Al-Ta'rif bima 'Anasat al-Hijrah min Ma'alim Dar al-Hijrah

Jamal ad-Din al-Matari d. 741 AH
80

Al-Ta'rif bima 'Anasat al-Hijrah min Ma'alim Dar al-Hijrah

التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة

अन्वेषक

أ د سليمان الرحيلي

प्रकाशक

دارة الملك عبد العزيز

प्रकाशक स्थान

الرياض - السعودية

शैलियों

باب عثمان ﵁، وهو المتقدم ذكره، أنه نُقل عند بناء الحائط الشرقي قُبَالة الباب الأول الذي كان يدخل منه النبي ﵌، وهو باب جبريل ﵇، وهو مقابل لدار عثمان ﵁. ثم اشترى عثمان ﵁ ما حولها إلى القبلة والشرق (^١). وشماليها الطريق من باب جبريل إلى باب المدينة الأول، الذي مِن عمل جمال الدين الأصفهاني (^٢) ومنه يخرج إلى البقيع، فالذي يُقابل باب جبريل ﵇ منها اليوم رباط أنشأه جمال الدين محمد بن علي بن أبي منصور الأصفهاني وزير بني زنكي وَقَّفه على فقراء العجم وجُعِل له فيها مشهد (^٣) فلما تُوفي حملوه إلى المدينة، ودفن فيه، وكان قد جَدّد أماكن كثيرة بمكة والمدينة من المشاهد والمشاعر، منها باب إبراهيم بالمسجد الحرام وزيارته، ومنها المنائر التي بالمسجد الحرام واسمه عليها، وعلى الباب مكتوب، وكان قد جَدَّد باب الكعبة المعظمة وأخذ الباب العتيق وحمله معه إلى بلده، وعمل منه لنفسه تابوتًا حُمِل فيه إلى المدينة بعد موته. وعَمِل للمدينة الشريفة سورًا متقنًا بأبواب حديد، ولكنه كان على ما حول المسجد، فلما كثُر الناس بالمدينة، ووصل السلطان الملك العادل نور الدين الشهيد محمود بن زنكي بن آق سنقر ملك الشام إلى المدينة للزيارة، ولقصد آخر مذكور فيما بعد، [عندما] رأى الناس قد نزلوا خارج السور من كل ناحية، وشكوا إليه حالهم، فأمر ببناء هذا السور الموجود اليوم، وذلك في

(^١) في (ب) والشرقي. (^٢) جمال الدين الأصفهاني: هو محمد بن أبي منصور الملقب بالجواد الأصفهاني أحد وزراء بني زنكي قام بعدة إصلاحات بالمدينة ومكة منها بناء سور للمدينة سنة ٥٤٠ هـ وتوفي في سنة ٥٥٩ هـ وأوصى بأن يدفن في المدينة فحمل إليها. السمهودي: وفاء ج ٢ ص ٦٨٩ - ٦٩٠، ٧٦٦، ٧٦٧. (^٣) مشهد هنا تعني قبر أو مدفنًا وربما يفهم منها مزار في بعض البلاد والاسم لا يخلو من بدعة محدثة حول القبور. لكن المؤلف يكتب بأسلوب عصره وروحه، وهو مما لا يخفى على القارئ الآن.

1 / 104