तनबीह वा रद्द
التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع
अन्वेषक
محمد زاهد الكوثري
प्रकाशक
المكتبة الأزهرية للتراث
प्रकाशक स्थान
القاهرة
يَا رَسُول الله اشْترط فَقَالَ تُبَايِعُونِي على ان تشهدوا أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله وتقيموا الصَّلَاة وتؤتوا الزَّكَاة والسمع وَالطَّاعَة وَلَا تنازعون الْأَمر أَهله وَأَن تَمْنَعُونِي مِمَّا تمْنَعُونَ مِنْهُ نفوسكم وأهليكم قَالُوا نعم فَقَالَ قَائِل من الْأَنْصَار هَذَا لَك فَمَا لنا قَالَ النَّصْر وَالْجنَّة
وَقَالَ ﵊ لِلْحَارِثِ بن مَالك مَا أَنْت يَا حَارِث قَالَ مُؤمن يَا رَسُول الله حَقًا قَالَ إِن لكل قَول حَقِيقَة فَمَا حَقِيقَة إيمانك قَالَ عزفت نَفسِي عَن الدُّنْيَا فأسهرت ليلى واظمأت نهاري ولكأني أنظر إِلَى عرش رَبِّي قد أبرز حِين يجاء بِهِ لِلْحسابِ وَكَأَنِّي أنظر إِلَى أهل الْجنَّة يتزاورون فِيهَا وَكَأَنِّي أسمع عواء أهل النَّار فَقَالَ النَّبِي ﷺ مُؤمن نور الله قلبه وَذكر زيد الْأنْصَارِيّ عَنهُ ﷺ مثله أَو نَحوه وَقَالَ فُضَيْل بن غَزوَان أغير على سرح الْمَدِينَة فَخرج الْحَارِث بن مَالك فَقتل مِنْهُم ثَمَانِيَة ثمَّ قتل وَهُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ رَسُول الله ﷺ كَيفَ أَصبَحت
وَمِنْهُم صنف زَعَمُوا أَن إِيمَانهم كَإِيمَانِ جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وَالْمَلَائِكَة المقربين والأنبياء
قُلْنَا نَحن كَيفَ يُمكنهُم هَذِه الدَّعْوَى وَالْمَلَائِكَة لم يعصوا الله والأنبياء صفوة الله
وَمِنْهُم صنف زَعَمُوا أَنهم مُؤمنُونَ مستكملون للْإيمَان لَيْسَ فِي إِيمَانهم نقص وَلَا لبس إِن زنى أحدهم بِأُمِّهِ أَو بأخته وارتكب العظائم وأتى الْكَبَائِر وَالْفَوَاحِش وَشرب الْخمر وَقتل النَّفس وَأكل الْحَرَام والربا وَترك الصَّلَاة وَالزَّكَاة والفرائض كلهَا واغتاب وهمز ولمز وتحدث وَهَذَا هُوَ الْجَهْل القوى كَيفَ يستكمل الْإِيمَان من خَالف شُرُوطه وخصاله وشرائعه أَلا ترى أَن فِي كتاب الله إِيمَانًا مَقْبُولًا وإيمانا مردودا
1 / 153