54

Al-Khulasah fi Tadabbur al-Qur'an al-Karim

الخلاصة في تدبر القرآن الكريم

प्रकाशक

دار الحضارة للنشر والتوزيع

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م

शैलियों

وقد حَدَّث أبو جمرة قال: قلت لابن عباس ﵄: إني رجل سريع القراءة، وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين، فقال ابن عباس ﵄: «لأن أقرأ سورة واحدة أعجب إليَّ من أن أفعل ذلك الذي تفعل، فإن كنت فاعلًا ولا بد، فاقرأ قراءة تُسْمِعُها أُذنيك ويعيها قلبك» (١). وقال ابن مسعود ﵁: «لا تَهُذُّوا القرآن هَذَّ الشِّعْر، ولا تَنْثُرُوه نَثْر الدَّقل، وقِفُوا عند عجائبه، وحَرِّكُوا به القلوب، ولا يكن هَمُّ أحدِكم آخر السورة» (٢). وقال الحسن البصري ﵀: «يا ابن آدم! كيف يَرِقّ قلبك، وإنما هِمَّتُك في آخر السورة؟ !» (٣). وفي الباب آثار عن السلف ﵃ في الإنكار على من أسرع في القراءة: يقول النووي ﵀: «قال العلماء: والترتيل مستحب للتدبر وغيره ... لأن ذلك أقرب إلى التوقير والاحترام، وأشد تأثيرًا في القلب» (٤). قال القرطبي ﵀: «الترتيل أفضل من الهَذّ؛ إذ لا يصح التدبر مع الهَذّ» (٥).

(١) مضى تخريجه قريبًا. (٢) أخرجه البيهقي في الشعب (١٨٨٣)، والآجري في أخلاق حملة القرآن ص: ٢، وأورده البغوي في التفسير (٤/ ٤٠٧). (٣) رواه أحمد في الزهد (ص ٢٠٩). (٤) التبيان ص: ٧٢. (٥) تفسير القرطبي (١٥/ ١٩٢).

1 / 57