============================================================
الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة عليه كلما قبح في العقول لو كان فيها جورا أو خروجا من الجود والكرم، وإن كان لا ينحط بالمنع ولا يرتفع بالإعطاء ولا حق لأحد عليه.
فإن قالوا كذلك، نقول: إلا أن يكلف ما لا يقدر عليه ويرد الأصلح ومنع عباده ما يحتاجون إليه، وهو غنئ عنه ممالو أتاهم به لأطاعوه وسلموا من عذابه، ليس بقبيح في العقول، ولا هو جور ولا خروخج من الجود والكرم.
قلنا: لو كان هذا هكذا لم يعتلوا بالعلة المتقدمة ولم يحتاجوا إليها.
وبعد؛ فما الفرق بينكم وبين من زعم أن تكليف الزمن ومعاقبته وتعذيب المطيع وتخليده في النار ليس بقبح ولا جور، فقد قال بذلك جهم ومحمد بن عيسى الملقب ببرغوث.
فإن قالوا: قبخ هذا ئعرف بالعقل والمشاهدة، قيل:/ وكذلك ما أجزثم (1/70) هو قبيخ في الشاهد يعلم قبحه ضرورة والجور عن فاعله منفئ عند جميع أهل العقل، ممن يقر بالأمر والنهي ومن لا يقرؤ بهما، فلو كان أيضا إنما قبح وانتفى الجور من فاعله للأمر والنهي في حجة السمع لا في المعقول، لم يستحقة ال ولم ينف الجور عن فاعله إلا النفروالنهيي وحجة السمع، ولكنه قبيخ عند الكل وفاعله غير جواد عند الدهري والزنديق، كل مكلف محجوخج فإن قالوا: إنما ذكرثم إنما هو قبيخ منا وكذلك فاعله غير جواد إذا كان من العباد، وأما من لا ينتفع بفعل ولا ينحط به، ومن هو جواد بنفسه، وليس ذلك بقبيح منه، فليس ينتفي الجود عنه به.
قيل لهم: فما الفرق بينكم وبين جهم إذ زعم أن تكليف الزمن وتعذيبه إنما هو قبيخ منا، وأما ممن الأمز أمره والخلق له يفعل مايشاء، ويحكم ما يريد، ولايسأل عما يفعل، فليس بقبيح منه، ولا جور
पृष्ठ 327