والملاحظ على هذه الإحصاءات - سواء المتقدم منها أو المتأخر - الاضطراب في عدِّ مؤلفات الإمام ابن حزم، بحيث لم يتفقوا على تحديد قدر معين، وما ذاك إلاّ لكثرة مصنفاته، وتعدد مؤلفاته، وهذا يدل دلالة واضحة على ثقافته الواسعة، وطول باعه في العلم، وجَلَده علیه، رحمه الله رحمة واسعة.

واختصاراً للوقت والجهد فلن أتصدى في هذا المقام لعرض جميع هذا الإنتاج العلمي الضخم الذي تركه الإمام ابن حزم؛ لأنّ الاستيعاب لا يُناسب المقام هنا، بل أُحيل القارئ الكريم إلى ما توصل إليه المؤرخون والباحثون المشار إليهم آنفاً.

لكنَّني رأيتُ أن من المناسب والمفيد هنا، أن أذكر بعضاً من أهم مؤلفات ابن حزم الموجودة، والتي أثرت الفكر الإنساني، وتركت أثراً واضحاً في التراث الإسلامي.

فمن تلك المؤلفات العظيمة النافعة ما يلي:

• إبطال القياس والرأي والاستحسان والتقليد والتعليل.

• الإحكام في أصول الأحكام، وقد دوّن فيه ابن حزم أصول مذهبه، ووضحها وبينها، وقارن بينها وبين غيرها، ودافع عنها دفاعاً قوياً.

• الأخلاق والسير، أو رسالة في مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق، والزهد في الرذائل.

• أسماء الصحابة والرواة وما لكل من العدد.