التيسير في التفسير
التيسير في التفسير
संपादक
ماهر أديب حبوش وآخرون
प्रकाशक
دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث
संस्करण संख्या
الأولى
प्रकाशन वर्ष
1440 अ.ह.
प्रकाशक स्थान
أسطنبول
शैलियों
व्याख्या
والرابع: قولُ بعضهم: معناه: وفِّقْنا، قال اللَّه تعالى: ﴿وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: ٢٥٨]؛ أي: لا يوفِّقُهم، وقال: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت: ٦٩]؛ أي: لنوفِّقَنَّهم لسلوكِ سبُلنا، وقال الشاعر:
فلا تَعْجَلنِّي هَدَاكَ المَلِيكُ... فإنَّ لكلِّ مَقامٍ مَقالًا (^١)
والخامس: قولُ بعضهم: معناه: قدِّمْنا إلى (^٢) طريق الجنة؛ قال تعالى: ﴿فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ﴾ [الصافات: ٢٣]؛ أي: قدِّموهم، وهو من قولهم: أقبلَتْ هَوَادي الخيل؛ أي: متقدِّماتُها (^٣)، وهوادي الجبال: وجوهُها وأعناقُها، وهادِيَةُ الإجْلِ (^٤): العَنْزُ المتقدِّمةُ عليها.
وأصل الكلمة: الإمالةُ، وأغلبُ استعمالها في الإرشادِ والدِّلالة، يقال: هداه كذا، ولكذا، وإلى كذا، وثلاثتُها في القرآن: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: ٦] ﴿يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ [النور: ٣٥] ﴿وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [البقرة: ٢١٣].
والدلالةُ إمالةٌ، وهِدَاءُ (^٥) العروس إلى زوجها -وهو زفافُها- كذلك، وإهداءُ
(^١) انظر: "مجاز القرآن" (٢/ ٣)، و"المقتضب" (٣/ ٢٢٤)، و"تفسير الطبري" (١/ ١٦٦)، و"الزاهر" لابن الأنباري (١/ ١٠٤)، و"الانتصار للقرآن" للباقلاني (٢/ ٦٣٨)، و"تفسير الثعلبي" (٦/ ٢٠٧)، ولفظهم عدا الطبري: (تحنن علي هداك. . .)، وعزاه أبو عبيدة وجماعة للحطيئة.
(^٢) في (ف) و(أ): "في".
(^٣) في (ف): "مقدماتها".
(^٤) في هامش (أ): "الإجل هو قطيع البقر والظباء".
(^٥) في (أ): "وإهداء". وكلاهما صواب، قال الزجاج في "معاني القرآن" (٢/ ٣٣٩): وأهديت العروس إلى زوجها وهديْتُها. والأخفش فصَّل فقال في "معاني القرآن" (١/ ٣٢٥): وبنو تميم يقولون: هَدَيْت العروسَ إِلى زَوْجِها، جعلوه في معنى: دَلَلْتُها، وقيس تقول: أَهْدَيْتُها، جعلوها بمنزلة الهدية.
1 / 145