4

Al-Sheikh Abdul Rahman bin Saadi and His Efforts in Clarifying the Doctrine

الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة

प्रकाशक

مكتبة الرشد،الرياض

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

فارضوه أنتم لأنفسكم فإنه الدين الذي أحبه الله ورضيه وبعث به أفضل الرسل الكرام، وأنزل به أشرف الكتب١. ثم بعد موته ﷺ خلفه في الدعوة إلى هذا الدين، وفي نشر هذه العقيدة الصافية، ورثتُه من بعده وهم العلماء المصلحون الصحابة ومن اقتفى أثرهم وسار على نهجهم وترسَّم خطاهم، فالأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورثوا العلم. كما في حديث أبي الدرداء ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ "....إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر" ٢. وقال تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا....﴾ ٣ الآية فأهل العلم لهم جهد كبير، وأثر عظيم في نقل هذا الدين، وإيصاله إلى الناس صافيًا نقيًا. ولهم جهد في الذود عن حمى هذا الدين من دسائس المبطلين وتحريف الغالين من الملاحدة والزنادقة والمبتدعة وغيرهم. قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى - في رسالة بعثها إلى مُسَدَّد بن مُسَرْهَد عندما سأله عن أمر الفتنة وما وقع فيه الناس من الاختلاف في القدر والرفض والاعتزال وخلق القرآن والإرجاء. قال: ".... الحمد لله الذي جعل في كل زمان بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، وينهون عن الردى، يحيون بكتاب الله الموتى، وبسنة النبي أهل الجهالة والردى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه. وكم من ضال قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس ينفون عن دين الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين الذين عقدوا ألوية البدع، وأطلقوا أعنَّة الفتنة، مختلفين في الكتاب يقولون على الله وفي الله. تعالى عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا، وفي كتابه بغير علم، فنعوذ بالله من كل فتنة مضلة...." ٤. فعلى مر العصور واختلاف الأيام، يقيض الله لهذا الدين العلماء الأعلام، فيقومون بإرشاد الناس إلى الدين، ويهدونهم إلى الطريق المستقيم عن طريق الخطب، والمواعظ والدروس والمؤلفات النافعة.

١ فسير القرآن العظيم لابن كثير ٢/١٢. ٢ أخرجه أحمد ٥/١٩٦، والترمذي ٥/٤٩، وابن ماجه ١/٨١، وأبو داود ٣/٣١٧، والدارمي ١/٩٨. وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه ١/٤٣. ٣ سورة فاطر/ الآية ٣٢. ٤ مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي /٢١٧، وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ١/٣٤٢. وانظر لزامًا درء التعارض لشيخ الإسلام ابن تيمية ١/٢٢١.

1 / 6