Al-Mukhtasar min Kitab al-Siyāq li-Tārīkh Nīsābūr - Anonymous

Unknown Author d. Unknown

Al-Mukhtasar min Kitab al-Siyāq li-Tārīkh Nīsābūr - Anonymous

المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور - لمجهول

अन्वेषक

محمد كاظم المحمودي

प्रकाशक

ميراث مكتوب

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٣٨٤ هـ ش [١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م]

प्रकाशक स्थान

طهران

शैलियों

مقدمة المحقّق بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فيما أبدع العلماء المسلمون من آثار مختلفة في التدوين التاريخى نوع خاصّ يدعى تاريخ المدن، وهو أوسع من تاريخ محض لمدينة ما، فهو كتاب تراجم وسير لعلمائها، ولو ضمّ شيئا من تاريخها وجغرافيتها. ولم يبق من هذه الآثار غير عدّة ضئيلة من أهمّها تاريخ نيسابور لأبي عبد الله محمّد بن عبد الله المعروف بابن البيّع المتوفّى ٤٠٥. وكانت نيسابور قد نمت وزهق في عهد الطاهريين لكونها حاضرة خراسان، وغدت محطّ أنظار العلماء والمحدّثين. ولآزدهارها الاقتصاديّ وما إليه في العهد السامانيّ أصحبت من المراكز العلمية المهمّة في العالم الإسلاميّ. وازدادت أهميتها في العهد الغزنوي ببناء المدارس المتعدّدة فيها. وعند ما جاءها الأتراك السلاجقة سنة تسع وعشرين وأربع مئة كانت من عواصم العلم الشافحة في العالم الإسلاميّ. كلّ هذه الأمور دعت إلى وضع كتاب في تاريخها وأحوال علمائها الأموات والأحياء وهذا ما أنجزه الحاكم النيسابوري بتأليف تاريخ نيسابور. (^١) وكان هذا التاريخ موجودا في القرن الثامن، فتاج الدّين السّبكيّ المتوفّى سنة إحدى وسبعين

(^١). في شأن تواريخ خراسان المحليّة انظر: (التواريخ المحليّة لإقليم خراسان: المضبوع في البصرة ١٩٩٠) فيه فهرس كامل للآثار المكتوبة في تواريخ خراسان المهمّة وبيان كامل عن كلّ منها.

المقدمة / 11

وسبع مئة أثار لآمتلاكه نسخة منه، وكتب: «تاريخ نيسابور وهو عندي أعود التواريخ على الفقهاء بفائدة، ومن نظره عرف تفنّن الرجل في العلوم جميعها.» (^١) ونقل منه كثيرا، وكلّ ما كتب في طبقات الشافعية من أحوالهم تقريبا أخذه من الحقبة التي ألّف فيها الحاكم كتابه. وكان هذا الأثر لدى شمس الدّين الذّهبي المتوفّى سنة ثمان وأربعين وثماني مئة أيضا، وقد اختصره، ونقل منه كثيرا في تاريخ الإسلام وآثاره الأخرى. وبعد الحاكم النيسابوري سعى عدّة لتحرير أحوال علماء نيسابور وجمعها، ولم يوفّق لذلك غير مؤلّف الأثر الذي بين أيديكم، وهو عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي (٤٥١ - ٥٢٩). مدّون تكملة تاريخ نيسابور وجامعه هو العالم النيسابوريّ الشهير أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر بن محمّد بن عبد الغافر بن أحمد بن محمد بن سعيد الفارسيّ. وأقدم تعريف لهذا الرجل أقوال في آخر أحد تلخيصين لكتاب السياق عنوانه: المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور، وهو لإبراهيم بن محمد بن الأزهر الصريفينيّ المتوفّى سنة إحدى وأربعين وستّ مئة. وهذا ما ذكره ابن خلّكان في وفيات الأعيان ٣/ ٢٢٥ والسبكي فى طبقات الشافعية الكبرى ٧/ ١٧١ - ١٧٣ والذّهبىّ في تاريخ الإسلام ١/ ٤٨٩ - ٤٩٠ بتصرّف. كتب الفارسيّ في ترجمة نفسه: «الشيخ الامام الحافظ مجد الدين ابو الحسن عبد الغافر بن اسماعيل بن عبد الغافرين محمد بن الحسين الفارسي، حافد ابى الحسين عبد الغافر. آخر من روى صحيح مسلم عن [أبى احمد محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الزاهد] الجلودي. وهو من اسباط زين الاسلام ابى القاسم القشيري والشيخ ابى على الدقاق. وكانت ولادته في شهر ربيع الاخر سنة احدى وخمسين وأربعماة وسلم إلى المكتب وقرأ

(^١). طبقات الشافعية الكبرى ٤/ ١٥٥

المقدمة / 12

القرآن ولقن الاعتقاد بالفارسية وهو ابن خمس سنين ثم تعهد [هـ] أخواله في سنة سبع باسماع الحديث واحضار المجالس حتى سمع من زين الاسلام أكثر مسموعاته في صباه منها مسند احمد بن عبيد الصفار عن ابى الحسن ابن عبدان، فقد سمع أكثره بالليالي. وسمع باشارة زين الاسلام متفق الجوزقى عن احمد بن منصور المغربي، وسمع من أحمد الأزهري وغيره فى أيام زين الاسلام. وكان والده الامام ابو عبد الله الفارسى غائبا عنه عشر سنين فرجع إليه سنة ثلاث وستين وأربعمأة، وقد سمع قبل ذلك وفرغ من استظهار القرأن وشرع في تحفظ شيء من العربية، فبعد ذلك سمّعه والده تصانيف زين الاسلام. وكان يطوف على المشايخ الباقين من اصحاب المخلدي، والسراج، والخفاف، حتى سمع منهم ثم عن اصحاب السيد ابى الحسن، واصحاب الحاكم ابى عبد الله والزيادي وابن يوسف وطبقتهم، ثم عن فاطمة بنت الدقاق. ثم سلم إلى كتاب الأدب أبى الحسين عبد الله بن أحمد الشاماتى ثم إلى الامام أبى الحسن على بن فضال المغربي وحصل ما أمكنه من كتبه وقرأها عليه وسمعها منه. ثم اختلف مدة إلى الامامين الخالين ابى سعد عبد الله وابى سعيد عبد الواحد واستفاد منهما الأصول والتفسير، وعلّق عن الامام أبى سعيد تعاليق فى الكلام والرابع الاول من الفقه مذهبا وخلافا. وسمع من الامام عبد الرزاق المنيعى شيئا من طريقة القاضى الامام الحسين المرو الروذي. ثم اختلف إلى خدمة امام الحرمين اربع سنين فعلق عنه الخلاف والمذهب. ثم خرج الى النواحى والى نسا فسمع بها وخرج إلى خوارزم ولقى بها الافاضل وعقد المجلس ثم خرج إلى غزنة ومنها إلى لهور وبلاد الهند وسمع منه تصانيف زين الاسلام دفعات وقرى عليه لطائف الاشارات ببلاد الهند. ثم رجع إلى نيسابور وأملى في مسجد عقيل أعصار يوم الاثنين سنين، ثم صنّف المفهم لصحيح مسلم، وفرغ من تصنيف السياق لتاريخ نيسابور في اواخر ذي العقده سنة عشرة وخمسمأة. وأمّا الذين اجازوا له [فقد ذكرهم وقال:] فقد صحت اجازتي من ابى سعد الكنجرودي و

المقدمة / 13

الجوهري ببغداد وابى بكر الخطيب فان الوالد ما قصر فلم يسمع في هذه البلاد حديثا إلاّ وأخذ الاجازة لي ولأقراني وكلّها عندي بحول الله ومنّه.» آثاره في جميع المصادر الّتي عرضت لترجمة الفارسيّ إشارة لآثاره الآتية أدناه: ١ - المفهم لشرح غريب صحيح مسلم ٢ - السياق لتاريخ نيسابور ٣ - مجمع الغرائب والظاهر أنّه لم يبق من هذه الآثار، إلاّ تلخيصان لكتاب السياق لتاريخ نيسابور، ذكر عبد الغافر في ترجمة زاهر بن طاهر الشحامى تشجيعه إيّاه على تأليف السياق قائلا: «وهو الّذي حملني على الشروع في هذا المجموع أوّلا اقتراحا واستدعاء، وأعانني على ذلك بمشيّته ثانيا [ظ] وعودا، وتطلب الأجزاء والمشايخ وبذكرى مالأ ذكر وعن أغضل عن ذكره. ولا يألو جهدا في الانتساخ بخطّه، وحثّ المستفدين على التحصيل والسّماع قبل الفراغ منه، فأطير بجناحه، وأنطق عن لسانه.» نستنتج من هذا القول أنّ معارف زاهر بن طاهر الشحامي ت ٥٣٣ هى أحد مصادر الفارسيّ المهّمة. وهذا يبيّن أنّ أصل الكتاب مفقود؛ وماندري أتكلّم الفارسيّ على مصادره أم لا؛ والنظر الدقيق في تلخيصي الكتاب الموجودين يبيّن أنّ الفارسيّ استناد في أثرين هما آحتمالا مشيخة أبي صالح احمد بن عبد الملك المؤذن ت ٤٧٠ ومشيخة عبيد الله بن عبد الله الحسكاني ت ٤٧٠، (^١) كما استفاد من مكتوبات كتبت على آثار أو من مسموعات عن منتسبين لمطّلعين على أحوال العلماء. أسرة المؤلف: ينتمي المؤلف إلى أسرة عريقة بالعلم والعلماء وهو كريم الطرفين:

(^١). كتب الفارسيّ في ترجمة أحمد بن عبد الملك: «.. ولم أتمكّن من تحرير الكتاب طرف من هذا الكتاب الّذي قصدت جمعه إلاّ من مسوّداته ومجموعاته، فهي المرجوع إليها فيها أحتاج إلى معرفته وتخريجه.» المنتخب من السياق ١٣٣/.

المقدمة / 14

أما من الأب فهو ابن إسماعيل-المترجم في هذا الكتاب-ابن عبد الغافر أبي الحسين الفارسي- المترجم في هذا الكتاب وراوي صحيح مسلم-ابن محمد أبي عبد الله الفسوي-المترجم أيضا في هذا الكتاب-ولاحظ ترجمة إبراهيم بن أحمد بن محمد أبي نصر وترجمة أبي بكر أحمد بن محمد بن عبد الغافر عم والد المصنف. وأمّا من طرف الأم فأمّه كريمة المكناة أمة الرحيم وهي أيضا كريمة الطرفين أبوها زين الإسلام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأمّها فاطمة بنت الاستاذ أبي علي الدقاق؛ الحرة فخر نساء عصرها. وأخت المصنّف دردانة زوجة أبي العباس السراج، المسماّة أمة الغافر، ولم يكن للمصنّف أخ كما صرّح بذلك في ترجمة سعيد بن إسماعيل الصوفي. وللتعرف الكامل إلى أقربائه لاحظ عنوان: «الفارسي» و«القشيري» في فهرس الأعلام. وفي تاريخ قزوين في ترجمة والد الرافعي عند عدّه لمشايخ والده: أحمد بن عبد الغافر بن إسماعيل أبو الحسين الفارسي [ابن المصنف] سمع منه الرافعي فوائد عبدان بروايته عن جده إسماعيل عن أبي العباس الميكالي عنه. ومن أقربائه السببيين: محمّد بن عبد الملك بن محمد بن يوسف التاجر الفارسي أبو الحسين خال عمة المصنّف المداخل مع الأسلاف. فلاحظ تراجمهم في هذا الكتاب وغيره. أهميّة كتاب السياق كتاب السياق احد المصادر المهمة والجديدة بالنظر في تاريخ العصرين الغزنويّ والسلجوقيّ مع أنّه في التراجم. وهذا يظهر من معلومات متناثرة في شرح أحوال علماء من نيسابور استخرجها وحلّلها ريتشارد بوليت في مقالة نشرها قبل سنوات في تاريخ نيسابور السياسيّ والدينيّ وأهمّ ما في كتاب السياق تاريخيا تناوله لعلماء الأشاعرة في نيسابور، إذ راجت في خراسان ونيسابور مدرسة الكلام الأشعري الّتي ظهرت على أيدي تلاميذ أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعرى ت ٣٣٣

المقدمة / 15

مثل ابن فورك. ونقد المآتريديون على هؤلاء نكات نقدا جادّا قبِله الأتراك السّلاجقة، وانجرّ إلى نزاع دمويّ كانت عاقبته اعتقال بعض العلماء الأشاعرة وفرار بعض منهم إمام الحرمين الجويني الذي صار إلى مكّة المكرّمة. وذكر السبكي وآخرون تفصيل هذه الحادثة التي أشار الفارسيّ إلى جوانب منها بعنوان فتنة نيسابور الشهيرة. ولإشارته أهميّة كبيرة لقربه ممّا جرى ووجوده في عمقه. (^١) ويقدّم كتاب السياق معلومات أبكارا عن الصراعات المذهبية في القرنين الخامس والسادس، وهي تقفنا على نكات تستلفت الأنظا إلى نزاع الأشاعرة وفرق الحنفية كالكرامية. ويجب القول: انّ المعلومات الواردة في تلخيصي السياق عن أتباع أبي عبيد الله محمّد بن كرّام السجزي المتوفّى سنة ٢٥٥ في أكثر المواضع فريدة، ولا وجودة لا في مصدر آخر. وذكر الفارسيّ أتباع محمد بن كرّام في كتابه كلّه بلفظ (عن أتباع أبي عبد الله). وفرق بين الحاكم وتلامذته بقوله: «أبو عبد الله الحافظ». ونجد في تلخيصي السياق معلومات طريفة عن محالّ نيسابور أيضا. وكان كتاب السّياق مورد اهتمام العلماء به منذ تأليفه في أواخر ذي القعدة من سنة ٥١٨، فأبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المشهور بابن عساكر المتوفّى سنة ٥٧١ نقل عنه عنه كثيرا في كتابه تاريخ مدينة دمشق وتبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري، والسبكي الّذي كان لديه السياق وأحد تلخيصيه نقل عدّة تراجم لعلماء على ما وردت في السياق وقد وردت هذه التراجم في الملحق بالكتاب بعنوان نماذج من النصّ الأصلي واستقى معلومات كثيرة من هذا الكتاب، والذهبيّ أيضا نقل من السياق مطالب كثيرة في آثاره المختلفة مثل تاريخ الإسلام، واستفاد من هذا الكتاب ناس آخرون كياقوت الحمويّ والقفطي. (^٢)

(^١). See R.Bulliet The Political-Religious History of Nishapur in the Eleventh Century in Islamic Civilzation ٩٥٠ - ١١٥٠،D.S.Richards،ed.(Oxford،١٩٧٣)،pp .٧١ - ٩١. (^٢) . لأهميّة كتاب السياق وتسهيل الاستفادة من فصّه الخطّي أعدّ حبيب جاويش فهرسا للأعلام والأماكن في هذا الكتاب، وطبعه مشفوعا بمقدّمة فان اس ومع أنّه صحّف طائفة من الأسماء كان عمله لازما للانتفاع بالنسخة الخطّيّة للتلخيص الموجود، حتى إنّ ريتشارد فراي طبعه مصوّرا الفائدته الكبيرة. The Histories of Nishapur،ed by Richard N.Frye(Harvard Univesity Press،Cambridgs Massachusett .١٩٦٥) =

المقدمة / 16

والنظر الدقيق في كتاب السياق يكشف عن واقع يستقطب الأنظار، وهو وجود الأسر العلميّة في هذه المدينة. وهذا ما جعله ريتشارد بوليت في رسالته للدكتوراه، وهي تحقيق تلخيصي السياق والباقي من تاريخ الحاكم بعنوان أعيان نيسابور. (^١) وأهمّ هذه الأسر هي المحميّ والحرشي والبالوي والفارسي والشحامي والفراوي والبحيري والصاعدي والناصحي والإسماعيلي والحسكانى والسادة الحسنيّين والحسنيّين. وعني بوليت بأواصر القربى بين هذه الأسر إضافة إلى تحقيقه الكامل لماضي كلّ منها الذي يجب الرجوع إليه تفصيلا وتكجيلا للمطالب. ولا معرفة لنا بملخّص هذه المجموعة وجامعها، فسقوط أوّل النّسخة يجعل تعيين التلخيص عسير، فالنسخة مبدوءة بسلسلة سند يحتمل سقوط شيء منها، وهذه هي البداية: «أخبرنا السيّد الجليل أبو عبد الله محمد بن أبي نصر محمّد الفاشاني [بياض في الأصل] نا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسيّ إجازة بحرف الحاء من الطبقات الثلاث لمن اسمه الحسن.» وعلى هذا الأساس يمكن تعيين هويّة المؤلّف بالحدس والظنّ فقط. فحاجي خليفة ذكر في كشف الظنون:١/ ٢٨ كتابا عنوانه أخبار العلماء لأبي نصر محمد بن محمد الفاشاني المروزي المتوفّى سنة ٥١٨. وترجم السمعانى للفاشاني في التحبير في المعجم الكبير، لكنّه لم يشير لآثاره، وما قاله فيه هو: «كان إماما مفسّرا مفتيا محدّثا أديبا … وكان كثير المحفوظ.» وجعل وفاته في سابع المحرّم الحرام من ٥٢٩. وإذا صحّ هذا الظنّ في شأن ملخّص السياق، وثبت أنّ المروزيّ هو ملخّص الأثر الحاضر أمكن إكمال سند بداية الكتاب بما صورته: «أخبرنا السيّد الجليل أبو عبد الله محمد بن أبي نصر محمد الفاشاني [نا أبو نصر محمد بن محمد الفاشاني] نا أبو الحسن عبد الغافر …» والظاهر أن سعة حجم السياق وكثرة المواضيع غير اللازمة حالتا دون وصول هذا الكتاب إلينا مما دفع بعض العلماء إلى تلخيصه تسهيلا للباحثين والعلماء من المراجعة والاستنساخ. ولدينا الآن تلخيصان للسياق:

= سياق تاريخ نيسابور (فهرس أسماء الأشخاص والأماكن) تأليف عبد الغافر الفارسيّ، إعداد حبيب جاويش مع مقدمة يوسف فان اس (Wiesbaden .١٩٨٤) . (^١) . Richard W.Bulliet،The Patriciana of Nishapur.Astudy in Medival lslamic sociac History (Harvard University Press.Cambridge Massachusetts،١٩٧٢) .

المقدمة / 17

أحدهما ما نصطلح عليه بمختصر السياق وهو ناقص يبدأ بحرف الحاء ممّن اسمه الحسن ولا يعرف الملخّص وبما أنّه مجهول الهوية فقد ظنّ بعض المحقّقين ومن جملتهم محقق التحبير ومحقّق سير أعلام النبلاء أنّه كتاب السياق نفسه خاصة وأنّه بالقياس إلى المنتخب في كثير من التراجم أكثر تفصيلا لكن وعند مراجعة طبقات السبكي في الكثير من الفقرات المنقولة عن السياق مباشرة يتبيّن لنا أنّ السياق هو أكثر تفصيلا من هذا المختصر إضافة إلى أنّ في المنتخب نفسه كلمات وتراجم كثيرة غير موجودة في المختصر. والآخر منتخب السياق ويمتاز بأنّه اختصار كامل لكتاب السياق، وأنّ الّذي قام باختصاره معروف الشخصيّة وأنّه حاو لعدد أكبر من التراجم إضافة إلى حسن ترتيبه. ومع هذا فإنّ مختصر السياق يمتاز بأمور تزيد من قيمته التراثيّة ولا يمكن الاستغناء عنها، فهو كتاب أدبي وروائي وتاريخي ورجالي ممّا يعطي الباحث صورة أكثر وضوحا عن الظروف الاجتماعية والحالات الشخصيّة للمترجم طبعا في بعض التراجم بينما المنتخب كتاب رجالي بحت إلاّ ما شذّ وندر من الأقوال والأشعار والروايات. أمّا أصله الّذي اعتمد عليه وانتخب منه، فلم يشر إليه الصريفيني بقليل ولا كثير سوى إشارة وردت في اواسط الكتاب عند الترجمة ٣٤١ إذ كتب في الهامش: من هنا نقل عن نسخة الصابوني. مما يشعر بأنه كانت لديه نسختان على الأقل. وقد أضاف المنتخب في أواخر الكثير من التراجم: (روى عنه أبو الحسن) يعني المصنّف مما يمكن أن تكون إشارة إلى أنّه في الأصل كانت للمصنّف رواية أو روايات عقيب كل ترجمة أسقطها الصريفيني للاختصار. وقد لا يكتفي الصريفيني بذلك بل يبدي رأيه في الموضوع فمثلا في الرقم ٧١٨: قال أبو الحسن [يعني المصنّف] وظنّي أنّه [أي المترجم] أجاز لي وروى [المصنّف] عنه إجازة، ولم يقل [أي المصنّف] إن شاء الله. ما ينقل عن السياق ولا يوجد في منتخبه: لم يكتف الصريفيني ولا شقيقه صاحب المختصر بتلخيص الترجمة في حدّ نفسها، بل تارة يسقطان الترجمة بأسرها وكثيرا ما يحيل المصنّف إلى ترجمة تقدّم موضع ذكرها ولم ترد في المنتخب والمختصر ونحن هنا نذكر قسما منهم على الترتيب على ما عثرنا عليه استطرادا في

المقدمة / 18

سائر الكتب التي تنقل عن السياق مباشرة: ١ - أحمد بن علي بن مخلد البيادي أبو العباس الأديب. انظر معجم الأدباء. ٢ - أحمد بن محمد بن عبد الله أبو بكر الهروي. انظر تاريخ دمشق. ٣ - زيد بن محمد بن الحسين أبو القاسم البيهقي والد مؤلف تاريخ بيهق قال في تاريخه: وذكره أبو الحسن الفارسي الخطيب بنيشابور في سياق التاريخ بتفصيل أكثر. ٤ - محمد بن أحمد بن الحسين أبو بكر المستظهري الشاشي. ٥ - محمد بن أحمد بن محمد أبو المظفر الأبيوردي. (^١) ٦ - محمد بن أرسلان منتخب الدين. الفوات ومجمع الآداب. ٧ - محمد بن حسن بن أبي أيوب أبو منصور الأيّوبي. (^٢) ٨ - محمد بن عبد الله أبو بكر المذكر الطائي. إنباه الرواة. ٩ - محمد بن الفضل بن أحمد أبو عبد الله الفراوي الصاعدي. (^٣) ١٠ - محمد بن منصور بن محمد السمعاني. إنباه الرواة. ١١ - محمد بن يحيى بن أبي منصور محيي الدين. الفوات والوفيات والتذكرة والعبر وطبقات السبكي. فوائد لغويّة: هذه الفوائد تخص الباحثين في اللغة الفارسية وقد نبّه عليها فضيلة الدكتور علي أشرف الصادقي في مجلة نشر دانش في مقالته على المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور نورد هنا هذه الفوائد مع تقديم الشكر له لأسلوبه القيم في نقد الكتاب قال: ومن جملة ما يستفاد من هذا الكتاب احتواؤه على عدد من الأسماء الفارسية الّتي كانت لا تزال إلى ذلك اليوم حية وشائعة ونذكر ما كان فارسيا بحتا أو مركبا وفي هذا المضمار أكثر الأسماء المذكورة هي مذيلة ب «ويه».

(^١). سير أعلام النبلاء ١٩/ ٢٨٣. (^٢). نفس المصدر ١٧/ ٥٧٣. (^٣). نفس المصدر ١٩/ ٦١٥.

المقدمة / 19

١ - الأسماء الفارسية المذيلة ب «ويه»: باكويه، بالويه، بامويه، جلويه ٤٥١، زنجويه ٤٦،٧٢٢، سختويه ٣٧،١١٢،٥٠٥،١٦٣٩، شاهويه ١٠٦١،١٤٦٥، شبويه ١٤٤٨، شنبويه ١٢٢١، شيرويه ١٢٠٤، متويه ١،٩٩٨،١٠٣٣، منجويه ٣٥، فنجويه ١٩٣،٥٣١،١٦١٩، شاذويه ١٧٢، مردويه ٧١٤،١٢٨١، مهرويه ١٢٥٢. ٢ - الأسماء العربية المختومة ب «ويه»: حسكويه ٢٨،٢٥١،٤٥٣،٩٥٠، حسنويه ٢٦،٣٠٣، ١٤٥٦،١٤٨٧، حمدويه ٧٧٢،١٤٥٣، حمويه ٨٤، حيويه ٥٦٥،٥٨٩،٩٠٩، خميرويه ٢٨، ١٨٣،٧٢٩،١٠١١،١٣٨٢، سعدويه ٤٢،٠٠٢،١٢٣٢، سلمويه ١٣١٦، سمكويه ١٤٠، شكرويه ٥٥٧، عبدويه ٥٣٠،١٢١٩، عمرويه ٨٣،٣٨٤،١٣١٧، فتحويه ٤٥٣،١٠٣٤، فضلويه ١٣٨٥، محمويه ١٩٩،٣٠٣،٧٧٢، نصرويه ٣٧٠،٣٨١،١٢٧٧،١٦٠٢، نضرويه ١١٠٦، علويه ٥٠٠، بشرويه ٤٢٢. ٣ - الأسماء المختومة ب «ك» [والكاف للتصغير]: إسحاقك ٣٨٩، أميرك ١٨٠،٤١٤،١٣٧٣، حسينك ٣٠٥، حمك ٢٠٧،١٤٧٧، روحك (اسم امرأة) ٧٠٦، ستيك (اسم امرأة) ٨٠٢، سهلك ٦٩٨، عبدك ٥٣،١٠٧٧، عليك ٢١١،٣١٢،١١٠٦،١٤١٢، فورك ١٧١،٣١٨، ٣٥٣. ٤ - الأسماء المختومة ب «ش»: حمش ٩٦٨، عبدش ٤٢،١٠٦٢، محمش ٤،٤١٩. ٥ - الأسماء المختومة ب «شاذ»: حمشاذ ٥٠٥، محمشاذ ١٤،٢٢٧،٨٣٩،١٥٦٩، ممشاذ ١١٩٥. ٦ - الأسماء المختومة ب «ان»: حسكان ٢٦٧،٦٤٤،٦٦٢، حيكان ١١٤٤، جيلان ١٤٣٩، فوران ١٠٢٦، عبدلكان ٩٢٣، كركان ٢٩٠،٩٣٥، منكان (اسم امرأة) ٣٠٥. و(ان) تعني النسبة كما في بشتيان [اي البستي] بشتيان ٢٠٢. ٧ - سائر الأسماء: اشكاب ٧٤٥،٩٠٧،١٣٨٥، ايزديار ٦٥٢، بيستون ٤٣٧، بابلوس ٤٢٠، باذان ٢٢٨، خشاب ١٠٤،١٥٦، خشنام ٢٢٧،٥٧١،١٥٩٩، خرشيد ٩٧٩،١٤٧٥، خوانشيد: ١٨١ - درست (دوست) ٧٣٣، دوست ١٠١٩،١٣٤١، دوست نام ٨٦٠، دوست داد ١٠٧٢، دردانه (اسم امرأة) ٦٩١، رامش ١٣١،١٧٥،١٩٥، درمونه ٢٧٠، ساسان ٧٤٧، سراران ٨٤٠، سحنام ٣٨١، سيما:١٢٥٢، شادل ٩٣٩، شاهين ١١١٧، شنبه ٥٥٩، فولاد ٤٣٧،

المقدمة / 20

كاسول ١٤٦٠، كرمان ١٤٥٦، ماكيا ١١٢٧، مردوست ٥٠٧، مرند ٧٤٧، منده ٧٤١، ١١٧٧، مهران ١٩٩، نودولت ١٢٠، نيزك ٦٩٤، هميماه ١٣١، يزداد ٢٧٠، يزدان افريد ١٨١، دل آرام ٦٨٩، شادي ٨١٦، سويدوك (والظاهر أنّه خوارزمي) ١٢٣٥، روزبه ١١٢١، سهلب ٦١٨، بغسول بن فنجان ٦٤٠، خشيش ١٢٧٥، شاه وشادان: مكرر، بزرجمهر ٥٣، مهرجان ٩٥، مهران: مكرر، بندار: مكرر، نمار [خ: نازنين] (اسم امرأة) ١٦٠٨، كامكار ١٤٥٨، فندق ١٤٣١، بختيار ٤٣٤،٤٣٩، بشت (ابن بشت) ٥٣، يزدجرد ٥٣١، عبدان: مكرر، اسفتكين ١٣٥٨. ولم يتسنّ لي درج ما يرتبط بالفوائد من مختصر السياق في هذه المقدمة. النسخة الخطية لمختصر السياق: هذه النسخة في مكتبة إسماعيل صائب بكلية الآداب ب «أنقره» تحت الرقم ١٥٤٤ ولم أتعرف بالضبط تاريخ الكتابة ولم نعرف الكاتب أيضا. أسلوب التحقيق: حاولنا جهد الإمكان أن نفسّر بعضه ببعض، ونكتشف الارتباطات النسبية والسببية والمكانية والزمانية، وأفردنا للمترجمين ونسبتهم وألقابهم فهارس شاملة وأشرنا إلى من ورد بالكنية فقط إلى اسمه في الفهرس أو في الكتاب واكتشفنا أخطاء وقع فيها المصنّف والملّخص ونبّهنا عليها واستفدنا من كافّة الكتب الرجالية المتوفرة لدينا مثل الأنساب والتحبير للسمعاني وتاريخ بيهق وتاريخ بغداد وسير أعلام النبلاء ولباب الأنساب لمؤلّف تاريخ بيهق: ابن فندق، وكتاب تاريخ دمشق وقد أنجزنا قسما منه بواسطة المختصر المطبوع، وقد أضفنا في المتن بعض الإضافات؛ وأدرجنا غالب ما نقل عن السياق في المتن ووضعنا كلّ هذه الزيادات بين حاصرتين […] إتماما للفائدة وتنويها بالصورة الأولية للكتاب، والسمعاني في الأنساب كثيرا ما ينقل حرفيا عبارات هذا الكتاب دون إشارة إلى ذلك. وقد تركنا بعض الألفاظ على حالها من غموض أو ركاكة حفظا للأصل.

المقدمة / 21

وأضفنا لكل ترجمة عنوانا انتخبناه من ترجمته أو ممّا اشتهر به وإن لم يكن مذكورا في الترجمة. قم المقدسة سنة ١٤٢٦ هـ. ق محمد كاظم المحمودي

المقدمة / 22

صورة الصفحة الأولى

المقدمة / 23

صورة الصفحة الأخيرة

المقدمة / 24

حرف الحاء من الطبقات الثلاث

1 / 1

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أخبرنا الشيخ الجليل أبو عبد الله محمد بن أبي نصر محمد الفاشاني … أخبرنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي إجازة: من اسمه الحسن من الطبقة الأولى ١٦٨٣ - (^١) -[أبو علي الدقاق] الحسن بن علي بن محمد بن إسحاق بن عبد الرحيم بن أحمد أبو علي الدقاق الأستاذ الشهيد، لسان وقته وإمام عصره، لم يفتح على من قبله من بيان شرح الطريقة بالفارسية في مجالس التذكير ما فتح على لسانه لملاحة عبارته وفصاحة لسانه، وصدق حاله ومقاله. نيسابوري الأصل تعلم العربية والنحو بها أولا، وتبحر في النحو حتى كان ينسب إليه. حدثنا [عبد الواحد بن عبد الكريم القشيرى] ناصر السنة خالي أبو سعيد يذكر أنّه يقال له: أبو علي النحوي [ظ] لتبحره فيه. وحصّل علم الاصول وخرج إلى مرو وتفقّه بها، ودرس الخضري وأعاد على الشيخ أبي بكر القفال المروزي في درس الخضري وبرع فيه.

(^١). منتخب السياق ٤٨٤، والعبر ومرآة الجنان (وفيات ٤٠٦) وطبقات السبكي الكبرى وتبيين كذب المفتري والشذرات والنجوم الزاهرة وتذكرة الحفّاظ والمنتظم (وفيات ٤١٢) وهكذا البداية والنهاية، الوافي ١٢/ ١٦٥، الكامل لابن الأثير ٩/ ٣٢٦، سير أعلام النبلاء ١٧/ ١٩٦.

1 / 3

ولما سمع ما كان (^١) يحتاج إليه من العلوم، وزاد عليه حالا ومقالا، خرج إلى الحج، واشتهر ذكره بالري والحجاز [ظ]. وعاد إلى خراسان وأتى عليه زمان وكان الكبار في وقته من [ظ] الرؤوس والرؤساء والأمراء يتبركون ويحضرون مجلسه ويستطيبون أنفاسه ويستملحون كلامه، وكان يقعد أيام الجمع بالغدوات في مسجد أبي بكر المطرز بعد ابن شاذان ويعقد المجلس، وكذلك في بعض الخانات كما كان في الرسم القديم. ثم بنى المدرسة المعروفة به في سنة اثنتين وسبعين (^٢) على ما عهدناه أولا من عمارته وما أنفق فيها شيئا إلا من الحلال الذي كان يجمعه من أهل الصلاح والمريدين ووقف [ظ] الفقراء الصالحين. وولدت له البنت المباركة من بنت الصلاح والعفاف المعروف! ببنت أبي الحسن بن قطران. وكان محتاطا في معيشته من ال .. الصالحين … و… من تلك … من الذكور، فكان [٢ أ] البيت معتدا بها، معنيا بشأنها، حتى نشأت عديمة النظير في وقتها، سمّعها الحديث، وتجشم المشايخ في وقته إلى المدرسة تقرّبا إلى الأستاذ لإسماعها، وسيأتي ذكرها فيما بعد. وشاع ذكر الأستاذ في الآفاق وكان بمرو عند اختلافه إليها يعقد المجلس، ولكلامه بها صولة وقبول، وكان الغالب عليه صدق الحال وغلبة الوقت، ومن المعروف أنه كان أكثر الأحوال كالغائب عمّا يجري من أمور العادات، وقد تأتي عليه أيام وتجد [د] أمور وما كان له منها خبر، لغلبة الحال عليه. ثم من لطيف حكاياته: أنّه لمّا كان بنسا وأراد أن يخرج إلى الحج صحبه بعض من خدمه من الصوفية و.. مجلسه، وخرج معه تاركا لبلده وأهل عشرته مختصّا بخدمته إلى أن دخلوا البادية وكان الرجل طول الطريق يخدمه، فاتفق أنّه أضاع-قمه في البادية فوجد هذا الرجل الّذي خرج معه وردها إليه فلمّا نظر الأستاذ إليه دعا له وقال له: من أنت؟ كأنّي لقيتك مرّة!! فصاح الرجل وقال: الغياث منك خدمتك في البلدة مرّة وخرجت معك وتركت الأهل والأقارب والبلد

(^١). كذا في السبكي وخط الأصل غير واضح لكنه لا يتطابق مع المثبت. (^٢). كذا وتقدم في ترجمة ابنته فاطمة بأنه بناها سنة إحدى وتسعين فالظاهر أن (سبعين) تصحيف عن (تسعين) و(سنة إحدى) لابتداء البناء و(اثنتين) لانتهائه.

1 / 4

وصحبتك … الطريق وفي البادية وأنت تقول: كأنّي لقيتك مرّة!. وحكي أنّ بعض الوزراء بنيسابور كان حاضرا، وكان يدخل عليه المشايخ للزيارة وأراد أن يدخل الأستاذ أبو علي فقيل، له: إذا دخل عليك، فينبغي أن تقوم له وتكرمه فإنّه شيخ الوقت، فأبى الوزير أن يقوم وقال: لم تجر العادة للوزراء بالقيام للرعايا، واستمرّ على هذا فحين دخل عليه الأستاذ ووقع بصر الوزير عليه، قام من غير قصد واستقبله خطوات حافيا وأكرمه، فلما خرج من عنده قال أصحاب الوزير: كنا معك في أن تقوم له إذا دخل عليك فتأبى فالآن استقبلته وزدت على ما كنا نسأله منك؟! فقال: لما وقع بصري عليه لم أتمالك أن أقوم وأبصره واستقبلته من غير اختيار منّي، فهيبته [٢ ب] أقامتني إليه. ومن مبادئ أمره أنه ما كان له شيء من الدنيا ولا يشتغل بشيء منه، فاتفق أنّه مات بعض المياسير وأوصى له بعشرة دراهم فلما جيء بها إليه قال لبعض أصحابه: إيش أصنع بهذه الدراهم فقيل له: إنه ينبغي أن يدفع إلى فلان يتجر فيها فقال: وما الذي يمكن أن يربح على هذا القدر؟ ثم قال: سبحان من لا يعطيني عشرة دراهم إلاّ بأن يموت أحد من عبيده [ظ] فيوصي لي بها. ثم لما بنيت له المدرسة سمعت أن [ظ] واحدا حضره وأراد أن يقف عليها ضيعة، فأبى الأستاذ القبول فألحّ عليه وكتب قبالة ثم بعد ذلك جاءه وقت الخراج بعض أعوان الديوان وقيل له: ينبغي أن تجيب عن خراج الضيعة فأخرج القبالة ومزّقها ورد الضيعة وقال: ما لنا وللخراج وما لنا وكيل يجيب عنّا وترك [ظ] ذلك. ولما توفّي-قدس الله روحه بعد أن ولد له الابن إسماعيل وكان في آخر [عمر] هـ وتبجح بذلك، وكانت وفاته في ذي الحجة سنة خمس وأربع مئة (^١) -رأى الصالحون والكبار له وفي حقّه كثيرا من الرؤيا الحسنة المبشرة وذكروا ذلك. ولمّا كان الرجل مأخوذا عن أحواله وعن مراسم الترتيب لم يتفرغ إلى سماع كثير من الحديث والاشتغال بالرواية، والّذي نقل عنه أنّه سمع صحيح البخاري-كلّه أو بعضه والله أعلم-من أبي علي الشبوي بمرو، ومن أبي الهيثم محمد بن المكي الكشميهني جميعا نازلا، وسمع منه الإمام زين

(^١). ن: أربع وخمس مئة، وقال في ترجمة عبد الخالق بن علي تحت الرقم ٢٠٣٣؛ توفي يوم الأحد لثمان بقين من ذي الحجة سنة خمس وأربع مئة قريبا من وفاة الأستاذ أبي علي الدقاق.

1 / 5

الإسلام والحرة الجدّة [فاطمة] ﵂ من ذلك ورويا عنه، وسمع من أبي عمرو بن حمدان بنيسابور وطبقته. ١٦٨٤ - (^١) -[أبو القاسم النيسابوري] ومنهم الحسن بن محمد بن حبيب أبو القاسم الاستاذ الامام الواعظ المفسّر الكامل إمام عصره في معاني القراءات وعلومها، وقد صنّف التفسير المشهور به، وكان أديبا نحويا عارفا بالمغازي والقصص والسير، يدرّس لأهل التحقيق، ويعظ العوام، ويعقد مجلس التذكير، انتشر منه بنيسابور العلوم الكثيرة، وسارت تصانيفه الحسان في الآفاق، وكان أستاذ الجماعة ظهرت بركته على أصحابه. وسمع الحديث الكثير وكتب وجمع وحدّث عن الأصم وأبي عبد الله الصفّار وأبي الحسن الكارزي وأبي محمد المزني، وأبي سعيد عمرو بن محمد بن منصور الضرير، وأبي جعفر محمد بن صالح بن هاني، وأبي زكريا العنبري وغيرهم. وتوفي ليلة الثلاثاء في ذي القعدة سنة [٣ أ] ست وأربع مئة، وصلّى عليه القاضي أبو عمرو (^٢) البسطامي، ودفن في مقبرة الحسين. وله شعر حسن، ومقصورة وتصرّفات مقبولة موافقة للفصول، وقد أخبرنا بالحديث عنه جماعة. ١٦٨٥ - (^٣) -[أبو علي النسوي] ومنهم الحسن بن علي بن محمد بن مهاجر أبو علي الحاكم النسوي الفقيه الطريف من بيت العلم والرئاسة والمروّة والثروة.

(^١). بغية الوعاة نقلا عن هذا الكتاب بتلخيص ١/ ٥١٩، منتخب السياق ٤٨٥، العبر والمنتظم (وفيات ٤٠٦) وتاريخ جرجان ٢٦٩، سير أعلام النبلاء ١٧/ ٢٣٧، تاريخ الاسلام وعيون التواريخ والشذرات (وفيات سنة ٤٠٦)، طبقات المفسرين للداودي والسيوطي. (^٢). كذا، ولعلّ الصواب (أبو عمر) وهو محمد بن حسين بن محمد. (^٣). منتخب السياق ٤٨٦.

1 / 6

سمع الحديث بنيسابور وبنسا والعراق، وكان ثقة في الحديث ثبتا [ظ] في الرواية. وقد سمع الحديث من الأستاذ أبي سهل الصعلوكي، وأبي القاسم ابن باكويه (^١) الصوفي، وعن أبي الحسن علي بن محمد النحوي، وأبي الحسين الحجاجي الحافظ، وعن أبي عمرو بن حمدان والقاضي أبي عمرو (^٢) الهمداني وطبقتهم. ١٦٨٦ - (^٣) -[أبو محمد المؤمّلي الماسرجسي] ومنهم الحسن بن علي بن المؤمّل بن الحسن بن عيسى [بن ماسرجس] أبو محمد المؤملي الماسرجسي الثقة العدل الرضي، المحدّث ابن المحدّث، شيخ من أهل بيت العلم والحديث والعدالة والتزكية. حدّث عن الأصم، وعن أبي عثمان عمرو بن عبد الله البصر [ي]، وأبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي والإمام وطبقتهم. قرأت من خطّ أبي صالح المؤذن قال: دخلنا عليه مع المعمّري في داره فوجدناه قد اختلط قليلا، فخرجنا من عنده ولم نسمع منه شيئا ذلك اليوم، فمات في تلك الأيام في شعبان سنة سبع وأربع مئة، وصلّي عليه في سكة عيسى، ودفن في مقبرتهم. ثم قال أبو صالح: لم أجد بعد من سماعي منه شيئا. ١٦٨٧ - (^٤) -[أبو علي الباهلي الكشاني] ومنهم الحسن بن محمد بن محمد بن داود بن حميد بن سليمان أبو علي الباهلي الكشاني [الحنيفي الخطيب]. قدم نيسابور حاجّا ونزل في ميدان تلادجرد في رمضان سنة سبع وأربع مئة وحدّث. [سمع احمد بن الحسن بن الشاه وغيره].

(^١). م: بالويه. (^٢). م: ابي عمر. (^٣). منتخب السياق ٤٨٧، وتقدمت ترجمة ابنه محمد، ولوالده وجدّه وآخرين من أسرته تراجم في اللباب والأنساب. (^٤). منتخب السياق ٤٨٨.

1 / 7