329

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة بخلقه إلا أصلح الأشياء، ولا يعرضهم إلا لأعلى المنازل وأشرفها.

وأجازت المجبرة وغيرهم ممن لا يقول بالأصلح أن يميته وإن كان يعلم ذلك منه.

و اختلفوا فيمن علم الله أنه يزداد إيمانا أن يخترمه: فقال قوم من أصحاب الأصلح: لن يجوز ذلك.

وقالوا في النبي عليه السلام: إن الله امتحته قبل موته بما بلغ ثوابه على طاعته إياه فيه مبلغ ثوابه على طاعته لو أبقاه إلى يوم القيامة، قال: وجعل في ذلك المحنة إعلامه أنه يموث في الوقت الذي مات فيه.

وقال قوم منهم وأصحاب اللطف والمجبرة جميعا: إن ذلك جائز على الاختلاف في الاعتلال لإجازة ذلك.

القول في أن الله خلق عباده لينفعهم: قالت المعتزلة وأهل العدل جميعا: إن الله إنما خلق عباده لينفعهم، لا (20/ با ليضرهم، وإن سوى من هو مكلف من الخلق إنما خلقه لينتفع به المكلف منهم وليكونوا عبرة لهم ودليلا.

قالوا: فإن قيل لنا: فهلا خلقهم في الجنة ولم يعرضهم للمحنة ولما كفروا معه وضلوا.

قلنا: لأنه لو خلقهم في الجنة لم يخل(1) من أن يكونوا قد أبيح لهم جهل (1) في الأصل: لم يخلوا.

पृष्ठ 329