जवाहिर ग़वाली
الجواهر الغوالي في ذكر الأسانيد العوالي للبديري
शैलियों
आधुनिक
ولنذكر ما ذكره ابن العربي وهو محمد بن علي بن محمد بن العربي الطائي الحاتمي من ذرية عبد الله بن حاتم طيء في مقدمته التي ألفها في لبس الخرقة بقوله أما بعد فأقول بعد الحمد والصلاة على ما جاءنا به من جزيل الصلاة اعتصاما بالله وملاذا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق فكان مما جاء به الرسول الكريم من العلي الحكيم في الكتاب المنزل الذي هو القرآن العظيم يابني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوأتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير // ٢٢٢ // فالضروري من لباس الظاهر ما يستر السوءة وهو لباس التقوى من الوقاية والريش ما يزيد على ذلك مما تقع به الزينة التي هي زينة الله التي أخرج لعباده من خزائن غيوبه وجعلها خالصة للمؤمنين في الحياة الدنيا ويوم القيامة فلا يحاسبون عليها وإذا لبسوها وتزينوا بها من غير هذه النية ولا هذا الحضور ولبسوها فخرا وخيلا فتلك زينة الحياة الدنيا فالثوب واحد ويختلف الحكم عليه باختلاف المقاصد ثم أنزل في قلوب العباد الأخيار لباس التقوى وهو خير لباس وعلى صورة لباس الظاهر فمنه لباس ضروري يواري سوءة الباطن وهو تقوى المحارم مطلقا ومنه ما هو مثل الريش في الظاهر لباس مكارم الأخلاق مثل نوافل العبادات كالصفح والإصلاح وإن كان الشارع قد أباح لك أخذ حقك ولكن مما يتزين به الرجل في باطنه // ٢٢٣ // فهو زينة الله في الباطن وهو كل لباس ندبك الشرع إليه فقد تحقق لباس الباطن أنه على صورة الظاهر شرعا وكما يختلف لباس الباطن بالنيات والمقاصد ولما تفرد هذا في نفوس أهل الله أرادوا أن يجمعوا بين اللبستين ويتزينوا بالزينتين ليجمعوا بين الحسنين فيثابوا من الطرفين فسيب لباس هذه الخرقة المعلومة عندهم ليكون تنبيها على ما يريدونه من لباس بواطنهم وجعلوا ذلك صحبة وأدبا.
1 / 123