست الشدة والغلظة على الدوام في كل زمان ومكان هي المحققة لمعتقد الولاء والبراء.
وهناك مسائل لا تطرح على العامة في الخطب، أو من خلال الوسائل المختلفة. وإنما يبحثها العلماء فيما بينهم.
قال الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب: " وخضتم في مسائل من هذا الباب - كالكلام في الموالاة والمعاداة والمصالحة والمكاتبات وبذل الأموال والهدايا والحكم بغير ما أنزل الله، عند البوادي ونحوهم من الجفاة - لا يتكلم فيها إلا
1 / 12
العلماء من ذوي الألباب، ومن رزق الفهم عن الله، وأوتي الحكمة وفصل الخطاب " اهـ (١) .
_________
(١) مجموع الرسائل ص ١١.
1 / 13
[حكم إزهاق الأرواح]
حكم إزهاق الأرواح أجمع العلماء ذوو النظر الصحيح في الفقه من جميع الأمصار على أن إزهاق الأنفس بغير حق مخالف للشريعة.
وأن الاعتداء على الأنفس المعصومة - سواء أكانت عصمتها بالإسلام أم كانت عصمتها بالعهد والأمان - مخالف للشريعة الإسلامية، بل هو مخالف لكل الشرائع التي جاءت من عند الله - جل وعلا -.
والعقلاء أيضا متفقون على هذا؛ لهذا حصل ما تعلمون من نفي أن يكون ما حصل في أمريكا من الاعتداء موافقا للشرعية الإسلامية، أو تقره، أو يرضاه أهل الإسلام.
قال الله - تعالى -: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: ٩٠]
1 / 14
والمطلوب من الجميع وجوب النظر في هذا الأصل نظرا بالغا، وقال الله - تعالى -: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: ٨]
* * * * *
1 / 15
[الثقة بوعد الله جل وعلا]
الثقة بوعد الله جل وعلا إننا واثقون بوعد الله - جل وعلا -؛ لأن وعد الله - جل وعلا - لا يرد. وقد قال تعالى -: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا﴾ [الفتح: ٢٨]
فدين الإسلام انتشر في السنوات الأخيرة انتشارا بينا، فوجدت الأعمال الإسلامية، من إنشاء المساجد والدعوة، وتبيين معالم الدين في العالم كله، وصار له صوت كبير وقوي.
وهذه البلاد بخاصة كان لها النصيب الأكبر من حمل الدعوة الإسلامية إلى الغرب وأوربا وأمريكا، وإلى مشارق الأرض ومغاربها.
وهذا بفضل الله ﷿، ثم بفضل توجيهات ولاة أمورنا - وفقهم الله جل وعلا -.
1 / 16
ونشر هذا الدين أصل من الأصول العظيمة، لأنه جهاد دائم ماض، وهو جهاد الحجة والبيان.
* * * * *
1 / 17
[العلماء والدعاة قدوة هذه الأمة]
[الواجب معرفة منهج السلف]
(٢) العلماء والدعاة قدوة هذه الأمة وصف عمر بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - الصحابة وسادات التابعين بما وصفهم به، ومنها قوله: " إنهم على علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا ".
وإن ما جرى لهذه الأمة ابتلاء عظيم وكبير.
فهل ترجع فيه إلى الأصل الأصيل وهو:
كتاب الله - جل وعلا - وسنة رسوله خير، وهدي السلف الصالح، وكلام أهل العلم الراسخين فيه.
أم ألها لا ترجع إلى الأصل الأصيل؟ فيحصل في قلبها زيغ فتتبع المتشابه.
* * * * *
1 / 18
الواجب معرفة منهج السلف
وهو الفقه في الكتاب والسنة الواجب على طلاب العلم أن يتعرفوا على منهج السلف عند حلول تقلبات الدهر.
والله - جل وعلا - يبتلي عباده، ولا بد أن نرجع إلى منهج السلف بعد التعرف عليه، والتفقه في الكتاب والسنة.
وهذا أصل أصيل.
[اليقظة عند الأراجيف والشائعات]
اليقظة اليقظة عند الأراجيف والشائعات: إن هذه التقلبات التي حصلت، والكلام الذي تسمعونه ممن ينتسب إلى الإسلام، من علماء، ودعاة، ومتحمسين، ومتعجلين، ومن أصحاب الإرجاف في القنوات الفضائية المختلفة بحاجة إلى يقظة.
وإنه ليخشى على من أدمن النظر إلى القنوات الفضائية
1 / 19
المختلفة وتابعها أن ينحرف عن المنهج إلا إذا كان قوي الصلة بالقرآن والسنة والسلف الصالح.
* * * * *
1 / 20
[إلقاء الكلام من دون نظر فيه]
إلقاء الكلام من دون نظر فيه وليحذر طلاب العلم والدعاة والوعاظ والمرشدون من إلقاء حجر يسبب فرقة هذه الأمة، وإيغار الصدور في بلاد الإسلام.
وليحذروا من الانسياق وراء القنوات، والإعلام المسموع والمقروء والمرئي.
وعلى دعاة الإسلام أن يوجهوا الناس إلى ما ينفعهم.
* * * * *
1 / 21