Al-Sabr in Hadith Studies
السبر عند المحدثين
प्रकाशक
مكتبة دار البيان
संस्करण संख्या
الثانية
प्रकाशन वर्ष
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
प्रकाशक स्थान
دمشق
शैलियों
رابعًا: المُعَارَضَةُ:
لغةً: عارضَ الكتابَ معارضةً وعِرَاضًَا: قابلَهُ بكتابٍ آخرَ، وصَيَّر فيهِ كلَّ ما في الآخرِ ومنهُ الحديثُ: «إِنَّ جِبْرِيلَ ﵇ كَانَ يُعَارِضُهُ القُرْآَنَ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَأَنَّهُ عَارَضَهُ القُرْآنَ مَرَّتَينِ» (^١). أي كانَ يدارسُهُ جميعَ ما نزلَ منَ القرآنِ، منَ المُعارضَةِ: المقابَلَةِ. لأنَّ المحدِّث يقابِلُ أحاديثَهُ بأحاديثِ غيرِهِ لغرضِ الضَّبطِ.
ومنهُ العَرْضُ على الشَّيءِ: كعرْضِ الذَّهَبِ على النَّارِ، لأنَّ المحدِّثَ يعرضُ مرويَّاتِ الضُّعفاءِ على مرويَّاتِ الثِّقاتِ ليختبِرَهَا ويوازنَهَا ويقارِنَ بعضهَا ببعضٍ، ويعلمَ مدى اتِّفاقهِا مع رواياتِ الثِّقاتِ من اختلافِهَا، لغرضِ الاعتبارِ.
ومنهُ عَرْضُ الشَّيءِ بالشَّيءِ مُعَارَضَةً: منَ المقابلةِ والمقارنةِ والموازنةِ، لغرضِ بيانِ أوجُهِ الاتِّفاقِ والاختلافِ، لكشفِ علَّةٍ، أو وقوفٍ على فائدةٍ.
فالمعارضةُ تعنِي: العَرْضَ، والمقابلةَ، والمقارنةَ، والموازنةَ (^٢).
وعلى هذَا فالمعارضَةُ في اصطلاحِ المحدِّثينَ تأتي لثلاثَةِ أغراضٍ:
أولًا: المقابلةُ لغرضِ ضبطِ ألفاظِ المرويَّاتِ وتصحيحِهَا: وقد عَقَدَتْ كثيرٌ من كتبِ أصولِ الحديثِ بابًا في المعارضَةِ بهذا المعنى (^٣).
_________
(^١) صحيح البخاري - كتاب بدء الخلق - باب ذكر الملائكة - ر ٣٠٤٨، وصحيح مسلم - كتاب فضائل الصحابة - باب فضائل فاطمة بنت النبي ﷺ ر ٢٤٥٠.
(^٢) انظر تاج العروس ١٨/ ٣٧٩، والنهاية في غريب الأثر ٣/ ٢١٢، التعاريف للمناوي ١/ ٦٦٤، ولسان العرب ٧/ ١٦٥ - ١٦٧.
(^٣) انظر المحدث الفاصل ١/ ٥٤٤، وفتح المغيث - باب المقابلة - ٢/ ١٨٥، والمقنع ١/ ٣٥٣، والنكت على ابن الصلاح ٣/ ٥٨٣، وتوجيه النظر إلى أصول الأثر ٢/ ٧٣٣، والجامع لأخلاق الراوي ١/ ٢٧٥.
1 / 45