Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed
المفيد في مهمات التوحيد
प्रकाशक
دار الاعلام
संस्करण संख्या
الأولى ١٤٢٢هـ
प्रकाशन वर्ष
١٤٢٣هـ
शैलियों
ثانيا: المتبرك به غير رسول الله ﷺ؛ من الأولياء والصالحين:
لم يرد دليل صحيح يجيز التبرك بغير النبي ﷺ، وهذا يجعل التبرك بأجساد الصالحين وآثارهم يدخل في دائرة التبرك البدعي؛ لذلك لم يرد عن أحد من أصحاب النبي ﷺ، ولا عن أحد من التابعين أنهم تبركوا بأحد من الصالحين؛ فلم يتبركوا بأفضل هذه الأمة بعد نبيها، وهو أبو بكر الصديق ﵁، ولا بغيره من العشرة المبشرين بالجنة، ولا بأحد من أهل البيت، ولا غيرهم. ولو كان خيرا لسبقونا إليه؛ لحرصهم الشديد على فعل جميع أنواع البر والخير١.
وقد أمعوا كلهم ﵃ على ترك التبرك بجسد أو آثار أحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم٢.
فدل ذلك على عدم مشروعية هذا التبرك.
ولا يجوز أن يقاس على رسول الله ﷺ أحد من البشر لوجوه٣؛ منها:
١- عدم المقاربة؛ فضلا عن المساوة للنبي ﷺ في الفضل والبركة؛ فليس أحد من الأولياء أو الصالحين يقاس برسول الله ﷺ في فضله أو بركته.
٢- عدم تحقق الصلاح؛ فإنه لا يتحقق إلا بصلاح القلب. وهذا أمر لا يمكن الاطلاع عليه إلا بنص؛ كالصحابة الذين أثنى الله عليهم ورسوله، أو أئمة التابعين، ومن اشتهر بصلاح ودين، كالأئمة الأربعة ونحوهم من الذين تشهد لهم الأئمة بالصلاح. أما غيرهم؛ فغاية الأمر أن نظن أنهم صالحون، فنرجو لهم.
٣- لو ظننا صلاح شخص، فلا نأمن أن يختم له بخاتمة سوء. والأعمال بالخواتيم. فلا يكون أهلا للتبرك بآثاره.
٤- أن الصحابة ﵁ لم يكونوا يفعلون ذلك مع غير رسولنا ﷺ لا في حياته، ولا بعد موته ولو كان خيرا لسبقونا إليه.
إذا ليس لأحد أن يتبرك بجسد أو آثار أحد كائنا من كان، لإجماع الصحابة على ترك التبرك بأجساد أو آثار غيره ﷺ من الأولياء والصالحين.
١ مذكرة في العقيدة الإسلامية للدكتور عبد الله بن جبرين ص٩٥. ٢ ممن نقل إجماعهم على ذلكك الإمام الشاطبي في الاعتصام ٢/ ٨-٩. والعلامة صديق حسن خان في الدين الخالص ٢/ ٢٤٩-٢٥٠، والشيخ سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز الحميد ص١٨٦. والشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد ص١٨٨، وغيرهم. ٣ انظرها في تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ ص١٨٦.
1 / 168