الرسائل العشر

शेख तुसी d. 460 AH
153

الكلام كلام عارف بالله تعالى، والمعرفة به سبحانه إنما تحصل للعقلاء البالغين على طريق الاستدلال، والطيور والبهائم لا عقول لهم فيسلكون طريق الاستدلال فما تأويل هذا الكلام ومعناه؟.

الجواب:

لأهل التأويل فيه قولان:

أحدهما أنه لا يمتنع أن يكون الله أكمل عقل ذلك الهدهد ومكنه في النظر فاستدل وعرف الله على ما ذكره، فإن كمال العقل لا يحتاج إلى بنية الإنسانية وقد روى «ان في الملائكة من هو على صورة (1) شيء من الحيوان». ويكون ذلك معجزا لسليمان.

والثاني أن يكون ظهر (2) من الهدهد أمارات دلت على ذلك كما سئل قيل: للأرض [1]: من شق أنهارك وغرس أشجارك وجنى ثمارك؟ فإن لم تجبك حوارا إجابتك اعتبارا. وقال الشاعر:

وامتلأ الحوض وقال قطني

مهلا رويدا قد ملأت بطني

وإنما ظهرت أمارات دلت على ذلك.

مسألة: عن الرجل يمر بالكروم والمباطخ والمباقل،

أيجوز له أن يأكل منها ولا يفسد ولا يحمل كما يجوز ذلك في النخل أم لا؟

الجواب:

الرخصة في الثمار من النخل، وغيره لا يقاس عليه، لأن الأصل حظر استعماله مال الغير.

مسألة: عن قوله تعالى آمرا لنبيه (عليه السلام):

«قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به» (4) فكيف يجمع بين هذا النفي المتضمنة الآية ووبين ما استقر في الشرع من الحكم بتحريم أعيان من الحيوان؟.

الجواب:

هذا عموم ويجوز أن يختص بأدلة تدل على تحريم أشياء غير

पृष्ठ 330