البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة
البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة
शैलियों
الذي به وقعت القسمة ، بمعنى أنه لا يزول أحد المفهومات الثلاثة عن الذات بأن تتصف الذات بالآخر ، كأن يصير الواجب بالذات ممكنا بالذات أو بالعكس ؛ لأن الذاتي لا يختلف ولا يتخلف ، كقولنا : « الحيوان إما ناطق أو صامت » فإن الحيوان قد انقسم إلى طبيعتين ، ويستحيل انقلاب هذه القسمة ، بمعنى أن الحيوان الذي هو ناطق يستحيل زوال النطق عنه وعروض الصمت له ، وكذا الحيوان الذي هو صامت.
وأما الثانية فإنه يمكن انقلابها ويصير (1) أحد القسمين معروضا لمميز الآخر الذي به وقعت القسمة ، كقولنا : « الحيوان إما متحرك أو ساكن » فإن كل واحد من المتحرك والساكن قد يتصف بعارض الآخر ، فينقلب المتحرك ساكنا وبالعكس.
وقسمة المعقول بالوجوب الذاتي والامتناع الذاتي والإمكان الذاتي من قبيل القسم الأول ؛ لاستحالة انقلاب الواجب لذاته ممتنعا لذاته أو ممكنا لذاته ، وكذا الباقيان.
** قال
انقلابها ، ومانعة الخلو بين الثلاثة في الممكنات ).
** أقول
المعقول إليهما على سبيل منع الجمع لا الخلو ؛ وذلك لأن المعقول حينئذ إما أن يكون واجبا لغيره أو ممتنعا لغيره على سبيل منع الجمع لا الخلو ؛ لامتناع الجمع بين الوجوب بالغير والامتناع بالغير ؛ لاستلزامه اجتماع الوجود والعدم ، وإمكان الخلو عنهما لا بالنظر إلى وجود العلة ولا عدمها.
وهذه القسمة يمكن انقلابها ؛ لأن واجب الوجود بالغير قد يعرض عدم علته ، فيكون ممتنع الوجود بالغير ، فينقلب أحدهما إلى الآخر.
पृष्ठ 127