السيرة الحلبية إنسان العيون في سيرة الأمين المامون
السيرة الحلبية إنسان العيون في سيرة الأمين المامون
प्रकाशक
دار الكتب العلمية
संस्करण संख्या
الثانية
प्रकाशन वर्ष
1427 अ.ह.
प्रकाशक स्थान
بيروت
शैलियों
पैगंबर की जीवनी
أن تقول: كان الظاهر الاقتصار على الأخوات، لأن أم حبيبة هي التي عرضت أختها ولم تعرض بنتها التي هي درة.
وقد يجاب بأنه ﷺ جعل خطاب أم حبيبة خطابا لجميع زوجاته ﷺ، لأن هذا الحكم لا يختص بواحدة دون أخرى اهـ.
أقول: فيه أن هذا واضح لو كان في زوجاته ﷺ من عرض عليه بنته، إلا أن يقال المراد فلا تعرضن لا ينبغي لكن أن تعرضن، وذلك لا يستلزم وقوع العرض بالفعل.
ثم رأيت الإمام النووي ﵀ ذكر أن هذا من أم حبيبة: أي من عرض أختها محمول على أنها لم تكن تعلم تحريم الجمع بين الأختين عليه ﷺ. قال:
وكذا لم تعلم من عرض بنت أم سلمة تحريم الربيبة، هذا كلامه، وهو يقتضي أن بعض الناس عرض عليه بنت أم سلمة. وإذا كان من عرضها عليه إحدى نسائه اتجه قوله: «فلا تعرضن عليّ بناتكن» تأمل.
وبهذا الحديث استدل من قال: إنه لا يجوز له ﷺ أن يجمع بين المرأة وأختها، وهو الراجح من وجهين.
ومقابله يقول: خص بجواز ذلك له، ولا يجمع بين المرأة وبنتها، خلافا لوجه حكاه الرافعي، وهذا الحديث وهو قوله ﷺ: «لو لم أنكح أم سلمة لم تحل لي» يردّ هذا الوجه.
وعبارة الخصائص الصغرى: وله ﷺ الجمع بين المرأة وأختها وعمتها وخالتها في أحد الوجهين، وبين المرأة وابنتها في وجه حكاه الرافعي وتبعه في الروضة.
وجزموا بأنه غلط، والله أعلم.
ومما يدل أيضا على أن عمه ﷺ حمزة أخوه من الرضاعة ما جاء عن علي رضي الله تعالى عنه قال: «قلت: يا رسول الله ما لك لا تتوّق في قريش» أي بمثناتين فوق مفتوحتين ثم واو مشددة ثم قاف: أي لا تتشوق إليهم، مأخوذ من التوق الذي هو الشوق. وفي رواية بالتاء والنون: أي لا تختار ولا تتزوج منهم.
قال: أو عندك؟ قلت نعم ابنة حمزة: أي عمه، وهي أمامة وهي أحسن فتاة في قريش، قال: «تلك ابنة أخي من الرضاعة» أي وهذا، من عليّ رضي الله تعالى عنه محمول على أنه لم يكن يعلم بتحريم بنت الأخ من الرضاعة عليه ﷺ، أو أنه لم يكن يعلم أن عمه حمزة أخ له ﷺ من الرضاعة.
وفيه أنه جاء رواية «أليس قد علمت أنه أخي من الرضاعة، وأن الله قد حرم من الرضاعة ما حرم من النسب» إلا أن يراد بقوله: «قد علمت» أي أعلم. قال:
1 / 127