Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah
الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -
शैलियों
وَرَسُولُهُ]: أي ظهر صدق خبر الله ورسوله (١).
ولما ذكر الله جل شأنه حال المنافقين وأنهم نقضوا العهد الذي كانوا عاهدوا الله عليه لا يولون الأدبار، وصف سبحانه المؤمنين أنهم استمروا على العهد والميثاق فقال سبحانه [مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا] الأحزاب ٢٣. قسمهم الله تعالى قسمين فقال [فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ] قال الإمام الشوكاني: ومعنى الآية: أن المؤمنين رجالًا أدركوا أمنيتهم وقضوا حاجتهم، ووفوا بنذرهم فقاتلوا حتى قتلوا، وذلك يوم أحد كحمزة ومصعب بن عمير وأنس بن النضر؛ [وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ] قضاء نحبه يحضر أجله كعثمان بن عفان وطلحة والزبير وأمثالهم، فإنّهم مستمرون على الوفاء بما عاهدوا الله عليه من الثبات مع رسول الله ﷺ، والقتال لعدوه، ومنتظرون لقضاء حاجتهم، وحصول أمنيتهم بالقتل، وإدراك فضل الشهادة (٢).
وشهد الله تعالى لهم بالثبات وعدم التبديل فقال [وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا] أي: وما غيروا عهد الله تعالى ولا نقضوه ولا بدلوه، لا المستشهدون الذين قضوا، ولا من ينتظر، بل استمروا على ما عاهدوا الله عليه، وثبتوا ثبوتًا
_________
(١) ابن كثير: مرجع سابق، القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ١٤/ ١٤٣، أبو حيان: البحر المحيط: ٨/ ٤٦٨، الشوكاني: فتح القدير ٣/ ٤٢٢
(٢) الشوكاني: فتح القدير: ٣/ ٤٢١
1 / 49