20

Al-Qawa'id wal-Dawa'bit al-Fiqhiyyah al-Qarafiyyah: Zumrah al-Tamlikat al-Maliyah

القواعد والضوابط الفقهية القرافية زمرة التمليكات المالية

प्रकाशक

دار النشر الإسلامية

संस्करण

الأولى

प्रकाशन वर्ष

1425 अ.ह.

प्रकाशक स्थान

بيروت

शैलियों

कानूनी नियम

يعتمدونه في اجتهادهم ويتناقلونه بالرواية ممحِّصين، وينظرون فيه بالدراية مستنبطين.

وبفضل الاجتهاد المطلق تأسّست المذاهب، والتفَّ حول مؤسس كلِّ مذهبٍ أتباعٌ، فيهم طبقةٌ من مجتهدي التقييد الملتزمين بأصول الإِمام المؤسِّس، وفيهم طبقةٌ أوسع من المقلِّدين، ولئن اندثرتْ بعضُ تلك المذاهب، فإنَّ البعض الآخر ما زال قائماً.

دخل تلاميذُ الأئمة من العلماء المجتهدين بالفقه مجال الاستبحار في التفريع، فكثرت المسائل واتسعت، مما جعل استقصاءها في كل بابٍ ليس ميسوراً في كلِّ حين.

وهنا ظهرتْ فكرةُ التقعيد، وذلك بربط مجموعة أحكام بزمام، يُعرف بالقاعدة إذا كان متسعاً لعدة أبواب، وبالضابط إذا كان مقتصراً على بابٍ معينٍ، ولم يكن اللجوء إلى التأصيل بالغريب عن الفقه الذي عرف قواعد أساسية واسعة الشمول منذ تاريخه بما نطقتْ به نصوصُ الوحي من مبادىء كليةٍ، كمراعاة المصلحة ودرء الضرر.

ولمعت في مجال التقعيد أسماءُ أعلام اشتهروا في كل مذهب بإبراز القواعد وخدمة الأشباه والنظائر والعناية بالفروق الفقهية، وذلك ما يقتضي تعليلاً وتنظيراً وغوصاً في بحث الأسرار والمقاصد، وتخريجاً على الأصول، وهو عملٌ ارتقى بالفقه إلى أعلى مستوى فكريٍّ، ويسَّر تناول أحكامه، وفَهْم الكثير من مقاصده، وأتاح للعقل أن يستكنه وأن يتدبر.

ولعلَّ أبرز هؤلاء الأعلام في المذهب المالكي العلامة شهاب الدين أبو العباس أحمد القرافي (ت ٦٨٤هـ)، الذي اعتنى بقواعد مذهبه وضوابطه وسعى لربطها بفروعه، فضمَّن موسوعته الفقهية الموسومة بالذخيرة كثيراً من

19