233

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

प्रकाशक

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٢٣هـ

प्रकाशक स्थान

المملكة العربية السعودية

शैलियों

المدينة، وضربت أعناقهم، وكانوا ما بين الستمائة إلى السبعمائة (١).
وقد سأل الله سعد الشهادة إن كان الله قد وضع الحرب بين النبي ﷺ وبين قريش، وانفجر جرحه ﵁ ومات شهيدًا (٢).
الله أكبر! ما أعظم هذا الرجل وما أحكمه! فقد رَغِبَ في الشهادة، ولكنه سأل الله أن يبقيه إن كان الله لم يضع الحرب بين رسول الله ﷺ وبين قريش، وكذلك سأل الله ﷿ أن لا يميته حتى يقرّ عينه من بني قريظة، فاستجاب الله له، وجعله الذي يحكم فيهم بحكمه، وعندما قال له بعض الأوس: أحسن في مواليك يا أبا عمرو، قال كلمته الحكيمة: لقد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم.
وصدق ﵁، فقد حكم فيهم بحكم الله - تعالى - فقُتِلُوا، وأمكن الله المسلمين من أموالهم ونسائهم وذراريهم، فكان ذلك فتحًا ونصرًا للمسلمين على أعداء الله ورسوله، فرضي الله عنه وأرضاه.
ومن فضل الله عليه أن منّ عليه بالشهادة، وقال النبي ﷺ يوم موته: «اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ» (٣).
وقد ظهرت حكمته ﵁ في هذا الموقف الحكيم في النقاط التالية:
١ - رغبته في نصرة رسول الله ﷺ وجهاد أعداء الله تعالى.
٢ - ردّه الحكيم المسدّد على قومه عندما راجعوه في بني قريظة.

(١) زاد المعاد ٣/ ١٣٥، وانظر: سيرة ابن هشام ٣/ ٢٥٩، والبداية والنهاية ٤/ ١٢٢، وفتح الباري ٧/ ٤١٤، وانظر: صحيح الترمذي، ٢/ ١١٤.
(٢) انظر: البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب مرجع النبي ﷺ من الأحزاب ٧/ ٤١٢.
(٣) البخاري مع الفتح، كتاب مناقب الأنصار، مناقب سعد بن معاذ ﵁ ٧/ ١٢٣، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب: من فضائل سعد بن معاذ ﵁ ٤/ ١٩١٥.

1 / 251