٣٢ - قل: أطيعوا الله ورسوله، فإن أعرضوا عنك فهم كافرون بالله ورسوله، والله لا يحب الكافرين.
٣٣ - كما اصطفى الله محمدًا لتبليغ رسالته، وجعل اتباعه وسيلة لحب الله ومغفرته ورحمته، كذلك اصطفى آدم وجعله من صفوة العالمين، واصطفى نوحًا بالرسالة، واصطفى إبراهيم وآله إسماعيل وإسحاق والأنبياء من أولادهما، ومنهم موسى ﵈، واختار آل عمران واختار منهم عيسى وأمه، فعيسى جعله الله رسولا لبنى إسرائيل، ومريم جعلها أمًا لعيسى من غير أب.
٣٤ - اختارهم ذرية طاهرة، فهم يتوارثون الطهر والفضيلة والخير. والله سميع لأقوال عباده، عليم بأفعالهم وما تُكنّه صدورهم.
٣٥ - واذكر - أيها النبى - حال امرأة عمران إذ نذرت وقت حملها تقديم ما تحمله خالصًا لعبادة الله وخدمة بيته، قائلة: يا رب، إنى نذرت ما فى بطنى خالصًا لخدمة بيتك فاقبل منى ذلك، إنك السميع لكل قول، العليم بكل حال.
٣٦ - فلما وضعت حملها قالت - معتذرة تناجى ربها -: إنى وَلَدت أُنثى والله عليم بما ولدت، وأن مولودها وهو أنثى خير من مطلوبها وهو الذكر. وقالت: إنى سميتها مريم وإنِّى أسألك أن تحصِّنها هى وذريتها من غواية الشيطان الرجيم.
٣٧ - فتقبل الله مريم نذرًا لأمها، وأجاب دعاءها، فأنبتها نباتًا حسنًا، وربَّاها فى خيره ورزقه وعنايته تربية حسنة مقومة لجسدها، وشأنه أن يرزق من يشاء من عباده رزقًا كثيرًا، كلما دخل عليها زكريا فى معبدها وجد عندها رزقًا غير معهود فى وقته. قال - متعجبًا -: يا مريم من أين لك هذا الرزق؟ قالت: هو من فضل الله، وجعل زكريا ﵇ كافلا لها. وكان رزقها بغير عدد ولا إحصاء.