اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية
اللآلي المرجانية في شرح القلائد البرهانية
فإن العلم سينقضي وتظهر الفتن حتى يختلف الاثنان في فريضة فلا يجدان من يفصل بينهما).
٣- وروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله ﷺ (العلم ثلاثة وما سوى ذلك فضل آية محكمة أو سنة قائمة أو فريضة عادلة) رواه أبو داود وابن ماجة رحمهما الله تعالى.
٤-وروي عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ (تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم وهو ينسى وهو أول شيء ينزع من أمتي) رواه ابن ماجة والدارقطني.
ومما روي عن صحابة رسول الله ﷺ في الحث على تعلم الفرائض ما أخرجه الدارمي عن عمر بن الخطاب ﷺ موقوفاً: تعلموا الفرائض كما تعلمون القرآن، وفي لفظ عنه تعلموا الفرائض فإنها من دينكم، وعنه أيضاً ﷺ إذا تحدثتم فتحدثوا في الفرائض وإذا لهوتم فالهوا بالرمي.
وفي سنن الدارمي - رحمه الله تعالى - عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: تعلموا الفرائض والحج والطلاق فإنه من دينكم، وعنه أيضاً من قرأ القرآن فليتعلم الفرائض.
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: الذي يقرأ القرآن ولا يحسن الفرائض كالبدن بلا رأس وفي لفظ كمثل الرأس لا وجه له وقال عقبة بن عامر رضي الله عنه: تعلموا قبل الظانين؛ يعني الذين يتكلمون بالظن.
إذاً فعلم الفرائض من أهم علوم الأمة الإسلامية والصناعة الدينية والأصل فيه الكتاب والسنة المحمدية وهو من أجل علوم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين فكثرت مناظراتهم فيه فمن استكثر منه فقد اهتدى بهداهم وهو إلى جانب ذلك من أجل العلوم خطراً وأرفعها قدراً وأعظمها أجراً.
قال بعضهم:
علم الفرائض لا نظير له يكفيك أن قد تولى قسمه الله
وبين الحظ تبياناً لوارثه فقال سبحانه يوصيكم الله
قال الناظم رحمه الله تعالى:
٦- إذ هو نصف العلم فيما وردا في خبر عن النبي مسندا
قوله: [إذ] تعليلية.
قوله: [هو] اسم إشارة للغائب؛ عائد هنا على علم الفرائض.
قوله: [نصف العلم] يشير الناظم - رحمه الله تعالى - إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه السابق في الحث على تعلم الفرائض وتعليمها (تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم وهو ينسى وهو أول شيء ينزع
20