Al-Bid‘ah: Its Guidelines and Harmful Effects on the Ummah
البدعة ضوابطها وأثرها السيء في الأمة
प्रकाशक
الجامعة الاسلامية
संस्करण संख्या
الثانية ١٤١٤ هـ
शैलियों
ولا أحد من أصحابه، وهم أعلم بسنته، وأحرص منا على تعظيم رسول الله ﷺ وتوقيره، وإنما أحدث هذا المولد وغيره من الموالد لغير النبي ﷺ الفاطميون الرافضة، يقول الإمام أبو حفص تاج الدين الفاكهاني ﵀ في رسالة "المورد في عمل المولد": "أما بعد: فقد تكرر سؤال جماعة من المباركين عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول ويسمونه المولد، هل له أصل في الدين؟، وقصدوا الجواب عن ذلك مبينا والإيضاح عنه معينا.
فقلت وبالله التوفيق: لا أعلم لهذا المولد أصلًا في كتاب الله ولا سنة نبيه ﷺ، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعةأحدثها البطالون، وشهوة نفس اغتنى بها الأكالون" اهـ.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: "وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى ﵇، وإما محبة للنبي ﷺ وتعظيما من اتخاذ مولد النبي ﷺ عيدًا مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف، ولو كان هذا خيرًا محضا أو راجحا لكان السلف ﵃ أحقّ به منا، فإنهم كانوا أشد محبة للنبي ﷺ وتعظيما له منا وهم على الخير أحرص، وإنما محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته، واتباع أمره وإحياء سنته باطنا وظاهرًا، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإن هذه طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان" ١ اهـ.
وأما من لم يشرب البدعة قلبُه، وإنما استحسنها، وظن أنها تقربه إلى الله ﷿ ثم ظهر له الدليل على خلافها، وتعقل ذلك، فالغالب رجوعه وتوبته، ويمثل العلماء لمثل ذلك بمن رجع من الخوارج بعد مناظرة ابن عباس لهم، وبرجوع المهتدي والواثق عن بدعتة القول بخلق القرآن.
_________
١ اقتضاء الصراط المستقيم ٢/٦١٥، تحقيق الدكتور ناصر العقل.
1 / 21