71

التحرير في شرح مسلم

संपादक

إبراهيم أيت باخة

प्रकाशक

دار أسفار

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1442 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

الكويت

الشاهد قوله في الحديث: (فَأَقْلَبُوهُ) بالهمزة، وعلى هذا جميع روايات مسلم، وأنكر ذلك عامة أهل اللغة والغريب، وقالوا صوابه: (قَلَبُوه) بغير همز، قال الأصمعي: (ولا يُقالُ: أَقْلَبْتُه)(١)، وقال القاضي عياض رحمه الله: (كَذَا جَاءَتْ فِيهِ الرِّوَايَاتُ فِي كِتَابِ مُسلِمٍ، صَوَابُهُ فِي كُلِّ هَذَا: قَلَبْنَاه، أَي: رَدَدْنَاهُ وَصَرَفْنَاهُ، وَلَا يُقَالُ فِيهِ: أَقَلَبَ)(٢)، وقال ابن الأثير: (هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةِ مُسلِمٍ، وَصَوَابُه قَلَبْنَاه: أي: رَدَدْناهُ)(٣).

وخالف في هذا الإمام الأصبهاني، وصحح هذه اللغة واعتبرها لغة قليلة، فقال: (وَقَولُهُ: فَأَقْلَبُوهُ؛ لُغَةٌ فِي: قَلَبُوهُ، وَهِيَ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ)(٤)، وهو ما احتجَّ به الإمام النووي في إثبات الخلاف في هذا اللفظ، قال: (فِي جَمِيعِ نُسَخِ صَحِيحِ مُسلِمٍ فَأَقْلَبُوهُ بِالأَلِفِ، وَأَنكَرَهُ جُمُهُورُ أَهلِ اللُّغَةِ وَالغَرِيبِ وَشُرَّاحِ الحَدِيثِ، وَقَالُوا: صَوَابُه قَلَبُوهُ بِحَذْفِ الأَلِفِ، قَالُوا: يُقَالُ: قَلَبتُ الصَّبِيَّ وَالشَّيءَ: صَرَفْتُه وَرَدَدتُه، وَلَا يُقَالُ: أَقَلَبْتُه، وَذَكَرَ صَاحِبُ التَّحرِيرِ أَنَّ أَقْلَبُوهُ بِالأَلِفِ لُغَةٌ قَلِيلَةٌ، فَأَثْبَتَهَا لُغَةً، وَاللهُ أَعلَمُ)(٥).

وكذا صنيعُ ابنِ حجرَ في الفتح حيث قال: (وَذَكَرَ ابنُ التِّينِ أَنَّهُ وَقَعَ فِي رِوَايَتِهِ: أَقْلَبْنَاهُ، بِزِيَادَةِ هَمْزَةٍ أَوَّلِهِ، قَالَ: وَالصَّوَابُ حَذْفُها، وَأَثْبَتَهَا غَيْرُهُ لُغَةً)(٦)،

(١) ينظر: إكمال المعلم: ٢٥/٧، والمفهم: ٤٧٠/٥.
(٢) مشارق الأنوار: ١٨٥/٢.
(٣) النهاية: ٩٧/٤.
(٤) ص ٥١٠ من هذا الكتاب (التحرير).
(٥) شرح مسلم: ١٢٨/١٤.
(٦) فتح الباري: ٥٧٦/١٠.

71