186

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية

शैलियों

शिया फिक़्ह

(الشيعة) يلجأون إلى المدن والقرى الايرانية بسبب الضغط الشديد الذي كانوا يلاقونه من قبل الهيئة الحاكمة آنذاك، وكانت المطاردة والسجن والتعذيب والتنكيل والتشريد والقتل بطرق ستى أمورا طبيعية لرجالات (الشيعة) والداعين اليها، فوجد هؤلاء التخلي عن البلدان القريبة لمركز الخلافة خير وسيلة للتحفظ على أنفسهم، والتخلص من أيدي السفاكين الذين لا يعرفون للاسلام معنى.

وكانت (خراسان) بلاشك من الدعائم القوية للخلافة العباسية وتقويض أركان الخلافة الاموية، ولكن (خراسان) لم تكن تدعو إلى العباسيين وتعمل لحسابهم، بل سارت الدعوة هناك باسم (الرضا من آل محمد) وإزاحة أعداء (أهل البيت): وطبيعي أن لفظة (آل محمد) و(أهل البيت) كانتا تستعملان ولا تزالان في (علي وأولاده الطاهرين) (عليهم السلام) فكانت صورة الدعوة إلى ازالة سلطان بني أمية باسم هؤلاء لا غير.

ويظهر هذا جليا حينما يلاحظ (تاريخ الدعوة العباسية) وصلات (أبومسلم الخراساني) في حينه، إلا أن (أئمة الشيعة) الذين كانوا يعلمون يقينا أن هذا الامر لا يتم ابتعدوا عن الضوضاء، ورفضوا الاشتراك في هذه المعامع، والدخول في هاتيك الميادين.

إلا أن الذي لا مراء فيه هو أن النفوس الايرانية إزدادت ميلا إلى (أهل البيت) (عليهم السلام) يوما بعد يوم، وأخذت (الدعوة الشيعية) تلقى تشجيعا بالغا، واقبالا هائلا مما سبب ازدياد عدد الشيعة هناك وتمركزهم.

ووصل التشيع إلى أوج عزه في (ايران) في أيام (البويهيين) حيث كانوا يشجعون التشيع بكل امكاناتهم المادية والمعنوية، ويعنون

पृष्ठ 203