247

التيسير في التفسير

التيسير في التفسير

अन्वेषक

ماهر أديب حبوش وآخرون

प्रकाशक

دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1440 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

أسطنبول

शैलियों

व्याख्या
وقال الإمام أبو منصور ﵀: التوجيه (^١) إلى المالك أقربُ منه إلى السيد، إذ يستقيمُ أنْ يقال: ربُّ السماوات والأرض، ومالكُ السماوات والأرض، ولا يستقيم: سيدُ السماوات والأرض، ولا يقال: هو سيدُه، إلا في بني آدم خاصةً (^٢).
فاللَّه تعالى ربُّ العالمين؛ أي: مالك الخلائق أجمعين، له المُلك والمِلك والخَلْقُ والأمر، وهو سيدُهم؛ أي: مالكُهم الواجبُ عليهم طاعته، وسيدُ العبد مالكُه، وعليه طاعتُه.
ولا يقال: سيدُ الدار؛ لأنه لا يمكن تحقيقُ معنى وجوب (^٣) الطاعة فيها.
وهو مصلِح أمورهم، ومهيِّئُ معاشهم ومَعادهم، أصلح قلوبَ المؤمنين بالمعرفة، وألسنتَهم بالشهادة، وأنفسَهم بالخِدْمة، وأصلح طاعاتِهم على كثرة تقصيرهم فيها بالقَبُول، وأصلح معاصيَهم على كثرتها بالعَفْو، قال اللَّه تعالى: ﴿يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ [الأحزاب: ٧١].
وهو مُربِّي الظواهر بالنعمة، وهي النفوس، ومُربِّي البواطن بالرحمة، وهي القلوب.

= "شأن الدعاء" (١٢٦)، باللفظين: (مرب) و(ملب). وأورده أبو القاسم الأصبهاني في "محاضرات الأدباء" (٢/ ٤٨٦) من قول قيس بن سعد بلفظ: اللهم إني أعوذ بك من فقر مكبٍّ، وضروع إلى غير محبٍّ.
(^١) بعدها في (ر): "منه".
(^٢) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (١/ ٣٥٩ - ٣٦٠). وجاء في هامش (أ): "ويردُّه الحديث المشهور المذكور في فضل آية الكرسي، فانظر إلى الكشاف وإليه".
(^٣) في (ف): "لأنه لا يمكن وجوب تحقيق".

1 / 102