أساليب جديدة للفقه بعدما نما واتسع نطاقه وتمت مسائله وهذه الأساليب يذكرونها مرة بعنوان (القواعد والضوابط) وتارة بعنوان (الألغاز والمطارحات) وطوراً (بمعرفة الإفراد والحيل) وغيرها من الفنون الأخرى في الفقه.

ثم بعد ذلك تم أمر استقرار القواعد واستخلاصها من مصادرها الفقهية في شتى المذاهب ومن بعض المدونات التي سجلت فيها بعد صياغتها صياغة رصينة وصبها في عبارات موجزة وصبغها بصبغة علمية شيّقة. وخير مثال على هذا ما جاء تحت قاعدة:

((الإقرار حجة قاصرة)).

فهذه القاعدة على وجازتها ورصانتها ووفائها بالمعنى المراد منها وجدت عند الإمام الكرخي الحنفي بالنص الآتي:

((الأصل أن المرء يعامل في حق نفسه كما أقر به)) وهكذا كثير من القواعد المأثورة إذا قورنت نصوصها الأخيرة بأصولها القديمة^(١).