وقال محمد بنُ عليٍّ الترمذيُّ (^١): ﴿الرَّحْمَنِ﴾ بالإنقاذِ مِن النيران، و﴿الرَّحِيمِ﴾ بالإدخالِ إلى (^٢) الجِنان.
وقال السَّريُّ بنُ مُغَلِّس (^٣): ﴿الرَّحْمَنِ﴾ بكشفِ الكروب، و﴿الرَّحِيمِ﴾ بغفرانِ الذنوب.
وقال عبد اللَّه بنُ الجرَّاح (^٤): ﴿الرَّحْمَنِ﴾ بتبيينِ الطريق، و﴿الرَّحِيمِ﴾ بالعصمةِ والتوفيق.
وقال ابنُ عباس: ﴿الرَّحْمَنِ﴾: العاطف على البَرِّ والفاجرِ بالرِّزق، و﴿الرَّحِيمِ﴾ بالمؤمنينَ خاصَّة (^٥).
وقال مقاتل بنُ سليمان: ﴿الرَّحْمَنِ﴾: العطوف على كلِّ عباده بفضله، و﴿الرَّحِيمِ﴾: الرفيق بأهلِ طاعته؛ إذ لم يكلفهم ما لا يُطيقون، وأَوجبَ لهم مِن الرحمةِ ما لا يستحقُّون.
وقال خارجةُ بنُ مصعبٍ (^٦): ﴿الرَّحْمَنِ﴾ بكلِّ خَلْقه، و﴿الرَّحِيمِ﴾ بأوليائه.
(^١) هو محمد بن علي بن الحسن بن بشر، أبو عبد اللَّه، الحكيم الترمذي صاحب "نوادر الأصول"، المتوفى نحو (٣٢٠ هـ). ووقع في مطبوع "تفسير الثعلبي" (١/ ١٠٠): المزيدي.
(^٢) في (ف): "في".
(^٣) الزاهد المعروف، أبو الحسن البغدادي السقطي خال الجنيد وتلميذ معروف الكرخي، توفي سنة (٢٥٧) وكلامه أورده الثعلبي في "تفسيره" (١/ ١٠١).
(^٤) لعله عبد اللَّه بن الجراح بن سعيد التميمي، أبو محمد القُهُسْتاني نزيل نيسابور، من رجال "التهذيب"، وكلامه أورده الثعلبي في "تفسيره" (١/ ١٠١).
(^٥) رواه البيهقي في "الأسماء والصفات" (٨٢) بنحوه.
(^٦) خارجةُ بنُ مُصْعب بن خارجة أبو الحَجَّاج الضُّبَعيُّ السَّرخسيُّ، عالِمُ أهل خُراسانَ على لِينٍ فيه، توفي سنة (١٦٨). انظر: "تاريخ الإسلام" (٤/ ٢٤٨).