Al-Jannah wa An-Nar min Al-Kitab wa As-Sunnah Al-Mutahharah

Abd al-Rahman ibn Wahf al-Qahtani d. 1422 AH
94

Al-Jannah wa An-Nar min Al-Kitab wa As-Sunnah Al-Mutahharah

الجنة والنار من الكتاب والسنة المطهرة

अन्वेषक

د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني

प्रकाशक

مطبعة سفير

संस्करण संख्या

الثالثة

प्रकाशक स्थान

الرياض

शैलियों

المبحث الثاني: النعيم الحسي لأهل الجنة [١ - أنهار الجنة] يقول الله ﷾: ﴿مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ﴾ (١). تفسير الآية: ﴿مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ﴾: أي صفتها. ﴿فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ﴾ [أي غير متغير ولا مُنتن]. ﴿وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ﴾: لذيذة للشاربين لم تدنسها الأرجل ولم تدنسها الأيدي. ﴿وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ﴾: أي مَن كان في هذا النعيم كمن هو خالد في النار؟؟ (٢) (٣).

(١) سورة محمد، الآية: ١٥. (٢) تفسير البغوي، ٤/ ١٨١، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير، ٤/ ١٧٧. (٣) ومن أنهار الجنة: نهر الكوثر الذي أُعطيه النبي ﷺ: حافتاه قباب اللؤلؤ، [وفي رواية: حافتاه قباب الدُّر المجوّف] [البخاري، برقم ٤٩٦٤، و٦٥٨١]. أما حوض النبي ﷺ فهو في عرصات القيامة: عرضه مسيرة شهر، وطوله مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وطعمه أحلى من العسل، عدد آنيته كنجوم السماء، من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدًا [البخاري، برقم ٦٥٧٩، ومسلم، برقم ٢٢٩٢]. وسوف يأتي اليوم الذي يُذاد عن هذا الحوض من يُذاد، نسأل الله العافية، فقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: «ليردنَّ عليّ أناس من أصحابي»، وفي رواية: «أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يُحال بيني وبينهم، فأقول: إنهم من أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سُحقًا سُحقًا لمن غيَّر بعدي»، وقال ابن عباس: سُحقًا: بُعدًا [البخاري، برقم ٦٥٨٣، ومسلم، برقم ٢٢٩٢].

1 / 105