300

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

संपादक

ماهر أديب حبوش وآخرون

प्रकाशक

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1440 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

أسطنبول

शैलियों

व्याख्या
﴿لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ﴾ [العلق: ١٥]، ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ﴾ [قريش: ١ - ٢].
هذا كلُّه عند الخليلِ يسمَّى: البدَلَ، وعند الأخفشِ يسمَّى: عطفَ البيان، وعند الكسائيِّ يسمَّى: الإتْباعَ، وعند الفرَّاء يسمَّى: المترجِم (^١).
وقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ﴾ هو جمعُ الذي، وهو اسمٌ موصولٌ لا يَتمُّ إلا بصِلَته (^٢) ولا يُذكر بدونها، وتأنيثُه: التي، وتثنيةُ الذي: اللَّذَان، وتثنيةُ التي: اللَّتان، وجمعُ الذي: الذينَ، وجمعُ التي: اللَّاتي واللَّوَاتي واللَّائي.
وقولُه تعالى: ﴿أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾: أي: مَنَنْتَ عليهم، والاسم منه: النِّعمة بالكسر، وبالفتح: التنَعُّم، وبالضمِّ: المسرَّة.
واختُلفَ في هؤلاء المنعَم عليهم: مَن هم؟ وفي هذا الإنعامِ الذي عليهم: ما هو؟
قال مجاهدٌ وأبو رَوْق (^٣): هم النبيُّون، ودليلُه قولُه في سورة مريمَ بعد ذِكر الأنبياء: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ﴾ الآية [مريم: ٥٨].

(^١) ورد هذا في مواضع من "معاني القرآن" للفراء، منها قوله فيه (١/ ١٦٨) في الشعر المشهور (لمية موحشًا طلل): وقد يجوز رفعه (أي: موحشًا) على أن تجعله كالاسم يكون الطلل ترجمةً عنه، كما تقول: عندي خراسانيةٌ جاريةٌ. . .، وقوله (٢/ ١٥٩) عند تفسير قول تعالى: ﴿فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى﴾: ولو جعلتَ (الحُسْنى) رفعًا وقد رفعت الجزاءَ ونوَّنت فيه كانَ وجهًا، ولم يقرأ بِهِ أحد، فتكونُ كقراءة مسروق: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدّنيا بزينةٍ الكواكبِ) فخفَض (الكواكب) ترجمة عَن الزينة.
(^٢) في (أ): "بصلة".
(^٣) "وأبو روق" ليس في (ف). وأبو روق -بفتح الراء وسكون الواو- هو عطية بن الحارث الهمداني الكوفي صاحب التفسير، انظر: "التقريب".

1 / 155