290

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

संपादक

ماهر أديب حبوش وآخرون

प्रकाशक

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1440 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

أسطنبول

शैलियों

व्याख्या
والرابع: قولُ بعضهم: معناه: وفِّقْنا، قال اللَّه تعالى: ﴿وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: ٢٥٨]؛ أي: لا يوفِّقُهم، وقال: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت: ٦٩]؛ أي: لنوفِّقَنَّهم لسلوكِ سبُلنا، وقال الشاعر:
فلا تَعْجَلنِّي هَدَاكَ المَلِيكُ... فإنَّ لكلِّ مَقامٍ مَقالًا (^١)
والخامس: قولُ بعضهم: معناه: قدِّمْنا إلى (^٢) طريق الجنة؛ قال تعالى: ﴿فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ﴾ [الصافات: ٢٣]؛ أي: قدِّموهم، وهو من قولهم: أقبلَتْ هَوَادي الخيل؛ أي: متقدِّماتُها (^٣)، وهوادي الجبال: وجوهُها وأعناقُها، وهادِيَةُ الإجْلِ (^٤): العَنْزُ المتقدِّمةُ عليها.
وأصل الكلمة: الإمالةُ، وأغلبُ استعمالها في الإرشادِ والدِّلالة، يقال: هداه كذا، ولكذا، وإلى كذا، وثلاثتُها في القرآن: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ [الفاتحة: ٦] ﴿يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾ [النور: ٣٥] ﴿وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [البقرة: ٢١٣].
والدلالةُ إمالةٌ، وهِدَاءُ (^٥) العروس إلى زوجها -وهو زفافُها- كذلك، وإهداءُ

(^١) انظر: "مجاز القرآن" (٢/ ٣)، و"المقتضب" (٣/ ٢٢٤)، و"تفسير الطبري" (١/ ١٦٦)، و"الزاهر" لابن الأنباري (١/ ١٠٤)، و"الانتصار للقرآن" للباقلاني (٢/ ٦٣٨)، و"تفسير الثعلبي" (٦/ ٢٠٧)، ولفظهم عدا الطبري: (تحنن علي هداك. . .)، وعزاه أبو عبيدة وجماعة للحطيئة.
(^٢) في (ف) و(أ): "في".
(^٣) في (ف): "مقدماتها".
(^٤) في هامش (أ): "الإجل هو قطيع البقر والظباء".
(^٥) في (أ): "وإهداء". وكلاهما صواب، قال الزجاج في "معاني القرآن" (٢/ ٣٣٩): وأهديت العروس إلى زوجها وهديْتُها. والأخفش فصَّل فقال في "معاني القرآن" (١/ ٣٢٥): وبنو تميم يقولون: هَدَيْت العروسَ إِلى زَوْجِها، جعلوه في معنى: دَلَلْتُها، وقيس تقول: أَهْدَيْتُها، جعلوها بمنزلة الهدية.

1 / 145